يتغيرون ونحن ثابتون

23:23 مساء
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

إن حبّ الوطن متجذّر في القلوب، يجري داخل كل أبنائه مجرى الدم في العروق متباهين باللحمة الوطنية الحقيقية الجامعة بين الشعب والقيادة. إن الإمارات قيادة وشعباً أصبحت مضرباً عالمياً للأمن والأمان وإحقاق العدل والمساواة، كما أن قيادتنا قريبة من المواطن والعكس. وهذا بحد ذاته دليل على التلاحم القوي بين الحاكم والمحكوم والترابط القوي فيما بينهم.

  يُولد حبّ الوطن مع الإنسان، لذلك يُعتبر حبّ الوطن أمراً فطريّاً ينشأ عليه الفرد، حيث يشعر بأنّ هناك علاقةً تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويكبرُ في حضنها. وحبّ الوطن ليس حكراً على أحد، حيث أنّ كل فردٍ يعشق ويحبّ وطنه، ويعتبر حبّ الوطن رمزاً، وفخراً، واعتزازاً، لذلك يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكلّ قوّة، وأن نحفظه كما يحفظنا، وأن نقدّره لتوفيره الأمن لنا.

  لهذا الوطن حقوقٌ يجب على كلّ فرد أن يلتزم بها ما دام يعيش فيه، ويأكل ويشرب من خيراته، ومن هذه الحقوق: المحافظة عليه، وحمايته من كل شر، والارتقاء به إلى أعلى المراتب، والمحافظة على نظافته، وحماية ممتلكاته العامّة، وأن نفديه بأرواحنا في حال تعرّض لأيّ خطر. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ للوطن حقوقاً على الآباء والأمّهات؛ حيث يتوجّب عليهم أن يعلّموا أبناءهم حب الوطن، وأن يغرسوا في قلوبهم القيم والمبادئ التي عليهم اتباعها، ويجب أن يحرصوا على تنشئة أبناء أقوياءٍ أصحاء.

   إن نظرتنا إلى مستقبل وطننا العزيز، يجب أن تبنى على رؤية واقعية وعلمية، نحدد من خلالها كل المقدرات والمقومات والطاقات والإمكانات، وفي الوقت ذاته نشخّص كل التحديات، الداخلية منها قبل الخارجية، لتكون نظرتنا واستشرافنا للمستقبل قائمة على دراستنا للمقومات والتحديات، جاهزين لخدمة الوطن في أيّ وقتٍ كان.

  على أبناء الوطن أن يعرفوا ما قدمته قيادتنا من تضحيات وأعمال خالدة، جعلت المواطن اليوم في عز وخير وإجلال. تعودت الإمارات قيادة وشعباً على ألا تربط تقدمها بالدول الأخرى ولا بظروف الدول الأخرى.

   إن أبناء الوطن مطالبون في هذا الزمن الذي لا يعترف إلا بالدول القوية، أن يكونوا سواعد قوة لوطنهم، وأن يبتعدوا عن دعاة الأفكار الهدامة والجماعات الحاقدة، والتي تحاول أن تحيد بهم عن طريق البناء والعمل إلى طريق مظلم كئيب فاسد، ليصبحوا معاول هدم لوطنهم، وتشويه سمعة ومكانة بلادهم وأبنائه، وقبل هذا تشويه دين الإسلام، وجعله في نظر العالم الآخر دين القتل والإرهاب، لأن من يقف وراء هذه الجماعات الخارجة عن الدين هم أعداء الإسلام وأعداء هذا الوطن. وما نجنيه من نجاح اليوم، هو إنجاز كافح أجدادنا لبنائه، ولن نقف أمام الشدائد، فعزائمنا نحن شعب الإمارات كفيلة بتحقيق غايتنا. أما القلة القليلة المتذمرة والمنتقدة لكل شيء، فنقول لها: كفاكم تذمراً وشكوى، ولنكن عمليين أكثر وإيجابيين، ونجد الحلول بدلاً من التشكي العقيم، فالإمكانات متاحة والأرض خصبة والهمم عالية.

  العالم من حولنا يتغير. نعم، ولكن هنا يبرز الفرق في التشييد والبناء الوطني. الأساسيات تبقى هي الأساسيات، واللحمة هي اللحمة. متانة حدود الوطن تبدأ من نفوس مواطنيه قبل أن تكون في سلاح ومال وعلاقات مع دول قوية في العالم. نتوارث تاريخ آبائنا ونعيش على مبادئهم التي أرسوها منذ مئات السنين، قبل أن تقوم دول وتكبر وتختار زعماءها وتغيرهم.

العالم من حولنا يتغير فهذه سنة الحياة. نحن نتأقلم مع العصر والسياسات والتقدم وتغير جغرافيا السياسة ونفهم ما يجري.

دعهم يتغيرون ونحن على أساسياتنا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"