عادي

طالب يروي مشاهد «الدم والرعب».. كيف قتل الإرهابيون بدم بارد الطلاب في جامعة كابول؟

15:59 مساء
قراءة دقيقتين
محمد قاسم كوهيستاني
محمد قاسم كوهيستاني

كابول - أ ف ب

قام الإرهابيون الذين هاجموا جامعة كابول هذا الأسبوع بتصفية الطلاب الذين كانوا يحاولون الفرار عبر القفز من نوافذ قاعات التدريس، بدم بارد «الواحد تلو الآخر»، وفق ما روى طالب نجا من المجزرة الأربعاء.

وقُتل 22 شخصاً على الأقل معظمهم من الطلاب، وجرح نحو 27 آخرين في هجوم نفذه ثلاثة مسلحين الإثنين. ومع ذلك أكدت الحكومة الأربعاء أن حركة «طالبان» هي التي ارتكبت هذه المجزرة.

ووصف محمد قاسم كوهيستاني (22 عاما) الذي يدرس السياسة العامة في جامعة كابول إحدى مؤسسات التعليم العالي الرائدة في البلاد، بالتفصيل الهجوم الذي استمر سبع ساعات.

وقال الشاب الذي كان في الطابق الثاني من المبنى: «كنا ننتظر وصول أستاذنا (...) فجأة سمعنا ضجيجاً عالياً قادماً من الطابق الأول».

وأضاف: «أدركنا أن أمراً ما يحدث وبدأنا نقفز من النافذة».

واختبأ مع عدد من أصدقائه تحت حافة النافذة وتابعوا بذلك مشهداً دموياً، بينما كان المهاجمون ينتقلون من غرفة إلى أخرى بحثاً عن ضحايا.

وأوضح أنه «بعدما سيطروا على قاعة التدريس بدأ رجل مسلح إطلاق النار على الطلاب الذين كانوا يفرون من النافذة»، مشيراً إلى أن «المسلحين (الآخرين) كانا يطلقان النار بشكل مباشر على الطلاب الواحد تلو الآخر».

وفر مئات الطلاب قفز بعضهم فوق الجدران المحيطة للوصول إلى الشوارع، بينما تحصن آخرون في غرف وتم إنقاذهم من قبل القوات الخاصة الأفغانية.

وذكر محمد كوهستاني أنه فقد صديقه المقرب أحمد علي الذي كان يحاول مساعدة صديقة أخرى تدعى رقية. وقال: «صديقي المفضل قتل. لم يقفز من النافذة لأن رقية فقدت وعيها وأراد مساعدتها، لكن المسلح أطلق النار عليهما في الرأس وقتلهما».

وظل كوهستاني الذي أصيب بالتواء في ساقه عندما قفز من النافذة، مختبئاً لساعات في الحرم الجامعي. وأوضح: «كان ذلك أفظع وقت في حياتي. طوال اليوم كنا نسمع صراخهم ونداءات استغاثتهم لكننا كنا عاجزين عن مساعدتهم».

بعد الهجوم علم الشاب أن المهاجمين قتلوا جميع الطلاب الذين كانوا في فصل دراسي تحت القاعة التي كان موجوداً فيها، لافتاً إلى أونه ما زال «مصدوماً. أمس لم أكن قادراً على الكلام».

وقال مسؤولون أفغان إن اثنين من المهاجمين قتلا برصاص قوات الأمن بينما فجر الثالث نفسه خلال الهجوم.

وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الثاني خلال أقل من أسبوعين على مركز تعليمي في العاصمة الأفغانية. لكن نائب الرئيس أمر الله صالح اتهم «طالبان» وحلفاءها بالهجوم مع أن حركة التمرد نفت أي صلة بالهجوم.

وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان إن «مدبري هذا الهجوم جزء من شبكة حقاني (...) وشبكة حقاني لا يمكن فصلها عن طالبان».

وكانت هجمات دموية عدة استهدفت القوات الأجنبية ومدنيين نسبت إلى شبكة حقاني على مر السنين. وقال بيان الوزارة إن السلطات تحقق لمعرفة كيف تمكن المهاجمون من دخول الحرم الجامعي بأسلحتهم، إذ تم اعتقال 13 شرطياً بتهمة «الإهمال».

وأحيت أفغانستان الثلاثاء يوم حداد وطني تظاهر خلاله الطلاب خارج جامعة كابول، رافعين لافتات كتب عليها «توقفوا عن قتلنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"