عادي
الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات يتحدث لـ«الخليج»

استيفاء الإجراءات التمويلية لمحطة الظفرة الشمسية قريباً

20:12 مساء
قراءة 7 دقائق
1

أبوظبي:  عدنان نجم

قال عثمان آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات: إن العمل جار حالياً مع مجموعة من الشركاء لتطوير مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية، والتي ستكون أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في منطقة الظفرة على بعد 35 كيلومتراً من أبوظبي، مشيراً الى تطوير المزيد من مشاريع الطاقة الشمسية وتحلية المياه باستخدام تقنية التناضج العكسي خلال السنوات القليلة القادمة في إطار الجهود لتأمين 50% من احتياجات الطاقة في أبوظبي من الطاقة المتجددة ومصادر الطاقة النظيفة.

وأضاف آل علي لـ«الخليج»: شهد قطاع الطاقة والمياه في أبوظبي تغييرات هيكلية كبيرة خلال العام 2020 خاصة بعد الإعلان عن إتمام صفقة الدمج بين مؤسسة أبوظبي للطاقة وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، لتثمر هذه العملية  إنشاء واحدة من كبرى شركات المرافق في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

وأكد أن الأزمة الحالية أثبتت استعداد القطاع في الدولة لمواكبة كافة المتغيرات على الطلب على خدمات المياه والكهرباء، مشيراً إلى أن الشركة تواصل جهودها لإنشاء عدد من محطات الطاقة ومياه الشرب لتلبية الطلب المتزايد، لمواكبة النمو السكاني والنمو الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة.. وتالياً نص الحوار..

  •  كيف تنظرون إلى جهود أبوظبي في التوسع بمشاريع الطاقة المتجددة؟

- لقد نجحت دولة الإمارات بفضل الرؤى الثاقبة لقيادتها الرشيدة وحرصها على استشراف المستقبل في ترسيخ مكانتها واحدة من أكثر دول العالم تقدماً في مجال تحقيق الاستدامة، وقد اتخذت دولة الإمارات خطوات استباقية لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على بيئة نظيفة وصحية وآمنة، 

وتهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 إلى تنويع مصادر توليد الطاقة لتشمل مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والأهداف البيئية، حيث تعتبر أبوظبي من المدن الرائدة عالمياً في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة. وتعد شركة مياه وكهرباء الإمارات جزءاً من هذه الطموحات ودورنا المحوري في تحقيقها من خلال دعم توجهات حكومة أبوظبي وحكومة دولة الإمارات من خلال قيادة التغيير في قطاع الطاقة مع التركيز على الاستدامة، واستقطاب أحدث التقنيات المستخدمة في قطاع الطاقة المتجددة، فضلاً عن تعزيز شراكاتنا مع نخبة من المطورين العالميين لضمان الاستدامة من خلال إبرام اتفاقيات طويلة الأجل لشراء المياه والكهرباء، وتوقيع اتفاقيات مبيعات التعرفة بالجملة مع شركات التوزيع.

الصورة
شركةمياه وكهرباء الإمارات

وأشرفت شركة مياه وكهرباء الإمارات على تطوير محطة «نور أبوظبي»، أكبر مشروع مستقل لتوليدالطاقة الشمسية في العالم، ونعمل حالياً مع مجموعة من الشركاء لتطوير مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية، والتي ستكون أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في منطقة الظفرة على بعد 35 كيلومتراً من العاصمة الإماراتية أبوظبي ولقد أسهم التطور المتسارع للتكنولوجيا في تنامي الاهتمام بالطاقة الشمسية نظراً لانخفاض تكلفتها، ما عزز من مكانة الطاقة الشمسية كمصدر أكثر تنافسية لتوليد الكهرباء.

وقد نجح مشروع محطة الظفرة في تسجيل رقم قياسي عالمي في مجال تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بعد حصوله على أدنى سعر على مستوى العالم وهو أقل بما يقارب 44% من التعرفة التي تم تحديدها قبل 3 أعوام لمحطة نور أبوظبي، ما يؤكد المكانة الريادية لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات في توليد الطاقة الشمسية على الصعيد العالمي. 

