عادي

«موتو تاكسي» السيدات يدهس البطالة في بيروت

22:07 مساء
قراءة دقيقتين
موتو تاكسي


بيروت: هناء توبي
على دراجتها النارية تنتقل رنا كرزي في بيروت؛ لتقل الفتيات من بيوتهن إلى حيث يردن الذهاب؛ لقضاء احتياجاتهن أو زيارة أقربائهن، والذهاب إلى مدارسهن وجامعاتهن مقابل 3000 ليرة لبنانية. لتؤمن قوتها ومعيشتها من دون أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ظاهرة البطالة التي يعانيها لبنان إلى جانب غلاء المعيشة وفق ما صرّحت رنا ل«الخليج».
ومشروع رنا حدث معها صدفة.. وتقول: طلبت مني إحدى صديقاتي أن أوصل ابنها على دراجتي الخاصة مقابل بدل مادي، بالتزامن مع انصرافي من عملي؛ إثر فيروس «كورونا»، فقررت القيام بالتجربة، وأنا ضليعة في قيادة الدراجة النارية، ولديّ دفتر قيادة قانوني، وأعرف شوارع بيروت جيداً. وقررت امتهان هذا العمل، وسرعان ما نشرت إعلاناً عبر «الواتس أب» أولاً ثم مواقع «التواصل الاجتماعي» عن «موتو تاكسي للسيدات» تضمن توضيح الفكرة، وأحمد الله أن عملي تتطور بسرعة، وحظيت بالدعم والتشجيع؛ كوني «أول امرأة عربية تمتهن نقل الركاب بواسطة الدراجة النارية».
وتتابع رنا أنها حظيت بالدعم؛ لأنها لم تقف مكتوفة الأيدي؛ من جرّاء صرفها من عملها السابق، وباشرت عملها منذ نحو 4 أشهر وهي تعمل من الصباح الباكر حتى الساعة الثامنة مساء، ونتيجة للحملة التي أطلقها رواد مواقع التواصل تحت شعار: «خلونا نشجع رنا» تزايد الطلب عليها، ما دفعها لتوسيع نشاطها والاستعانة بابنتها وتوظيف فتاتين جامعيتين يتقاسمان العمل؛ لتلبية كل الطلبات، وتفكر حالياً بتوسيع مشروعها بتوفير دراجة نارية؛ ليقودها شاب ويقل الرجال، ويساعدها زوجها في تحويل عملها إلى «بيزنس».
الحل الأمثل
عن إيجابيات التنقل بواسطة الدراجة النارية توضح رنا: «أكثر أماناً للسيدات، والحل الأمثل؛ للوصول الأسرع في ظل زحمة السير الخانقة، كما أنها التاكسي الأوفر والأنسب في زمن الكورونا»؛ حيث تجنب الاحتشاد كما في وسائل النقل الأخرى ونسير في الهواء الطلق ونعتمر القبعات الواقية من الحوادث ونرتدي الكمامات وأنا بدوري أعقم دراجتي بين زبونة وأخرى».
وتضيف رنا: الناس تنظر إلي باحترام وتقدير. والرجال يستوقفونني للاستفسار عن عملي قائلين: «دراجتك وخدمتك الحل الأمثل لزوجاتنا وبناتنا».
وتقول: «تعلمت قيادة الدراجة منذ أربع سنوات، وحصلت على دفتر قانوني، ورخصة للموتوسيكل الخاص بي، وكنت أجول شوارع بيروت للتسوق والزيارات، واعتاد علي أبناء حي «طريق الجديدة» وجيراني خلال تنقلي بواسطة بالدراجة صيفا وشتاء، وعلمت ابنتي القيادة مع عدد من رفيقاتها. اليوم لدي 12 زبونة ترغب في التعلم من كل الفئات والأعمار؛ لأنني «كوتش» جيدة، وكلهن سيجرين امتحان القيادة القانوني؛ ليحصلن على دفاتر «سواقة».
وتختم رنا بقولها: «رسالتي لكل امرأة ألا تخاف من التنمر ومن النظرة الذكورية السائدة حول عمل المرأة، وأقول لكل فتاة كوني قوية وشجاعة في امتهان العمل الذي ترغبين به طالما أنك تجنين تعبك بعرق جبينك، وتساهمين في تحسين معيشتك ومعيشة عائلتك وتقدمين الصورة المثالية عن المرأة العربية المكافحة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"