حقبة البايرن

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد بن ثعلوب الدرعي

* قلبت الظروف الاستثنائية التي تسيطر على العالم بسبب جائحة كورونا، موازين القوى، وغيرت ملامح الدوريات الأكبر والأعرق في العالم، ولم يعد الكبار كما عهدناهم بعد أن غادروا مواقعهم في القمة، وارتضوا أن يكونوا بعيداً عن المواقع التي اعتادوا عليها وارتبطوا بها، ومعها لم يعد الريال أو برشلونة في قمة «الليجا»، ولا يوجد ذكر أو حضور ليوفنتوس في قمة «الكالتشيو»، وهو الذي يحتكر البطولة منذ 9 مواسم. 

وفي إنجلترا تبدلت ملامح صدارة «البريميرليج» وتغيرت ملامحها، وهو ما يؤكد حجم تأثير الجائحة التي غيرت ملامح القوى التقليدية في الكرة العالمية، التي تأثرت بشكل كبير. ويكفي مشهد المدرجات الخاوية على عروشها كي نكتشف حجم معاناة الأندية واللاعبين والجماهير من قرار إقامة المنافسات خلف الأبواب المغلقة.

* ووسط تلك الظروف القاهرة فرض نادي بايرن ميونيخ الألماني، نفسه حالة استثنائية لم تنل منه الجائحة، وجاء الفوز الخامس عشر على التوالي للبايرن في دوري أبطال أوروبا منذ الموسم الماضي، وهو الأول في تاريخ النادي البافاري الذي لم يسبق أن حققه من قبل، ليؤكد للعالم أجمع أنه حالة استثنائية بالفعل، ولم تستطع الجائحة إيقاف انطلاقته محلياً وخارجياً، ونجح في أن يحقق الفوز في المباريات ال15 في دوري الأبطال، وتمكن من تسجيل 61 هدفاً، واستقبل 13 هدفاً فقط يحتل بها صدارة مجموعته في دوري الأبطال مع الحفاظ على قمة «البوندزليجا»، تلك الأرقام محصلة لحدوث تغيرات جذرية في خارطة أندية كرة القدم في القارة العجوز، ما يعني أن الحقبة الحالية ستكون لبايرن ميونيخ، على غرار حقبة برشلونة 2009  2015، ومن ثم الحقبة التي تألق ولمع فيها ريال مدريد من 2016 إلى 2019. واستمرار أرقام البايرن وصمودها منذ الموسم الماضي محلياً وخارجياً، تضعه أمام تحدٍ جديد بتحقيق الثلاثية للموسم الثاني على التوالي، وفي حال نجاحه في ذلك فإنه سيكون مؤهلاً لأن يتربع على عرش أوروبا والعالم، لسنوات قادمة.

آخر الكلام

مدرب بايرن ميونيخ هانس فليك، خاض مع الفريق منذ تعيينه 49 مباراة في جميع المسابقات، فاز في 45 وخسر في 3 مباريات، وتعادل في واحدة. تلك الأرقام القياسية تأكيد لحالة التفوق الاستثنائية للفريق البافاري، في وقت تساقط فيه جميع الكبار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"