عادي

اتفاق أرميني أذري برعاية روسية ينهي معارك كاراباخ

00:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

وقعت أذربيجان وأرمينيا اتفاقاً برعاية روسية، الليلة قبل الماضية؛ لإنهاء الحرب في منطقة ناجورنو كاراباخ بعد ستة أسابيع من القتال الدامي بين الطرفين، حققت فيها أذربيجان انتصاراً واضحاً، فيما بدأت روسيا، أمس الثلاثاء، نشر نحو ألفي جندي؛ لحفظ السلام في المنطقة بموجب الاتفاق، وبينما أشادت تركيا ب«الإنجازات الكبيرة» لأذربيجان، اعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن الاتفاق هو «وثيقة استسلام» من جانب أرمينيا، بينما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى تسوية دائمة، في حين أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها تدرس الاتفاق، وتشدد على ضرورة احترام مصالح أرمينيا. 

 وقد دخل الاتفاق حيز التنفيذ عند الساعة 21:00 ت ج بعدما وقعه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال بوتين: إن الطرفين المتنازعين سيحتفظان «بالمواقع التي يسيطران عليها»، ما يعني خسارة الانفصاليين الأرمن السيطرة على أنحاء واسعة من الإقليم، بعدما دحرتهم منها القوات الأذربيجانية. وللتحقق من احترام وقف المعارك ستنتشر كتيبة من القوات الروسية؛ لحفظ السلام قوامها 1960 عسكرياً و90 ناقلة جند مدرعة، و380 آلية ومعدات متخصصة على طول «خط التماس»؛ أي على طول الجبهة الأرمنية-الأذربيجانية. وستكلف أيضاً بضمان أمن ممر لاتشين النقطة الأساسية لتموين ناجورنو كاراباخ من أرمينيا. وستنتشر القوات الروسية في موازاة الانسحاب الأرميني. ومدة مهمتها خمس سنوات قابلة للتجديد. كما ستنظم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عودة اللاجئين والنازحين؛ من جرّاء المعارك. وسيتم تبادل الأسرى والرفات. وبات على يريفان السماح بعبور دون عراقيل بين المدينة الأذربيجانية وجيب ناخيتشفان جنوب غرب أرمينيا.

وأدى هذا الإعلان إلى اندلاع تظاهرات غضب في أرمينيا؛ حيث اقتحم المتظاهرون مقري الحكومة والبرلمان ليلاً إلا أن قوات مكافحة الشغب استعادت السيطرة عليهما صباح أمس الثلاثاء. وأتى تصريح الرئيس الروسي بعيد دقائق من إعلان رئيس الوزراء الأرميني أنّه وقّع اتفاقاً «مؤلماً» مع كلّ من أذربيجان وروسيا؛ لإنهاء الحرب في الإقليم المتنازع عليه. ووصف هذه الخطوة بأنّها «مؤلمة بشكل لا يوصف، لي شخصياً كما لشعبنا». وتابع أنّه اتّخذ قرار التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار «بعد تحليل معمّق للوضع العسكري»، في إشارة إلى التقدّم الذي حقّقته القوات الأذربيجانية على مدى الأسابيع الستّة الماضية، مشدّداً على أنّ هذا الاتّفاق هو «أفضل الحلول المتاحة في الوضع الراهن». 

من جهة أخرى، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف أنّ الاتفاق هو «وثيقة استسلام» أُرغمت يريفان على توقيعها بعد ستّة أسابيع من المعارك. وأشار إلى أنّ الاتفاق ينص على أن تشارك روسيا وكذلك أيضاً تركيا، في تطبيق بنود الاتفاق. لكن الكرملين نفى وجود أي إشارة لإمكانية نشر قوات حفظ سلام تركية في الإقليم. وأشادت تركيا ب«المكاسب الكبيرة» التي حققتها أذربيجان. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده ستواصل المباحثات حول كيفية مراقبة ومتابعة الاتفاق المتعلق بإقليم كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إنه تم «تحرير» كاراباخ، وهي أراضي أذربيجان. وأتى إبرام هذا الاتفاق بعيد إعلان القوات الأذربيجانية أنّها سيطرت على مدينة شوشة الاستراتيجية الواقعة على بُعد 15 كيلومتراً من عاصمة الإقليم الانفصالي ستيباناكرت، وهو ما نفته قوات الاقليم. ويمثّل سقوط هذه المدينة نقطة تحوّل في الحرب. 

 وأعرب بوتين عن أمله في أن يؤدّي هذا الاتفاق إلى «تهيئة الظروف اللازمة لتسوية دائمة» للنزاع، في حين أعلنت الرئاسة الفرنسية، أنها تدرس معايير وقف إطلاق النار في منطقة كاراباخ؛ لكنها ذكرت إن أي اتفاق دائم يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح أرمينيا. وقال الإليزيه، في بيان، إنه يتعين على تركيا إنهاء استفزازاتها في المنطقة والامتناع عن فعل أي شيء قد يضر باتفاق مستقبلي. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"