الإمارات.. أرض لكل الأمم

23:29 مساء
قراءة دقيقتين

سلطان حميد الجسمي

لدولة الإمارات تجربة ناجحة وكبيرة في اتحاد القبائل والشعوب التي عاشت على أرضها قبل الاتحاد، والتي وحدها الاتحاد، وجعلها أمة متحابة متقاربة، تجمعها اليوم صلة الدم والتقارب، ويرجع الفضل في ذلك إلى مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي فضّل تآخي وتقارب البشر على هذه الأرض. واليوم وبفضل هذا الاتحاد؛ أصبحت دولة الإمارات أرضاً لكل الأمم باختلاف دياناتها وأعراقها وألوانها ولغاتها، ففي دولة الإمارات تعيش أكثر من 200 جنسية بسعادة وطمأنينة وأمان.

 وفي كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله؛ بمناسبة الذكرى ال75 لتأسيس الأمم المتحدة قال فيها: «تدرك جميع الأمم والشعوب أن القوة الحقيقية، والازدهار الحقيقي يأتي عبر التعاون»، وقد بدأت دولة الإمارات مشوار التعاون بين الأمم منذ عقود، واليوم بتجربتها الداخلية في التعايش والسلام واحترام الآخرين تنشرها للخارج، فأصبحت نموذجاً لتقارب الأمم.

 من المقومات التي اعتمدتها دولة الإمارات، ترسيخ ثقافة التعايش والتسامح بين البشر باختلاف ثقافاتهم في المجتمع الإماراتي، فقد حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على أن يكون مجتمع دولة الإمارات مجتمعاً متسامحاً، فقال طيب الله ثراه: «أهم نصيحة أوجهها لأبنائي هي البعد عن التكبّر، وإيماني بأن الكبير والعظيم لا يصغّره ولا يضعفه أن يتواضع ويتسامح مع الناس؛ لأنّ التسامح بين البشر؛ يؤدي إلى التراحم، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً ومسالماً مع أخيه الإنسان»، ومبدأ التسامح الذي توارثه الشعب الإماراتي من مؤسس دولة الإمارات؛ جعل المجتمع الإماراتي أكثر تماسكاً وترابطاً؛ إذ إنه طيب الله ثراه جعل التسامح مبدأ مستداماً للتعايش، وهذا الذي يجمع البشر بكل اختلافاتهم الدينية أو العرقية أو ألوانهم.

 وقد اعتمدت دولة الإمارات حزماً من القوانين والتشريعات والمبادرات؛ لترسيخ مبدأ التعايش والتسامح في المجتمع الإماراتي، متفوقة على مجتمعات عالمية متقدمة في ذلك، ومن أهم هذه المبادرات: تأسيس وزارة للتسامح في عام 2016، والذي يهدف إلى تكريس قيمة التسامح في المجتمع الإماراتي، وتحديد حقوق الأفراد وواجباتهم وعلاقتهم بالمجتمع، وإلغاء جميع الفوارق العنصرية، وعدم السماح بأن تكون الخلافات العقائدية والمذهبية سبباً للضرر بالإنسان وخلق التناحر في المجتمع، ومن ذلك أيضاً تخصيص عام 2019 عاماً للتسامح، والذي رسخ قواعد عدة في مبادى التعايش والتسامح والسلام في المجتمع الإماراتي.

 كما أصدرت دولة الإمارات قانوناً لمكافحة التمييز والكراهية الذي يحمي كرامة الإنسان وحقوقه في دولة الإمارات، إضافة إلى مبادرات أخرى خلال الأزمة العالمية؛ لمواجهة كورونا، فقد دفع هذا الوباء الكثير من البشر لترك وظائفهم في العالم، وفي دولة الإمارات احتضنت المؤسسات الحكومية الكثير من هذه الفئة، وقدمت لهم يد العون والمساعدة، وأيضاً سارعت الهوية والإقامة إلى تقديم الدعم للفئات الأخرى التي انتهت إقامتهم بتمديد مدة إقامتهم، ومساعدتهم من دون احتساب غرامات، إلى غير ذلك من مبادرات خصصتها دولة الإمارات كنوع من التسامح في المجتمع الإماراتي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"