عادي

محمد بن راشد: هدفنا تعليم مليون طالب من الفئات المحرومة

20:14 مساء
قراءة 6 دقائق
المدرسة الرقمية


دبي:«الخليج»
 أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أمس الأربعاء، المدرسة الرقمية، أحد مشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وأول مدرسة رقمية عربية متكاملة ومُعتمَدة، توفر التعليم عن بُعد، بطريقة ذكية ومرنة للطلاب من شتى الخلفيات الاجتماعية، والاقتصادية، والمستويات التعليمية، ومن أي بلد في العالم، مستهدفة بالدرجة الأولى الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة، والأقل حظاً، واللاجئين في المجتمعات العربية، والعالم، حيث ستقدم المدرسة الرقمية التي تستهدف أكثر من مليون طالب في السنوات الخمس الأولى، منهاجاً تعليمياً عصرياً، يستند إلى أحدث تقنيات الابتكار والذكاء الاصطناعي، بما يعزز قدرات الطلاب على التعلّم الذاتي واكتساب المعارف والمهارات في مختلف المجالات.
كما دشّن سموّه «تحالف مستقبل التعلُّم الرقمي» من أجل حشد الخبرات التخصصية كافة، في قطاع التعليم والتكنولوجيا، لدعم وتطوير التعلّم الرقمي، والإشراف على تأسيس المدرسة وتطويرها.
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد على «تويتر»: «أطلقنا بحمد الله اليوم «المدرسة الرقمية»، ستوفر تعليماً ذكياً للطلاب أينما كانوا. وستعمل مع المنظمات الدولية لاستصدار اعتماد أكاديمي لمناهجها. نبدأ تجريبياً هذا العام بـ20 ألف طالب.. وهدفنا مليون طالب نظامي من الفئات المحرومة خلال خمس سنوات».
وأضاف سموه: «هناك فجوة علمية وتعليمية في عالمنا العربي. ولدينا ملايين الأطفال الذين يفقدون سنوات تعليمية بسبب الظروف الاقتصادية، أو النزاعات، وإذا لم يتحرك أحد لعلاج هذه التحديات، ستأتي أجيال يقودها الجهل والتطرف بدل أن تقود أوطانها بنور العلم والمعرفة».
وأضاف سموّه «هدفنا توفير أعلى جودة تعليمية بأفضل طريقة ممكنة لجميع الطلاب، وخاصة في مناطق اللجوء والنزاعات والمجتمعات الأقل حظاً». مؤكداً أن: «التعليم الرقمي هو تعليم المستقبل، ومستقبل التعليم، ونريد أن نكون في قلب التغيرات الجديدة في هذا المجال. وهو أقصر مسافة بين واقعنا التعليمي العربي وطموحاتنا المعرفية لأجيالنا العربية». مضيفاً سموّه: «دعمنا لبناء المنصات التعليمية استثمار في الإنسان، ومعرفته، ومستقبله».
وأشار إلى أن «التحالف سيسهم في توحيد الجهود العالمية في التعليم الرقمي، لتحقيق تقدم حقيقي فيه».
جاء ذلك خلال احتفالية خاصة نظمتها المؤسسة في أبراج الإمارات، في دبي، برعاية وحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، يرافقه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
وأعقب الاحتفالية التي حضرها محمد القرقاوي، الأمين العام للمؤسسة، مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل المشروع والتحالف، بحضور عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، والعربية، والعالمية.
تعليم رقمي يوظف الذكاء الاصطناعي
توفر المدرسة الرقمية نموذجاً تعليمياً متقدماً يتجاوز المناهج الدراسية التقليدية، ويوظّف الذكاء الاصطناعي، بتوفير خطة تعلّم شخصية ذكية لكل طالب، وأنشطته، وتفاعله، بناءً على أنظمة تحليل البيانات، وتخصيص عملية التعلّم وفقاً لأداء ومهارات كل طالب على حدة، مع الاستفادة من المعلّم الرقمي لدعم الطالب في خطته للتعليم، ومتابعة تحصيله، فضلاً عن توفير آلية تقييم شامل 360 درجة، مستمرة ضمن مراحل التعلّم.
