التسامح نهج الكبار

22:58 مساء
قراءة دقيقتين

 

العالم كلّه يحتفي بالتسامح، وقد خصّص له يوماً هو السادس عشر من نوفمبر، ليرسي هذه القيمة نهجاً، عساه يسهم في نبذ الصراعات، وتخفيف حدة العنف، ورأب الصدع بين المختلفين، ليسود الوئام والسلام والتعايش الهادئ.
في دولة الإمارات لا يمرّ يوم التسامح، كباقي الدول، بل تنطلق المبادرات في كل بقعة من هذه الأرض الطيّبة، لترجمة هذه القيمة الإنسانية واقعاً جاذباً يسارع الجميع إلى التمسّك به وتمثّله وممارسته.
فقد كان العام المنصرم 2019 عاماً للتسامح، أعلنه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، استلهاماً من فكر الراحل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وشملت قيمه، أبناء دولة الإمارات، والمقيمين على أرضها، وامتدّ خيرها في العطاء والبذل، إلى كل شعوب الأرض.
وكذلك، فإن التسامح في الإمارات مبدأ وطريق وحياة يومية معيشة، وحين أرادت الإمارات تقنين تسامحها أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استحداث منصب وزير الدولة للتسامح، لأول مرة في الإمارات، في فبراير 2016 وقال سموّه: «لا يمكن أن نسمح بالكراهية في دولتنا، ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يقيم عليها، أو يكون مواطناً فيها».
وأشار سموّه إلى أن ثقافة التسامح ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لثقافة سائدة منذ القدم. وهذه الخطوة لقيت ترحيباً كبيراً على الصعد المحلية والعربية والعالمية. ثم أضيفت إلى مسمّى الوزارة صفة التعايش.
وفي يوم التسامح، كان هناك نداء إنسانيّ بليغ ومؤثر أطلقه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، عند الساعة 11:16 من صباح يوم أمس، في إطار احتفالات الدولة باليوم، على هامش فعاليات المهرجان الوطني للتسامح والتعايش الذي تنظمه الوزارة تحت شعار «على نهج زايد».
«ندعو الجميع، إلى العمل معاً، من أجل عالم يسوده، التعارف والتعاطف، ويَعُمّ فيه، التسامح والتعايش والعدل، وتزول عنه مظاهر التشدد والكراهية والعنف، ويتحقق فيه الخير والسلام والأمان، ومستقبل أفضل للإنسان في كل مكان».
لا ننكر أن هناك عدداً قليلاً ممّن يرفضون هذه القيمة، بذرائع واهية واهنة، ويرونها ضعفاً أو تهاوناً قد يحطّ من شأنهم، لكنّ الأقدمين علّمونا أن «العفو عند المقدرة» شيمة لا يملكها إلّا كرام النفوس؛ لذلك سرعان ما يعود هؤلاء القلّة إلى جادة الصواب.
وليس بمستغرب، أن تتبوّأ الإمارات هذه المكانة الرفيعة، فتعاملها الراقي مع أبنائها والمقيمين فيها، لا نظير له في كثير من دول العالم المتحضّرة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"