بالإضافة إلى ذلك، نعمل حالياً على تطوير مشروع محطة الطويلة لتحلية المياه، أكبر مشروع لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي على مستوى العالم، والتي تقع في مجمع الطويلة للماء والكهرباء في أبوظبي وسنعمل خلال السنوات القليلة القادمة على تطوير المزيد من مشاريع الطاقة الشمسية وتحلية المياه باستخدام تقنية التناضج العكسي في إطار جهودنا لتأمين 50% من احتياجات الطاقة في أبوظبي من الطاقة المتجددة ومصادر الطاقة النظيفة مع العمل على الحد من انبعاثات الكربون من النظام بأكثر من 70% مقارنة بالعام 2015.

  • ما الدور الذي تقوم به الشركة ضمن هيكلة قطاع الطاقة في أبوظبي مؤخراً؟

- شهد قطاع الطاقة والمياه في أبوظبي تغييرات هيكلية كبيرة خلال العام 2020 خاصة بعد الإعلان عن إتمام صفقة الدمج بين مؤسسة أبوظبي للطاقة وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، لتثمر هذه العملية إنشاء واحدة من كبرى شركات المرافق في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

ونصت الاتفاقية على تحويل ملكية معظم شركات وأصول توليد ونقل وتوزيع المياه والكهرباء التابعة لمؤسسة أبوظبي للطاقة إلى شركة «طاقة» كما أصبحت شركة مياه وكهرباء الإمارات شركة مستقلة تعمل تحت مظلة شركة أبوظبي التنموية القابضة وتقود عمليات التخطيط والتنبؤ وشراء وتوريد المياه والكهرباء في أبوظبي وخارجها.

وتتولى الشركة قيادة التغيير في القطاع ومسؤولية توفير القدرة الإنتاجية المطلوبة وتأمين العائدات الاقتصادية لجميع الشركاء، وذلك من خلال اتباع منهجية عمل تعتمد الدقة في التخطيط والتنبؤ لموازنة الطلب والإنتاج على المدى القريب والبعيد وتعمل شركة مياه وكهرباء الإمارات على تطوير اتفاقيات طويلة الأمد لشراء الماء والكهرباء بالتعاون مع شركات الإنتاج المستقل، وإبرام اتفاقيات البيع والتوريد بالجملة مع مختلف شركات التوزيعفي أبوظبي والهيئات العاملة في مختلف إمارات الدولة وإن هذه الاستقلالية هي مؤشر واضح على ثقة القيادة الرشيدة بقدرتنا على تحقيق المزيد من النجاحات، والإسهام في تعزيز مكانة أبوظبي ودولة الإمارات على خارطة الريادة العالمية في قطاع المياه والكهرباء.

  • ما مراحل عمل محطة نور أبوظبي وقدرتها الإنتاجية، واستراتيجيتكم للتوسع؟

 - تعتبر محطة نور أبوظبي علامة فارقة في مسيرة التحول التي يشهدها قطاع الطاقة في دولة الإمارات، حيث استطاعت المحطة أن تجسد مكانتها كمعيار عالمي لتطوير قطاع الطاقة المتجددة من حيث التكنولوجيا والجودة، وكفاءة الإنتاج على حد سواء. 

ومنذ بدء عملياتها التجارية، بلغ صافي إنتاج محطة نور أبوظبي من الطاقة الشمسية 2000 جيجاوات/ساعة ما يعادل توفير الكهرباء لحوالي 66 ألف منزل، ووصل معدل الكفاءة من حيث توفر الطاقة إلى 93%، كما سجلت المحطة (404,835) ساعة عمل نهاية أبريل الماضي، الأمر الذي يؤكد التزام الشركة بتطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة المعتمدة عالمياً. 

وتعد محطة نور أبوظبي مشروعاً عالمياً يستقطب أحدث التقنيات والابتكارات، سواء في مراحل البناء أو التشغيل، ويسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أبوظبي بمقدار مليون طن سنوياً، أي ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من الطرقات، كما تُسهم محطة نور أبوظبي بشكل كبير في زيادة إنتاج الطاقة من الطاقة الشمسية في أبوظبي من 110 ميغاوات إلى أكثر من 1.2 جيجاوات ونتطلع لتحقيق المزيد من النجاحات بالمحطة مستقبلاً.

  • كيف يمكن لمحطة الظفرة للطاقة الشمسية أن تسهم بشكل أكبر في توفير الطاقة المتجددة؟

- كما تعلمون، قمنا مؤخراً بالإعلان عن فوز الائتلاف الذي تقوده شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، مع الشركاء «إي دي إف»، و«جينكو باور»، بتطوير محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بقدرة تصل إلى 2 جيجاوات من الكهرباء، في منطقة الظفرة على بعد 35 كيلومتراً من العاصمة الإماراتية أبوظبي كما قمنا بتوقيع اتفاقية شراء الطاقة واتفاقية المساهمين. 

ومشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية هو أول مشروع على الصعيد العالمي أحدث تقنيات الألواح الشمسية البلورية ثنائية الأوجه لتأمين الكهرباء وفقاً لأعلى معايير الكفاءة وبأسعار منخفضة عالمياً في ظل المستويات الحالية للإشعاع الشمسي، ما يدعم طموحات رؤية دولة الإمارات وموقعها الريادي في تطوير ونشر مزيج متنوع من حلول الطاقة المتجددة من شأنه توفير طاقة مستدامة وفعالة للأجيال القادمة.

ونتوقع استيفاء جميع الإجراءات والعمليات التمويلية المطلوبة لإغلاق العملية التمويلية للمشروع قريباً، على أن تبدأ المحطة مرحلة الإنتاج الأولي في النصف الأول من عام 2022 والوصول إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة في الربع الأخير من نفس العام.

خفض الانبعاثات الكربونية

وفور بدء التشغيل التجاري، سترفع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية القدرة الإنتاجية الإجماليّة من الطاقة الشمسية في أبوظبي إلى حوالي 3.2 جيجاوات.

وستوفر المحطة الكهرباء لما يقارب 160 ألف منزل في دولة الإمارات، وهو أكبر من حجم إنتاج محطة «نور أبوظبي» البالغ 1.2 جيجاوات تقريباً وستسهم في خفض الانبعاثات الكربونية لأبوظبي بأكثر من 2.4 مليون طن متري سنوياً أي ما يعادل إزالة نحو 470 ألف سيارة من الطريق.

 ما أهمية ضمان استمرارية توفير الطاقة في ظل الظروف الراهنة، ومساعيكم للتمكن من مواجهة تفشي فيروس كورونا وتأثيرها على قطاع الطاقة؟

 لقد أكدت الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم حالياً نتيجة تفشي جائحة كورونا على الرؤية بعيدة المدى والفكر الاستباقي والنظرة المستقبلية السديدة للقيادة الرشيدة، ونجاحها في تبني استراتيجيات هادفة وطويلة الأمد لتعزيز نمو ومرونة قطاع الطاقة والتي أثبتت فعاليتها حتى في الأوقات غير المتوقعة.

لقد أكدت الأزمة الحالية استعداد القطاع في الدولة لمواكبة كافة المتغيرات على الطلب على خدمات المياه والكهرباء.

إن ضمان استمرارية خدمات المياه والكهرباء من الأمور الحيوية لتمكين القطاعات الصحية، والتجارية والصناعية من مواصلة أعمالها في ظل الوضع الاستثنائي بعد انتشار جائحة كورونا.

وللحد من تداعيات انتشار جائحة كوفيد-19، عملت الجهات الحكومية مع جميع المعنيين في قطاع الطاقة على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان أمن واستمرارية إمدادات المياه والكهرباء لجميع المستهلكين في دولة الإمارات. 

ونحن في شركة مياه وكهرباء الإمارات، بالرغم من تأثير انتشار الوباء على بيئة العمل اليومية لدينا، فقد واصلنا تنفيذ خططنا لإنشاء بنية تحتية عالمية المستوى لضمان أمن واستمرارية وموثوقية إمدادات المياه والكهرباء ونرى أن هناك فرصة إيجابية لمواصلة تحقيق أهداف خطتنا الاستراتيجية الرامية لإحداث تحول جذري وإيجابي في مجال إنتاج الماء والكهرباء، وذلك في إطار جهودنا نحو تطوير قطاع طاقة منخفض الكربون في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات.

 أكبر منشأة تعمل بالغاز

أعلن في شهر يوليو/ تموز من العام الجاري عن إنجاز صفقة تمويل لإنشاء محطة الفجيرة F3، التي تعد أكبر محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز في دولة الإمارات، حيث ستبلغ قدرتها الإنتاجية 2.4 جيجاوات، وهو ما يعادل توفير الكهرباء ل 380 ألف منزل في الدولة وتعتمد محطة الفجيرة F3 على أحدث تقنيات التوربينات الغازية لتعمل بنظامٍ يعتبر الأكثر كفاءة في المنطقة فور إنشائها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"