وتتضمن مناهج المدرسة دروساً ومواد تعليمية رقمية في الرياضيات، والعلوم، واللغة العربية، والحاسوب، واللغة الإنجليزية، وغيرها. وستوفر جلسات الصفوف الدراسية افتراضياً، تعتمد على التعلّم الذاتي والمحاكاة التفاعلية، والتعلّم القائم على الألعاب، وجميعها مدعومة بأنظمة تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، بما يعزز بيئة الإبداع والابتكار، ويواكب أحدث الاتجاهات والأساليب التربوية والتعليمية في القرن الحادي والعشرين.
تحالف مستقبل التعلّم الرقمي
ويُعدّ «تحالف مستقبل التعلّم الرقمي» الذي دشّنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الأول من نوعه في المنطقة، والعالم. وإلى جانب دوره في دعم التعلّم الرقمي وتطويره، والإشراف على تأسيس المدرسة الرقمية، سيعمل على تمكين المدارس الرقمية من إطلاق أحدث المبادرات والابتكارات في التعليم، وتطوير آليات وممارسات وتقنيات التعليم الرقمي، ووضع المعايير وأدلة العمل لمستقبله، وخدماته.
ويضمّ التحالف في عضويته مجلس المستشارين، وهم نخبة من المتخصصين في التعليم والتعليم الرقمي من جامعات عالمية، مثل: هارفارد، وستانفورد، ونيويورك، ومعهد ماساتشوستس للتقنية MIT، ومستشارين من مؤسسات ومنظمات غير ربحية مثل تحالف mEducation.. ويسهم هؤلاء المستشارون في وضع أسس المدرسة الرقمية، ورؤيتها، وأهدافها، واستراتيجيتها، إلى جانب تطوير الأفكار والرؤى.
الاستثمار في العنصر البشري
ويأتي إطلاق المدرسة في هذا الوقت، بعدما أسهمت جائحة «كورونا» في الإضاءة على التحديات التي يواجهها التعليم اليوم، حيث تسبب الوباء العالمي بتعطّل العملية التعليمية في كثير من البلدان، واضطرار بعض المنظومات التعليمية التقليدية إلى إلغاء الصف، أو العام الدراسي الجاري.
وتضاف المدرسة الرقمية، بوصفها مبادرة حيوية، إلى الجهود العالمية للمحافظة على استمرارية التعليم في جميع الظروف، وبمعزل عن تداعيات تفشي الوباء، خصوصاً أن كثيراً من المجتمعات في العالم تواجه تحديات في منظومات التعليم التقليدية والرقمية، على السواء، ما يتجلى في نقص الموارد والإمكانات وصعوبة الحصول على تعليم جيّد، بسبب قلة عدد المدارس، وارتفاع كلفة بنائها، والتناقص المستمر في عدد المعلمين، إلى جانب الصعوبة التي يواجهها ملايين الطلبة المحرومين، أو اللاجئين الذين يعيشون في مناطق نائية، أو معزولة، في الوصول إلى المدارس، ما يؤثر سلباً في جودة التعليم ومخرجاته.
وتندرج المدرسة تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد، ضمن محور نشر التعليم والمعرفة الذي يشكل أحد أبرز قطاعات عملها، في إطار رؤية تقوم على أهمية دعم العمل الثقافي والمعرفي، والارتقاء بالمنظومات التعليمية في الوطن العربي، وفي المجتمعات الأقل حظاً، عبر عشرات البرامج والمشروعات والحملات التي تنفذها مختلف المؤسسات والمبادرات المنضوية تحت المؤسسة الأم.
وستسهم المدرسة في تمكين الطلبة اللاجئين، أو الأقل حظاً، وضمان توفير تعليم عالي الجودة، بمواد دراسية وإثرائية رقمية توائم المناهج العربية والعالمية، وتتيح الفرصة للتفاعل بين المعلمين، والطلاب، عبر صفوف دراسية افتراضية، وتقدم في المستقبل شهادات معتمدة دولياً، تمكّن الطلاب من إكمال دراستهم الجامعية، أو الحصول على وظائف في المؤسسات والشركات.
معلّمون رقميون.. مستشارون وموجِّهون
ستختار المدرسة المعلمين، وتحدّد آلية عملهم ضمن معايير محددة تضمن قيام كل منهم بمهامه بكفاءة عالية، إذ سيعملون مستشارين وموجهين للطلاب عن بُعد.
