عادي

التاريخ نص مفتوح للروائي.. لكن بشروط

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين
الكتب المترجمة
الكتب المترجمة


الشارقة: «الخليج»
ناقشت الروائية والقاصة الإماراتية فاطمة المزروعي، والروائي والمؤرخ الفرنسي جيلبرت سينويه، توظيف الخيال في كتابة الرواية التاريخية، وتأثير الحقائق والواقع على الأدب، وذلك في جلسة حوارية عقدت (عن بعد) في المعرض. 
واتفق ضيفا الجلسة على أن الأحداث التاريخية بشخصياتها المثبتة والحقيقية، تضع الكاتب أمام إشكاليات توظيف تصوراته دون تغيير في الوقائع التاريخية الثابتة، الأمر الذي يحد من حرية الكاتب، ويدفعه إلى ابتكار الأدوات والحلول التي من شأنها أن تسهم في إنجازعمل إبداعي من دون تشويه للحقائق.
واستهلت فاطمة المزروعي الجلسة بالتأكيد على وجود خلط بين مفهومي الروائي التاريخي، والمؤرخ لدى الكثيرين، موضحة أن المؤرخ هو من يقوم بكتابة الأحداث التاريخية وتوثيقها، مستعيناً بالوقائع الثابتة، والمصادر والوثائق المؤكدة، في ما يقوم الروائي بالاستعانة بتلك الوقائع ووضعها في قالب روائي، ضمن تصورات خاصة حول الشخصيات والزمان والمكان.
ووصفت المزروعي كتابة الروايات التاريخية بالصعبة، مشيرة إلى أن كتابتها تحتم على الروائي تحري الدقة والمصداقية، وعدم تشويه الحقائق والوقائع الثابتة، واللجوء إلى البحث والتقصي عبر مصادر موثوقة تتناول القضايا والأحداث التاريخية، وأن يكون حذراً في نقل ووصف تلك الأحداث لتجنب الوقوع في خطأ تشويه التاريخ.
وشددت على أهمية امتلاك الكاتب لمهارات تطويع الأحداث التاريخية، والتخفيف من حدتها حتى تجد قبولاً لدى القارئ، مرجعة ذلك إلى أن التاريخ يعتبر عند الكثيرين مادة صلبة، وتحتاج إلى تطويع ضمن إطار روائي ينقل تسلسل الأحداث بسلاسة.
من جانبه اتفق جيلبرت سينيويه مع المزروعي حول صعوبة كتابة الروايات التاريخية، مشيراً إلى أنها تتطلب تحقيق توازن بين توثيق التاريخ، وتصورات الكاتب، ما يستدعي إجراء أبحاث كثيرة، قد تصبح طاغية على مشاعر الكاتب، ويتحول إلى أسير لتلك المشاعر، وتتسبب في إحداث خلل في بنية الرواية.
ويؤكد المؤرخ على حق المؤلف في قول ما يرغب به على لسان الشخصيات التاريخية، شريطة أن لا ينسب إليها ما لم تقله، وما لا يليق بمكانتها.
وحول تجربته في تسليط الضوء على حياة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أوضح أنه زار الإمارات قبل 15 عاماً، حين بدأ يسمع عن الشيخ زايد رحمه الله، وعند عودته إلى فرنسا بدأ بالبحث والتقصي عن دولة الإمارات، وعن هذا القائد العظيم، عندها قرر البدء بكتابة رواية، يتحدث فيها بصوت الشيخ زايد عبر 250 صفحة.
وشدد المؤرخ الفرنسي على أهمية الحيادية في الكتابة، وعدم جنوح الكاتب إلى إسقاط قناعاته الشخصية على العمل، لا سيما تلك الأعمال الأدبية التي تتعلق بالسير الذاتية، في حين يمكن للكتّاب والمؤرخين طرح الأسئلة: «لماذا»؟ لماذا حدث هذا؟ ولماذا قال ذلك؟ باعتبارها حرية متاحة أمام الكتّاب، ومهمة في تحفيز القارئ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"