بيئة التعليم الجاذبة

22:35 مساء
قراءة دقيقتين



ابن الديرة

فور بدء تشكّل الوعي لدى الطفل في أي أسرة، يبدأ أبواه بالتفكير العميق والمتأنّي، في أي حضانة سيسجلانه، لتلقي الدروس الأساسية، والاختلاط مع أقرانه، وتلمّس الخطوات الأولى في معرفة الآخر.. ثمّ بعد ذلك يبدأ التفكير في المدرسة وأجوائها وإدارتها ومعلّميها.. والأهم بيئتها، وهل هي جاذبة أو منفّرة؟ فهذه أمور أساسية ترغّب الطفل في العلم وحب المعرفة ومصادقة الكتاب، وجعله رفيقاً دائماً، حتى بعد انتهاء الدراسة في كل مراحلها.
فهل تتوافر هذه الأمور أو بعضها في مدارسنا؟
عبر المتابعة الحثيثة والدقيقة، فإن عدداً غير قليل من المدارس الخاصة، يفتقر إلى تلك الأساسيات، وهذا ما يخلق إرباكاً لدى الأهل، بالعمل على تغيير مدارس أبنائهم بين سنة وأخرى، وهذا مدعاة للقلق والإحباط أحياناً لدى الطلاب، حيث تراهم يتنقّلون من بيئة إلى بيئة، بما تضمه هذه البيئات من مبانٍ ومرافق وأدوات ومعلّمين وزملاء.. إلخ.
حديث صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قبل أيام في هذا الشأن، أدخل في نفوس الأهل والطلاب، والبيئة التعليمية عموماً، السكينة والطمأنينة، إذ أكد تدخّله المباشر، مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص، لتطوير المدارس وتحسين بيئتها، خلال الصيف، وقد بدأ ذلك فعلاً، وآتى هذا التدخل ثماره، فأصبحت كثير من المدارس، بيئة جاذبة للطلبة يجدون فيها كل الوسائل التي تساعدهم وتحفزهم على تلقي العلم، ومن هذه الوسائل المظلات وزراعة الأشجار والزهور التي تضفي على المدرسين والطلبة الجو المحفز والمناسب.
والأهم تطوير أساليب التعليم، كما قال سموّه «من حيث الإلقاء والتدريس وإيصال المعلومات للطلبة، وتطوير بعض المناهج الدراسية».
هذه التطمينات تبشّـر بمستقبل تعليمي زاهٍ ومشرق لأبنائنا، وهذا ليس بغريب عن الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، المثقف العميق والكاتب المبدع، ومن عمل في وقت من الأوقات مدرّساً، فهو يعمل بخبرة المطّلع على التفاصيل الدقيقة، ولذلك سيأتي الحصاد يانعاً مثمراً، يدوم طويلاً ويؤثّر عميقاً.
فمهنة التدريس، كما أوضح سموّه يستشعر بها المدرس تأثيره وإنشاءه للأجيال، ليعطي طلبته كل ما لديه من فكر وعلم ويواكب التطور المستمر. ولهذا جاء إنشاء «أكاديمية الشارقة للتعليم»، لتهيئة المدرس، وجذب الشباب أبناء الإمارات، تحديداً، لهذه المهنة الجليلة.
التعليم والعلم أمانة كبيرة في أعناقنا جميعاً، فلنعمل بلا كلل ولا ملل، ليكون أبناؤنا سعداء، وهم يتلقون تعليمهم، سواء عن بُعد، ريثما تنزاح هذه الغمّة أو في مدارسهم قريباً، ولتكن هذه المدارس بيئة رحبة مشجّعة جاذبة لأبنائنا بمساحات خضراء وورد عطر، ومرافق بهيّة المنظر والمحتوى.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"