ومن بين المعايير التي وضعتها المدرسة في اختيار معلّميها، ضرورة تمتُّعهم بمجموعة متنوعة من المهارات والقدرات، للمحافظة على جودة التعليم المقدم في المدرسة، بما في ذلك قدرات رفيعة في البحوث، والابتكار، والإبداع، والتواصل الفعّال مع الطلاب، وإظهار روح القيادة والمبادرة، إلى جانب المهارات التنظيمية والشخصية.
مرحلة تجريبية للأنظمة والمحتوى
ومن المقرر أن تبدأ المدرسة عملها ضمن مرحلة تجريبية، من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وحتى شهر أغسطس/ آب 2021 في أربع دول عربية سيعلن عنها لاحقاً، بهدف تجربة الأنظمة، والمحتوى، ومدى ملاءمتها لجميع الفئات المستهدفة، في مختلف الصفوف، ودراسة مدى تفاعل الطلاب، واستجابتهم للمناهج المعتمدة، والاستفادة من الملاحظات في تطوير آليات عملها، وتطوير أنظمتها، والمعايير المتعلّقة باعتماد التعليم الرقمي.
وتستهدف المرحلة التجريبية 20 ألف طالب، وبواقع ثلاث حصص أسبوعياً لثلاثة أشهر. وبعد انتهائها، سيستفاد من ملاحظات الطلاب والمعلّمين وأولياء الأمور، لتعزيز عوامل القوة ومعالجة نقاط الضعف، على أن تبدأ باستقبال الدفعة الأولى من الطلاب في سبتمبر/ أيلول من العام الدراسي المقبل (2021 - 2022).
شهادات معتمدة دولياً
وسوف تعتمد المدرسة آلية تقييم ذكية تساعد الطلاب على التعلّم الذاتي واكتساب المعارف والمهارات. وسيقيّم التحصيل العلمي للطالب عبر مجموعة من المدخلات مثل الاختبارات، والأسئلة، والأنشطة، والمهمات، وتحليل النظام الذكي؛ كما ستكون هناك متابعة دورية من المعلّم، أو الموجّه الرقمي بطريقة جديدة متطورة وغير تقليدية.
وفي ما يتعلّق بالشهادات الدراسية التي تمنحها، فستعتمدها أهم الجهات المختصة بالاعتماد الرقمي مثل «كوجنيا» Cognia، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تقييم واعتماد المدارس والشهادات في الولايات المتحدة، ودولياً. كذلك ستعمل على التنسيق مع وزارات التربية والتعليم، والمؤسسات ذات العلاقة، لإيجاد نموذج اعتماد يدعم التعليم الرقمي ونظم التعليم المستقبلية.
وستصدر الاعتمادات ضمن معايير الشهادات الرقمية المعتمدة دولياً وتُضاف إلى ملف الطالب دليلاً على الإنجاز، علماً بأنه سيؤسس عدد من مراكز التعلّم التابعة والمتعاونة مع المدرسة الرقمية، لتوفير التقنيات والإنترنت للطلبة، خاصة في المناطق النائية. وستقوم هذه المراكز بدور مختبرات للتعلّم الرقمي ولعقد الامتحانات الرسمية حسب كل بلد، وقوانينه.
أعضاء تحالف التعلم الرقمي
ويضم مجلس المستشارين في عضويته: د. بول كيم، رئيس قسم التكنولوجيا ومساعد عميد كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة ستانفورد، ود. كريس ديدي، أستاذ في تقنيات التعلّم بكلية الدراسات العليا في التعليم بجامعة هارفارد HGSE، ود. إيريك كلوبفر، أستاذ دراسات الإعلام المقارن والتعليم في معهد ماساتشوستس للتقنية MIT ومدير برنامج شيلر لتعليم المعلمين ومدير مبادرة The Education Arcade،
ود. جان بلاس، أستاذ كرسي بوليت جودارد في الوسائط الرقمية وعلوم التعلّم وأستاذ في جامعة نيويورك ورئيس CREATE Lab، والبروفيسور فرناردو رايميرز، من جامعة هارفرد، وأنطوني بلوم، المدير التنفيذي ومؤسس mEducation Alliance.
وحرصاً على تنويع قاعدة أعضائه، وشركائه، يضم «تحالف مستقبل التعلّم الرقمي» في عضويته خبراء من شركات تقنيات التعليم، والتكنولوجيا، والاتصالات. كما ستنضم إليه جهات ومؤسسات إنسانية في الإمارات، مثل «دبي العطاء» و«هيئة الهلال الأحمر الإماراتي»، لتكون جهات شريكة وداعمة للتحالف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"