هما كلمتان يا بينتو

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين



عبدالله عبدالرحمن

* أهلاً وسهلاً بك «مستر بينتو» بين أهلك وأحبابك في إمارات الخير، وكل التقدير والتوقير كونك الآن مدرباً لمنتخب الإمارات..وقبل أن أبدأ، أود بُحب أن أذْكر بأنه كان فيمن كان قبلك مدرب وطني عظيم، أوصل منتخباتنا بفضل الله ثم بعون مواهب كانت لديه إلى سماء الإبداع الكروي والمجد الرياضي، منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي والأول على الصعيد الخليجي ومستوى آسيا وحتى العالمية الأولمبية، بل واقتربنا من مونديال روسيا..ثم حدثت أمور لا نعلم كثيراً عن تفاصيلها، فانفرط عِقد النجاح وضاعت من بين ظهرانينا سنوات من التألق والسُؤدد لا أزالُ أتجرعُ آلامها وأعيشُ تقرّحاتها، ولكن آمالنا منعقدة في ربنا دوماً أولاً ثم معقودة بك في الوصول بنا إلى المونديال،وأنت مؤهل لذلك بحكم الخبرة العريضة إن شاء الله.
* اسمح لي لطفاً أن أرسل لك رسائل «أول المشوار» على أن نستكملها في مراحل قادمة، كوننا جميعاً في قارب واحد، كي يستعيد المنتخب مجدهُ وإنجازاته، ونُعيد لكرتنا الإماراتية سيرتها الأولى من التميّز والفخار:
- الأمرالأول: اللاعبون هم أساس القضية في المنظومة، اختيارك الجيد لهم وطريقة تعاملك معهم وتعاطيك مع طباعهم قبل مهاراتهم، وبالتالي استخراجك أفضل ما لديهم..الأمر لا يستوجبُ القسوة فيتمرّدوا، ولا اللين الزائد فيستهتروا..والأمرُ وسط بين النقيضين..وهنا تكمن أهمية التعويل عليك لما تمتلكه من خبرة واسعة في فرض جو من الانضباط والحزم في لين وأخوّة ومحبة.
- الأمر الثاني:العمل على دعم الروح القتالية عند اللاعبين حتى آخر جزء من الثانية..فلا نشوة مُفرطة بعد هدف..ولا يأس محبط عند تأخرنا بهدف أو هدفين..هذا الأمرُ بالغ الأهمية، لأن اللاعبين لطالما تتغّير وجوههم وتضطربُ نفوسهم بعد أن يسجل الهدف عليهم..والمسألة تحتاج إلى تحضير ذهني مركّز وتعزيز للثقة في النفس بشكل دوري ومنتظم.
- الأمر الثالث: ضرورة أن يتواجد معك من لديهم صفات القيادة، ومحل قبول واستحسان اللاعبين، مثل إسماعيل مطر كلاعب مؤثر داخل وخارج الملاعب، وإداري كالأسطورة عدنان الطلياني مع الموجودين عندك.
- الأمر الرابع: بناء أفضل الجسور مع مدربي الأندية وإداراتها مستعيناً بالاتحاد والرابطة فالهّم واحد والهدف الأسمى هو مبتغى الجميع.
- الأمر الأخير:ضع في كل جانب من جوانب التدريب وفي غرف الملابس والنوم علم دولة الإمارات وصورة لكأس العالم، حتى لا يغيبا عن مخيلة اللاعبين أبداً.
«مستر بينتو»..كنتُ قبل ثلاثين سنة ونيف في ولاية أمريكية قريبة من مدينة خوآريز المكسيكية، أتابع إحدى قنواتها بالإسبانية- وهي لغتك الأم، فعلمتُ بتأهلنا لكأس العالم في إيطاليا..ولطالما ترددت في تلكم القناة كلمتان، الأولى:«إماراتوس..أرابيس أونيذوس» (الامارات العربية المتحدة) والثانية «مونديال»، فهل ستتردد هاتان الكلمتان هنا في هذه البلدة الطيّب أهلها بعد ثلاثة عقود؟، وهل سيعيد التاريخ نفسه، وتتأهل الإمارات بك إلى المونديال؟أرجو ذلك من قلبي وأتمناه، وشكراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"