الأوائل.. تفانٍ في خدمة الوطن

23:27 مساء
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

الوفاء ليس كلمة تقال، ولا سلوكاً يمكن القيام به بلا مقدمات وبلا استعداد وتهيؤ ذاتي ومعنوي، ولا فعلاً يتصف به الإنسان، إنما الوفاء هو طبيعة للنفس الزكية، والروح العطرة الشذية، والقلوب الخيرة الندية، يأتي بصاحبه لأفعال هي المروءة بعينها، والإكرام بعينه، والكرم بحقيقته، وردّ الجميل على أصوله، والاعتراف بالفضل بكل معانيه، فهي التي تأخذ بصاحبها نحو السؤدد، وليس صاحبها الذي يأخذها نحو التطبيق، وفي النهاية ينصهر الإنسان بوفائه فيصبح الوفاء سلوكه اليومي وفعله الدائم حتى بدون أن يفكر فيه.

والوفاء خلق عظيم لا يتصف به إلا عظيم، وقد صنفه بعضهم بأنه وليد الأمانة وعنوان الصدق ودليل الشجاعة والصبر وقوّة التحمل.

وعند ذكر الوفاء نتذكر مبادرة أوائل الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نوفمبر 2014.

خصص سموه هذا العام لتكريم أبطال الخطوط الأمامية وجميع المبادرات والفرق الداعمة والشخصيات التي جعلت من دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في التعامل مع فيروس كورونا.

مجهودهم في الصف الأمامي كان له الأثر الأكبر في إثبات أن دولة الإمارات، ومن خلال استخدامها أفضل التقنيات الطبية الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد، وقدرتها على تتبع الحالات وكبح تفشي المرض؛ ما مكّنها من تحقيق مكانة متميزة في العديد من المؤشرات الطبية والاجتماعية في فترة الجائحة، وحجز لها موقعاً رائداً على الخريطة الدولية في التعامل مع الجائحة بكفاءة ودقّة عاليتَين؛ عبر إجراءات احترازية تراعي ظروف وحاجات الفئات الاجتماعية على اختلافها، وتوفّر لهم الحماية وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية.

جائحة كورونا ليست حالة عادية، لا في بعدها المرضي، ولا في المحاذير منها سواء الصحية أو الاجتماعية أو النفسية. أوائل الصفوف الأمامية كانوا يتعاملون مع حالة غير مسبوقة تمس الجميع وكان لديهم من الصبر ما أوصلنا اليوم إلى أن نرتب حياتنا على وجود الوباء ونتعايش مع نتائجه، في انتظار تأثيرات الأمصال التي تحمي منه.

ونذكر هنا إشادة المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، بنهاية سبتمبر الماضي، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة من بين أفضل دول العالم في التعامل مع اختبار جائحة كورونا، لتشير خلال مشاركتها بمنتدى برئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي حول «تعزيز الوصول إلى الفرص في الدول العربية» إلى جهود الدولة في مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها على كافة القطاعات.

يعود الفضل في ذلك إلى القيادة الواعية في دولة الإمارات والفرق في الصفوف الأمامية وإخلاصهم في العمل على محاصرة هذه الجائحة بوعي عال ونقل الصورة بموضوعية إلى الجمهور وتثقيفه بالخطوات الواجب اتباعها مما كان له الأثر الأكبر في مواصلة العمل في كافة القطاعات وبمختلف المستويات العمرية بكل سهولة ويسر وأمان. من الجدير بجميع فئات المجتمع الاحتفاء بالقطاعات وأفرادها الذين وقفوا في الصف الأول من مختلف التخصصات في الدولة. إننا فخورون بهم ونحمل لهم في قلوبنا كل التقدير والاحترام والامتنان لما قاموا به من مجهود، ومانحن عليه اليوم من حماية لصحة مجتمعنا وعائلاتنا هو فضل لهذه الصفوف المتفانية بكل إخلاص.

اتسمت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالإنسانية العالية، وذكر أصحاب المعروف ورفع الهمم بأن من يعمل سيحصل على التكريم الذي يستحق وسيخلد إنجازه الذي يخدم به وطنه ومجتمعه.

هذه تجربة غنية تعلمنا جميعاً منها الكثير. والأوائل أوائل، لكنهم ذروة جهد شاركهم فيه أيضاً آخرون يرون في تحفيز القيادة للتميز في أن يبذلوا المزيد وليكونوا في مرحلة قادمة من الأوائل.

إنه سباق نحو التفاني في خدمة الوطن. حفظ الله دولة الإمارات قيادة وشعباً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"