عادي

نصر أمريكي.. صاروخ «سبايس إكس» باتجاه المحطة الدولية

17:34 مساء
قراءة 3 دقائق
صاروخ سبايس إكس

توجه ثلاثة رواد فضاء أمريكيين وآخر ياباني، الاثنين، إلى محطة الفضاء الدولية في صاروخ من صنع «سبايس إكس»، وسيلة النقل الجديدة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بعد تسع سنوات كانت تعتمد فيها على روسيا.
وقال جيم برايندستاين رئيس «ناسا» خلال مؤتمر صحفي: «هذا يوم كبير للولايات المتحدة ولليابان».
وأقلع صاروخ «فالكون 9»، مساء الأحد من مركز كينيدي الفضائي ناقلاً في مركبة مثبتة على قمته الرواد: مايكل هوبكنز وفيكتور جلوفر وشانون ووكر وسويشي نوجوشي.
وعلّق مايكل هوبكنز، قائد البعثة، ما إن أصبح في المدار واصفاً عملية إطلاق الصاروخ بأنها رائعة.
وانفصل الطابق الأول سريعاً قبل أن يهبط على منصة بحرية. وبعد 12 دقيقة على الإقلاع وعلى ارتفاع 200 كيلومتر وبسرعة 27 ألف كيلومتر في الساعة، انفصلت المركبة «كرو دراجون» عن الطابق الثاني للصاروخ.
وأكدت «سبايس إكس» أن المركبة على المسار الصحيح للوصول إلى المحطة بعد 27 ساعة على إقلاعها، قرابة الرابعة فجر الثلاثاء. وطمأنت جوين شوتويل، وهي الثانية بين مسؤولي «سبايس إكس»، خلال مؤتمر صحفي، بأن الصاروخ «يعمل كما يجب»، لكنها أضافت: «سنتنفس الصعداء بعد حوالي 26 ساعة، عندما نسلّم الطاقم لوكالة الفضاء الأمريكية».
وسينضم رواد الفضاء الأربعة في المحطة إلى رائدين روسيين ورائدة أمريكية موجودين فيها، ومن المقرر أن يبقوا ستة أشهر في المختبر المداري على ارتفاع نحو 400 كيلومتر عن الأرض.
وتأتي هذه الرحلة بعد مهمة تجريبية ناجحة استمرت من مايو/أيار، إلى أغسطس/آب، تولت فيها «سبايس إكس» نقل رائدَي فضاء أمريكيين إلى المحطة ثم إعادتهما إلى الأرض من دون أي عوائق، مما جعلها أول شركة خاصة تحقق هذا الإنجاز التكنولوجي.
ومن المتوقع أن تطلق «سبايس إكس» رحلتين مأهولتين أخريين سنة 2021 لحساب «ناسا»؛ إحداهما في الربيع وتضم رائد الفضاء الأوروبي نوماس بيسكيه، إضافة إلى أربع رحلات شحن مواد تموينية خلال الأشهر الخمسة عشر المقبلة.
وفي برنامج «سبايس إكس» كذلك، رحلة خاصة في نهاية 2021 من خلال شريكتها «أكسيوم سبايس»، في حين لمحت «ناسا» إلى أن الممثل توم كروز قد يقوم برحلة إلى المحطة، ولكن لم يصدر أي تأكيد لذلك.
وقد تضيف «سبايس إكس» أيضاً «رحلة أخرى ممتعة»، على قول شوتويل التي وعدت بـ«التحدث عنها لاحقاً». وجيّـر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحسابه نجاح هذا البرنامج الذي أطلق في عهدي سلَفَيه؛ إذ كتب في تغريدة: «كانت وكالة الفضاء كارثة خالصة عندما تولينا زمام الأمور. اليوم باتت المركز الفضائي الأكثر شهرة وتقدماً في العالم، وبأشواط!».
أما الرئيس المنتخب جو بايدن الذي يتسلم الرئاسة في يناير/كانون الثاني المقبل فهنّأ هو الآخر «ناسا» و«سبايس إكس» ولكن من زاوية أخرى؛ إذ كتب في تغريدة: «إنه دليل على قدرة العلم وعلى ما يمكننا إنجازه إذا جمعنا الابتكار والإبداع والتصميم».
وأشارت كاثي لوديرز، رئيسة قسم رحلات الفضاء المأهولة في «ناسا»، إلى أن مشكلة طرأت على نظام التحكم بدرجة حرارة المقصورة، ولكن حلت بسرعة. وأوضحت أنها كانت «مشكلة صغيرة فحسب في تشغيل النظام».
واستلزم الأمر تسع سنوات لكي يرخّص الأمريكيون للمركبات الفضائية التي تخلف المكوكات الفضائية بعد سحبها من الخدمة عام 2011. واختارت «ناسا» إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص. ومن المتوقع أن تدخل مركبة أخرى الخدمة بعد سنة، هي «ستارلاينر» من إنتاج «بوينج».
وتأمل وكالة الفضاء الأمريكية متابعة التعاون مع روسيا، وعرضت إشراك رواد روس في المهمات المقبلة، وتريد أن يستمر رواد الفضاء الأمريكيون في استخدام «سويوز» بانتظام، لكن المفاوضات بينها وبين «روسكوزموس» تشهد تأخيراً.
والحقيقة هي أن العلاقات بين واشنطن وموسكو في ما يتعلق بالفضاء آخذة في التراجع، مع أنها من المجالات القليلة التي حافظت فيها البلدان على علاقات جيدة.
وبعد أكثر من 20 عاماً من التعاون في المحطة، لن تشارك روسيا في المحطة المصغرة التالية التي تريدها «ناسا» حول القمر وهي محطة «جيتواي».
وفي ما يتعلق ببرنامج «أرتيميس» الأمريكي للعودة إلى القمر، وقعت «ناسا» شراكات مع وكالات فضائية أخرى بينها اليابان وأوروبا، لكن المستقبل ليس واضحاً؛ إذ لم تتلق بعد من الكونجرس عشرات المليارات من الدولارات اللازمة لإنهاء البرنامج.
ولم يتبنّ جو بايدن تاريخ 2024 كموعد للمشي مرة أخرى على القمر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"