بطالة تكنولوجية

قبل بضعة عقود فقط، خلقت شبكة الإنترنت مخاوف وقلقاً تمثلا بتدمير الوظائف مع نموها. وعلى الرغم من هذه الشكوك، مهدت التكنولوجيا الطريق أمام ملايين الوظائف وتشكل الآن 10 % من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.

اليوم، يستعد الذكاء الاصطناعي لتحقيق قفزة أكبر وأوسع على مستوى الاقتصادات العالمية. فوفقاً لمسح سنوي تجريه شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، يعتقد 63 % من الرؤساء التنفيذيين أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير أكبر من الإنترنت.

من الواضح أن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة التي يقودها الذكاء الاصطناعي ستستمر في تغيير العالم بشكل أساسي وطريقة عملنا وحياتنا بشكل خاص. وقد لا يؤدي ذلك بالضرورة إلى بطالة هائلة كما هو متوقع، بل من شأنه أن يبتكر وظائف أكثر ملاءمة مع مرور الزمن.

ستتطلب هذه الوظائف تقنيات جديدة واستثمارات كبيرة لصقل مهارات الشباب والكبار وإعادة تأهيلهم. ويمكن للشركات والحكومات، بل ويجب، العمل معاً لمعالجة هذا التحول واحتضان الفوائد المجتمعية الإيجابية للذكاء الاصطناعي.

بحلول عام 2030، سيدر الذكاء الاصطناعي ما يقدر بـ 15.7 تريليون دولار، أو 26 % زيادة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي أكبر من الناتج المحلي الإجمالي الحالي لكل من الصين والهند، بحسب «برايس ووترهاوس كوبرز».

مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي سيعمل على أتمتة بعض الوظائف، لكن بحسب الدراسة، فإن أي خسارة في الوظائف بسبب الأتمتة من المرجح أن يتم تعويضها على نطاق واسع على المدى الطويل من خلال الوظائف الجديدة التي تم إنشاؤها نتيجة للاقتصاد الأكبر والأكثر ثراءً، الذي أصبح ممكناً بفضل هذه التقنيات الجديدة. علاوة على ذلك، من غير المتوقع حصول بطالة تكنولوجية على نطاق واسع نتيجة الأتمتة.

يقدر المنتدى الاقتصادي العالمي في تقريره حول مستقبل الوظائف 2020، أن 85 مليون فرصة عمل ستستبدل بينما سيتم خلق 97 مليون وظيفة جديدة في 26 دولة بحلول عام 2025.

سيقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة العديد من المهام المتكررة والخطيرة في بعض الأحيان مثل إدخال البيانات وخطوط الإنتاج في المصانع. وستغير التكنولوجيا أيضاً طبيعة العمل في العديد من الوظائف الأخرى، ما يسمح للعمال بالتركيز على المهام ذات القيمة الأعلى التي تتطلب غالباً تفاعلات شخصية، وستوفر هذه الوظائف المعززة حديثاً فوائد لكل من الشركات والأفراد الذين سيكون لديهم المزيد من الوقت ليصبحوا مبدعين واستراتيجيين ورياديين.

من المحتمل ألا يتم تقاسم فوائد الذكاء الاصطناعي ومخرجاته الإيجابية بالتساوي، لذلك على الشركات والحكومات العمل معاً لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من الأشخاص وعدم زيادة الفجوة الرقمية وتفاقمها جراء عدم المساواة القائمة.

«المنتدى الاقتصادي العالمي»