رانيا تخلع برقع الندم

22:28 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

لأول مرة تخلع الفنانة رانيا يوسف برقع الأسف، والندم، لتعبّر عن نفسها صراحة. هي تحب لفت الأنظار، وتأبى أن يكون مرورها أمام أي كاميرا، (خارج إطار التمثيل)، كلاسيكياً بلا ضجيج، وإثارة، وخلق حالة من الجدل. تحب أن «تشعل» صفحات وسائل التواصل بالحديث عن فساتينها، و«اللوك»، و«الهوت شورت»، وغيره من الأزياء المشهورة بالفتحة الظاهرة من أولها، إلى آخرها.
لم تكن الوحيدة في مهرجان الجونة السينمائي التي أثارت ضجة، فأغلبيتهن حرصن على كشف المستور، وتوسيع نطاق الفتحات بشكل استفزازي، لا جمال فيه، ولا ذوق. وربما بسبب «العري الجماعي» الذي حصل، تشجعت رانيا وأعربت لأول مرة عن سعادتها باختياراتها لملابسها، وبإثارة «المشاكل الظريفة»، كما أسمتها. وكلنا نذكر كيف خصص لها المذيع عمرو أديب مساحة في برنامجه لتتحدث عن «الشورت» الذي ارتدته، والبطانة التي ارتفعت رغماً عنها فجعلته «دون علمها»، «هوت شورت»، وأبدت ندمها على ما فعلت، وتعهدت ألا تفعلها مجدداً. وقتها عرفنا أنها حيلة لإسكات الناس، وكسب ودهم، وتعاطفهم. وما فعلته الفنانة هذه المرة يؤكد تلك الخديعة التي مارستها على الجمهور بالتآمر مع المذيع، إذ اصطحبت معها في حفل ختام المهرجان ابنتها نانسي مرتدية «الهوت شورت بتاع مامي» نفسه.
حرة هي فيما ترتدي، وما تبرز، أو تخفي من جسدها، وحرة في عشقها لإثارة الجدل كي تبقى الأضواء مسلطة عليها، رغم أنها تملك موهبة تغنيها عن كل هذه «الضجة المزيفة»، وجذب الجمهور إلى الانشغال بجسدها، والشكل الخارجي، كأنها لا تدرك أن ما تملكه من موهبة أهم بكثير من هذه القشور.
المؤسف أن تكون نظرة ممثلة جيدة للفن سطحية بهذا الشكل، وأن تنقل لابنتها هذه النظرة، فتختصر الفتاة دور أمها بأنه «شو بيزنس»، وأن ما تفعله «مامي» هو استعراض جميل يلفت الناس، ويثير الجدل، وهذا هو الهدف من «الشو بيزنس»، كما قالت. واضح أن نانسي سعيدة بفساتين أمها، وتراها ناجحة في إشعال الجدل من خلال الفتحات، وما يظهر منها، ولا شك في أن الفن في نظرها هو استعراض مفاتن، و«الترند» يكون بالشكل والملابس لا بقوة الأداء، والدور، والأعمال الفنية.
صحيح أن الأضواء والمهرجانات تتطلب إطلالات غير تقليدية، لكنها لا تعني أبداً الانحدار بالذوق إلى حدود الخلاعة. ولا بد أن ينسجم الشكل مع المضمون، وأن يعبر كل زي عن صاحبه، وصاحبته؛ وهذه المرة خلعت رانيا عباءة المسكنة، واستدرار تعاطف الجمهور، لتؤكد أنها تلبس ما تلبسه عمداً، وأن «أولادها بيشجعوها على الشقاوة»، كما قالت، وما وجود نانسي معها إلا للتصديق على ذلك، والتأكيد على أن مفهوم الفن في عيون الابنة يبدأ من الاستعراض، وينتهي ب«البيزنس».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"