عادي
نورة الكعبي: تحمل رسالة مفعمة بدلالات التضامن والتعاون بين الجميع 

«اليونسكو» تطلق مسابقة معمارية دولية لإعادة إعمار جامع النوري

17:20 مساء
قراءة 3 دقائق
اليونسكو

أطلقت «اليونسكو» مسابقة معمارية دولية لإعادة إعمار وإعادة تأهيل مجمع جامع النوري في مدينة الموصل العراقية، ودعت كل ذي موهبة من المهندسين المعماريين في جميع أنحاء العالم إلى المشاركة في المسابقة؛ إذ تمول الإمارات مشروع إعادة الإعمار. ويعتبر الانضمام إلى مبادرة «إحياء روح الموصل»، فرصة فريدة لإحداث تغيير في حياة سكان المدينة، ومساعدتهم على إعادة بناء مدينتهم بعد تحريرها من تنظيم «داعش».
ويتعيّـن على الراغبين في المشاركة تقديم تصميم نظري للمجمع؛ بحيث يأخذ في الاعتبار صون الأجزاء القائمة من مصلى النوري والحرص على انسجامها مع المباني الجديدة، إضافة إلى إعادة تأهيل عدد من المباني التاريخية ودمجها مع التصاميم الجديدة. وتشمل المسابقة أيضاً إعداد تصميم للمنظر العام للموقع بأكمله، فضلاً عن إيجاد مساحات جديدة للمجتمع المحلي كي تُستغل للأنشطة التعليمية والثقافية والاجتماعية؛ إذ يتوخى المشروع تخصيص هذه المساحات لخدمة المجتمع المحلي بطرق عدة لا تقتصر على الوظيفة الدينية الرئيسية للموقع.
تمثل المسابقة دعوة مفتوحة لتقديم المشاريع على أن يكون التقدم قائماً على أساس سرية الهوية، ويبقى باب التقديم مفتوحاً حتى 26 مارس المقبل. ويُعلن اسم الفائز في الربيع المقبل. وستقوم لجنة تحكيم دولية مؤلفة من 9 أعضاء وعُضوين مناوِبين باختيار التصميم الفائز والتصاميم التي ستحصد المراكز الأربعة التالية. أما أعضاء اللجنة والعضوان المناوِبان، فهم هويدا الحارثي من المملكة العربية السعودية، وأحمد يوسف العمري ورايا العاني وهما من العراق، وخافيير كازانوفا من إسبانيا، وأمل شابي من الإمارات، وشهيرة فهمي من مصر، ودومينيك بيروه من فرنسا، ووانج شو من الصين، ومارينا تبسّم من بنجلادش، وشادية طوقان من فلسطين، وجيرزي أوزنويس من بولاندا.
مجمع التاريخي قالت أودري أزولاي المديرة العامة لـ«اليونسكو»: «تبعث مبادرة إعادة إعمار وإعادة تأهيل هذا المجمع التاريخي المهم رسالة قوية تدعو إلى الصمود والتشبث بالأمل، فبالصمود والأمل نخطو خطوتنا الأولى نحو تحقيق التماسك الاجتماعي والتصالح في العراق، في فترة ما بعد الصراع. وبالطبع، تجسّد المواقع والمعالم التاريخية رمزاً قوياً للانتماء والمجتمع والهوية، ومن شأن إعادة تأهيلها تيسير تعافي ذاكرة أهالي الموصل الذين كانوا في يوم من الأيام جزءاً من مدينة نامية ونابضة بالحياة. ويمثّل مجمع جامع النوري، منذ تشييده في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، معلماً رئيسياً من معالم الحياة والتنمية الحضرية في مدينة الموصل».
وأكد حسن ناظم وزير الثقافة العراقي، أن تدشين هذه المسابقة المعمارية يمثّل فرصة لكل ذي موهبة في هذا العالم للمشاركة في إعادة بناء جامع النوري ومئذنته الحدباء.
وقال: «إننا؛ وإذ نعيد بناء هذا الصرح التاريخي، إنما نستعيد هيبة التراث العراقي ونقدره حق قدره، لاسيما التراث في مدينة الموصل، ونحيي ذاكرة الشعب ونعيد ترميم الدمار الذي خلفه تنظيم «داعش»».
وقالت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب: «تنطلق المسابقة المعمارية الدولية لتصميم مجمع الجامع النوري من رؤيتنا بضرورة إشراك المجتمع العراقي والمصممين والمعماريين العالميين في جهود إعادة إعمار هذه الأيقونة التاريخية، وبما يتيح لنا إكمال المشروع بالتعاون مع شركائنا وفق أعلى معايير ترميم المواقع الأثرية المتبعة في منظمة اليونسكو. تحمل المسابقة المعمارية رسالة قوية مفعمة بدلالات التضامن والتعاون بين الجميع لرسم المستقبل الذي يستحقه أهالي الموصل، هذه المسابقة تعبر عن الاستحقـاق العالمي ودوره المطـلوب تجاه صون التراث والحفاظ على الموارد الثقافية».
وقال سعد كمبش رئيس ديوان الوقف السني في العراق: «تنطوي إعادة بناء جامع النوري ومئذنته على غاية أسمى من مجرد رص الحجارة. فإننا؛ وإذ نعيد بناء هذا الصرح، إنما نسرد قصة الشعب الذي تحدى الموت لتتفتح براعم الأمل وتشق الطريق أمام الإنسانية كي تمضي في مسيرتها قدماً». 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"