مسيرة قائد وتاريخ مجيد

23:57 مساء
قراءة 3 دقائق

محمد خليفة

في العادة، يقيس الناس أعمارهم بالسنين، وبعض الناس يقيسها بالأيام، لكن حياة العظماء، في كل جيل، تُقاس بالإنجازات، خاصة تلك التي يصعب تحقيقها في مدى قصير من الزمن، يوازي عمر من صنعوها.

 هكذا الحال مع الزعماء والقادة المؤسسين، ومن يمسكون بزمام الأمور، في لحظات حرجة تقف الأوطان على شفا جرف، فيعدلون كفتها، ويُقَوِّمون مسيرتها، ويستكملون نهضتها، ويسطِّر التاريخ بين صفحاته الخالدة حياة هؤلاء، لتكون نبراساً للأجيال القادمة.

ومن هؤلاء القادة العظام، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» الذي يُعد يوم اختياره، من المجلس الأعلى حكام الإمارات، رئيساً للإمارات، عيداً للوطن، وطن العزة والكرامة، ويوماً تاريخياً عظيماً يفتخر به كل إماراتي. إنها لمناسبة عظيمة، تتجلى فيها كل معاني الحب والتطور والتقدم والازدهار والثقافات المتنوعة، فهذه المنجزات الحضارية التي تحققت في بلادنا الغالية جاءت بفضل الله، ومن ثم بفضل الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم التي تميز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والتي ترتكز على مصلحة الشعب، ورفعة الدولة في مختلف الصعد. ولدى سموه مسيرة تزخر بالإنجازات والمبادرات التي كان الهدف منها رفعة الدولة وتحقيق الأهداف في الوصول إلى الريادة في مختلف نواحي الحياة.

 وكان تحقيق أمن ورفاهية أبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه، في صلب رؤية سموه الاستراتيجية، وهو ما تتمحور حوله شتى البرامج والمبادرات والمشروعات الحيوية التي وضعت الإمارات في طليعة بلدان العالم، من حيث الاستقرار والازدهار والرفاهية، ما جعلها وجهة ثقافية واقتصادية وسياحية، وهذا ما تجمع عليه شتى التقارير والمؤشرات الدولية. 

 وتكريساً لمبدأ التنمية المتوازنة بين ربوع الدولة، وإيماناً من سموه بأن روح الاستقرار، وأساس البيئة المثالية المنشودة لتنشئة الأجيال، تتمثل في أسر تنعم بالعيش الكريم، فقد أطلق سموه حزمة مبادرات هادفة، غايتها تركيز الجهد، وتوجيه الموارد المالية، للارتقاء بالبنى التحتية، والخدمات الأساسية في جميع إمارات الدولة وأنحائها، مع إعطاء أولوية قصوى للمشروعات التطويرية، ذات العلاقة المباشرة بحياة الناس في رفاهيتهم ومصادر رزقهم، وعلى رأسها، برامج الإسكان، وإمدادات المياه والكهرباء، وشبكات الطرق والجسور، والسدود، والمستشفيات والمدارس والمساجد وموانئ الصيادين، وما يرتبط بهذا من زيادة في الإنفاق العام، وخلق المزيد من فرص التشغيل المستدامة، وبما يعزز جهود التوطين، ويحفز الموارد البشرية على المشاركة الفعالة والإيجابية في سوق العمل.

 وفي عام 2015 وضعت مجلة «فوربس» الأمريكية، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ضمن قائمة أقوى الشخصيات المؤثرة في العالم، وهذا التصنيف هو علامة تقدير لحنكة صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» التي نسجت لدولة الإمارات مقاماً في ذرى المجد، وموقعاً مؤثراً فاعلاً في المحافل الدولية على كافة الصعد. ولم تتوقف مبادرات سموه، عند هذا الحد، بل توالت متدفقة، وبما يعزز قوة ومكانة الإمارات في مختلف المجالات. فأطلقت العديد من المبادرات الداخلية والخارجية، التي أسهمت في ترسيخ الإنجازات والمكتسبات على مدار 45 عاماً، وتعزيز مكانة الإمارات عالمياً، وشمل ذلك، المبادرات التي تتعلق بمساندة دول العالم الشقيقة والصديقة، وإقامة مشروعات إنسانية تسهم في تعزيز البنية التحتية والارتقاء بحياة شعوب هذه الدول.

  ولم تغب المرأة بقضاياها عن فكر سموه ومبادراته، فهو نصير المرأة الإماراتية وسندها في كل المجالات التي وصلت إليها، فاستحقت مكانتها الطبيعية بأن تأخذ دورها لتصبح عنصراً فعالاً في المجتمع الذي أسس على العدل والمساواة بين الجنسين.

 إن تاريخ الإمارات، بل تاريخ الخليج ليقف إعزازاً وإجلالًا لهذا الطود الشامخ، والجبل الأشم، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس المجلس الأعلى لدولة الإمارات الذي قاد سفينة الوطن بعد الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في بحر يموج بالرياح الهوجاء والفتن العمياء، فوصل بالدولة إلى شاطئ الأمن والأمان، لتنعم بالرفاهية والتقدم، وتقف في مصاف الدول المتقدمة، تساميها في العلم والتقدم والرفاهية والتنمية.

 نسأل المولى، سبحانه، أن يحفظ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ويمد في عمره، وأن يسبغ عليه وافر الصحة والعافية، وأن يبارك عضده وسنده، ولي العهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليواصل مسيرة البناء والنماء والعطاء إلى المزيد من التقدم والازدهار، فهو الذي نذر نفسه لقضايا أمته وخدمة شعبه في مسيرة طويلة لبناء الإنسان الإماراتي القادر على صناعة التغيير بوعي ومسؤولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"