عادي

ركن فاروق.. استراحة آخر ملوك مصر

22:24 مساء
قراءة 3 دقائق
ركن فاروق

القاهرة: «الخليج»

يعد متحف ركن الملك فاروق بمدينة حلوان في القاهرة، إحدى التحف المعمارية في العصر الملكي، قبل ثورة يوليو 1952، وكان عبارة عن استراحة لآخر ملوك مصر، ويضم مجموعة من مقتنياته المهمة، بالإضافة إلى طابعه المعماري الخاص، الذي يتميز بالفخامة والأناقة.

يعود تاريخ بناء هذه الاستراحة الملكية إلى عام 1941، وكانت هي الاستراحة الشتوية للملك فاروق طوال أحد عشر عاماً، ووقع الاختيار على المكان من قبل المهندس المعماري الإيطالي أرسان جيوفان نظراً للهدوء والجو النقي الخالي من التلوث الذي تتميز به منطقة حلوان، بالإضافة إلى وجود «المياه الكبريتية» التي كان يقصدها البعض للاستشفاء.

كانت الأرض التي أقيم عليها المبني ملكاً لمحمد بك حافظ – أحد الأثرياء – في تلك الفترة، واشتراها منه الملك فاروق بمبلغ ألفي جنيه، وهو مبلغ كبير بسعر ذلك الزمان، ثم طلب الملك فاروق من مصطفى باشا فهمي – وزير الأشغال – إنشاء استراحة، واستغرق البناء عدة شهور، حتى تم افتتاحها في سبتمبر 1942، وتبلغ مساحة المبنى 440 متراً ثم أضيف إليها 11 ألف متر كحديقة زرعت فيها الأشجار، منها 33 شجرة مانجو من النوع النادر، بالإضافة إلى عشرات من أشجار الزينة، وبني المبنى على الطراز المعماري الحديث من ثلاثة طوابق، الأول منها عبارة عن «بدروم» ويضم المطبخ وغرف إقامة الخدم، ويصل إلى الدور الثاني عن طريق سلم خلفي للخدم وحجرة بها مصعد لحمل الطعام، أما الطابق الثاني فهو مكان الإقامة، وبعد تحويل المكان إلى متحف أصبحت قاعات هذا الطابق هي قاعات المتحف. وتضم هذه القاعات مجموعة نادرة من التحف الأثرية، بداية من الأثاث الذي صنع على الطراز الفرعوني، ومنها السرير الخاص بالملك فاروق وكرسي العرش، بالإضافة إلى تمثال لأبي الهول صنع من البرونز وساعة مكتب معدنية مذهبة عبارة عن لوحة من البلور عليها 12 فصاً عتيقاً والعقارب مصنوعة من الذهب.

تحفة أثرية

يضم المتحف مجموعة من أشهر اللوحات لكبار الفنانين في العالم، منها «لوحة لمدينة القاهرة القديمة» لأيكوهان، وتمثال «الفلاحة والجرة» للفنان الفرنسي كوديه، ويرجع تاريخ هذا التمثال إلى عام 1866. أما الشرفة الخاصة بالطباق الثاني فمزينة بمجسمين لمعبد الكرنك ومعبد الأقصر، تم نقلهما من استراحة الملك فاروق، بمنطقة الهرم، وبداخل الاستراحة مجموعة من العرائس التي أهديت للملكة ناريمان زوجة الملك فاروق وأخرى لزوجته الأولى الملكة فريدة. ويصل عدد هذه العرائس إلى 379، مهداة من 33 دولة، أما كرسي العرش المذهب والذي صنع على غرار كرسي العرش للمك الفرعوني توت عنخ آمون فيعد تحفة أثرية نادرة، كما يوجد بالدور الثاني أيضاً، كرسي ولي العهد، وهو نسخة مصغرة من كرسي توت عنخ آمون أيضاً الموجود بالمتحف المصري. ومن أهم المقتنيات وأجملها في المتحف «الساعة» التي أهداها ملك إنجلترا للخديوي إسماعيل، بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات الزيتية للملك فاروق وهو طفل صغير، وصور لزفافه على الملكة ناريمان. كما يوجد بالمتحف لوحة كتبت بماء الذهب لآية الكرسي، وتمثال صنع من البرونز لامرأة تعزف على آلة الهارب، تماثل الجدارية الفرعونية التي تحتوي على نفس المنظر، لامرأة تعزف على هذه الآلة الموسيقية الفرعونية.

ويضم المتحف مجموعة من «المزهريات» بالإضافة إلى راديو قديم مزود بأسطوانات نادرة، وأغلب هذه المجموعة مكتوب عليها اسم الملك فاروق باللغة الهيروغليفية، كما توجد أيضاً لوحة فنية تمثل الموكب الديني للمحمل الشريف لكسوة الكعبة داخل أحياء القاهرة القديمة، وهي محمولة على الجمال في رحلتها إلى «مكة المكرمة»، حيث كانت تصنع «كسوة الكعبة» في ذلك العصر في القاهرة.

واستفاد صناع السينما المصرية من الشكل المعماري الأنيق للاستراحة، فصورت فيها مجموعة من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، والتي تعد من أهم الأعمال الرومانسية، ومنها فيلم «نهر الحب» بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف. كما صور فيها الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة» تأليف وحيد حامد، حيث تدور أحداثه في منتصف الأربعينات من القرن الماضي، وحتى عام 1956 وتم ترميم الاستراحة عام 1976 وضمها لهيئة الآثار المصرية، وبعد أحداث يناير 2011 تم غلقها ثم فتحت للزوار في أغسطس 2016.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"