عادي

الاحترار أكثر خطراً على العالم من «كوفيد-19»

18:56 مساء
قراءة 3 دقائق
شمس

دعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الثلاثاء، إلى التحرك بشكل «عاجل»؛ لمواجهة الاحترار المناخي، محذراً من كارثة «أوسع نطاقاً» من وباء «كوفيد-19» من دون لقاح متوفّر ضده.
ولفت الاتحاد في تقرير حول الكوارث في العالم منذ الستينات من القرن العشرين، إلى أن التغير المناخي يواصل حصد الأرواح، من دون أن ينتظر السيطرة على «كوفيد-19».
وذكرت المنظمة التي تتخذ مركزاً في جنيف، أن أكثر من مئة كارثة حصلت منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن جائحة «كوفيد-19» في مارس/آذار وحتى سبتمبر/ أيلول الماضيين، طالت أكثر من خمسين مليون شخص.
وقال جاغان شاباغان، أمين عام المنظمة، خلال مؤتمر صحفي: «بالطبع، «كوفيد-19» هنا، يصيب عائلاتنا، أصدقاءنا، أهلنا. إنها أزمة خطِرة جداً يواجهها العالم»، لكن «التغير المناخي سيكون له برأينا تأثير أكبر على المدى المتوسط والبعيد على الحياة البشرية وعلى الأرض من «كوفيد-19» الذي تسبب بوفاة ما لا يقل عن 1,3 مليون شخص منذ نهاية 2019».
وشدد في هذا السياق على أنه «إذا حالفنا الحظ، فسيكون لدينا لقاح ضد «كوفيد-19» العام المقبل، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فسيكون بإمكاننا بعد بضع سنوات التعامل مع مفاعيل الوباء» في حين «ليس هناك للأسف لقاح ضد التغير المناخي».
وختم «إننا بحاجة إلى تحرك واستثمارات أكثر استدامة بكثير لحماية الحياة البشرية فعلياً على هذه الأرض»، داعياً الكل إلى التحرك فردياً.
ولفت الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى أن وتيرة الظواهر المناخية وحدّتها تتزايدان بشكل كبير، مع حصول المزيد من العواصف بقوة 5 أو 5 درجات، والمزيد من موجات القيظ التي تسجل درجات حرارة قياسية، والمزيد من الأمطار الغزيرة، وغيرها من الظواهر القصوى.
وفي العام 2019 وحده، حصلت 308 كوارث ناتجة عن مخاطر طبيعية، تسببت بمقتل حوالي 24400 شخص في العالم، وكانت 77% منها جوية أو مناخية.
ويزداد عدد الكوارث الجوية والمناخية منذ الستينات، وازداد بنحو 35% منذ التسعينات. كذلك ازدادت نسبة الكوارث الناتجة عن ظواهر مناخية وجوية قصوى بشكل حاد خلال الفترة ذاتها، فارتفعت من 76% في العقد الأول من الألفية إلى 83% في العقد الثاني.
وتسببت الكوارث الناجمة عن ظواهر مناخية وجوية قصوى بمقتل أكثر من 410 آلاف شخص في السنوات العشر الأخيرة، أغلبيتهم الكبرى في الدول المتدنية الدخل، أو من الشريحة الدنيا للدول المتوسطة الدخل.
وكانت موجات الحر التي تليها عواصف خلال الفترة ذاتها الأكثر فتكاً. وفي مواجهة هذا التحدي الذي «يهدد فعلياً استمراريتنا على المدى البعيد»، دعت المنظمة الأسرة الدولية إلى التحرك حالاً.
وتقدر المنظمة بحوالي خمسين مليار دولار المبالغ الضرورية كل سنة؛ لتلبية حاجات التكيف التي حددتها خمسون دولة نامية للعقد المقبل.
وأكدت أن «هذا المبلغ هزيل بالمقارنة مع الرد الدولي على التداعيات الاقتصادية للجائحة».
من جهة أخرى، أسفت المنظمة للإهمال اللاحق بدول كثيرة من الأكثر عرضة للتغير المناخي، وعدم تلقيها سوى مساعدة متواضعة نسبياً.
وكشف التقرير أنه ليس هناك بين الدول العشرين التي تتلقى أكبر قدر من التمويل نسبة لعدد سكانها لمساعدتها على التكيف مع التغير المناخي، أيّ من الدول العشرين الأكثر عرضة للتغير المناخي والكوارث المناخية والجوية مثل الصومال.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"