عادي

رئيس «أدنوك» متفائل بانتعاش الطلب على النفط ويؤكد أهمية خفض التكاليف

13:08 مساء
قراءة 4 دقائق
رئيس «أدنوك» متفائل بانتعاش الطلب على النفط ويؤكد أهمية خفض التكاليف

أبوظبي: «الخليج»
أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، أن دولة الإمارات توفر العديد من الفرص المتميزة للاستثمار والشراكات النوعية في مختلف القطاعات. جاء ذلك خلال جلسة حوار افتراضية بعنوان: «صعود الأسواق الإقليمية: السعي للمرونة في اقتصاد عالمي مجزأ»، التي عُقدت ضمن «منتدى بلومبرج للاقتصاد الجديد» بحضور عدد كبير من المستثمرين الدوليين. وشارك في الجلسة أيضاً كل من الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في مصر، وبروس فلات، الرئيس التنفيذي لشركة «بروكفيلد لإدارة الأصول».
وأوضح الجابر، أن دولة الإمارات، وبفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، قد أرست منظومة موثوقة وذات مصداقية عالية استطاعت جذب شركاء ومستثمرين عالميين على الرغم من الوضع الاقتصادي الذي يشهده العالم حالياً. 
وقال: «نحن نستفيد بشكل أساسي من المزايا التنافسية والأصول المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات، ومنها على سبيل المثال، وفرة المواد الخام من النفط والغاز، والبنية التحتية عالمية المستوى، والخدمات اللوجستية المتطورة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي في ملتقى طرق التجارة بين الشرق والغرب، وإطار العمل التنظيمي الراسخ، والاستقرار المالي للاقتصاد. هذه جميعها مزايا فريدة وجاذبة تسهم في استقطاب مستثمرين دوليين استراتيجيين إلى دولة الإمارات ممن يسعون لبناء شراكات بعيدة المدى».
وأضاف: «هناك أيضاً ميزة أساسية تستفيد منها دولة الإمارات، ألا وهي مصداقيتنا وسجلنا التاريخي القوي الحافل بالإنجازات كشريك موثوق؛ إذ تمتلك الدولة تاريخاً طويلاً في إبرام العديد من الشراكات الاستراتيجية طويلة المدى والناجحة، التي أسهمت في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وجهة لاستقطاب الاستثمارات النوعية والذكية».
وأشار إلى مثال في قطاع التكرير والبتروكيماويات؛ حيث تقوم أدنوك بتوسيع عملياتها لإنشاء مركز عالمي للبتروكيماويات والمشتقات في دولة الإمارات. وقال: «نحن نعمل على تطوير منظومة صناعية من شأنها توفير فرص متميزة للعديد من المستثمرين الدوليين حول العالم لإبرام شراكات نوعية. وفيما نواصل جهودنا لتنويع اقتصادنا، هناك العديد من الفرص الجديدة المتاحة من خلال المزايا التنافسية المتوفرة لدينا، التي توفر عامل جذب للمستثمرين الدوليين».
وتناول الجابر، خلال الجلسة حالة الاقتصاد العالمي وأسواق النفط؛ حيث أوضح أن الطلب على النفط أظهر الكثير من المرونة، مشيراً إلى أن هناك بوادر للتفاؤل وضرورة للتركيز على خفض التكاليف.
وقال: «إذا أخذنا الطلب على النفط كمؤشر للنشاط الاقتصادي، نرى بداية عودة هذا النشاط، فعلى سبيل المثال حتى في أدنى مستويات الطلب على النفط في مارس وإبريل، كان استهلاك العالم عند مستوى 75 مليون برميل يومياً، كما أن انخفاض الطلب العالمي إلى ما دون 90 مليوناً كان لمدة 12 أسبوعاً فقط. وإذا نظرنا إلى المناطق المختلفة حول العالم، نجد أن أوروبا، على سبيل المثال، تشهد تباطؤاً في النمو بسبب قيود جائحة «كوفيد- 19» الجديدة. بينما تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تعافياً قوياً على الرغم من الجائحة، وكذلك الحال في الأسواق الأسيوية».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى أن نكون حذرين، لكن في الوقت ذاته، هناك ما يدعو إلى التفاؤل، وأنا على قناعة من أننا سوف نجتاز هذه المرحلة ونحن أقوى بكثير مما كنا عليه. وباعتقادي أن ما يجب علينا فعله هو الحفاظ على المرونة والاستمرار في التركيز على العوامل التي يمكننا التحكم فيها».
وأشار إلى أن التركيز على خفض التكاليف يعد عاملاً مهماً للحفاظ على المرونة، لافتاً إلى أن أدنوك مستمرة في العمل على خفض التكاليف في إطار النقلة النوعية التي بدأتها قبل أربع سنوات.
وفي إجابته عن سؤال حول الإدارة الجديدة المنتخبة في الولايات المتحدة الأمريكية، أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، على قوة ومتانة العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعد أحد أقدم الأصدقاء والحلفاء الاستراتيجيين لدولة الإمارات.
وقال: «تتلاقى مصالحنا وقيمنا المشتركة في العديد من المجالات والمسارات، وتجمعنا رؤية مشتركة لتحقيق السلم وضمان التقدم وتمكين الازدهار في منطقة الشرق الأوسط. وهناك توافق بيننا على العديد من القضايا مثل مواجهة التطرف والقوى التي تقوض الاستقرار في المنطقة والعالم، وكذلك التعاون لبناء مستقبل مزدهر وأفضل، لاسيما لشباب هذه المنطقة، ونتطلع إلى البناء على هذا الأساس مع الإدارة الجديدة».
وأضاف: «إن دولة الإمارات تتطلع إلى العمل والتعاون مع الإدارة الجديدة في مجالات عدة تشمل الحد من تداعيات تغير المناخ والاستفادة من إمكانيات الدولة وقدراتها المتطورة في مجال الطاقة المتجددة والنووية وكذلك تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه».
وقال: «على الرغم من أننا دولة نفطية، فإننا سعينا بشكل استباقي إلى استخدام الطاقة المتجددة وتطوير برنامج لالتقاط واستخدام وتخزين الكربون. ونستضيف اليوم المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا». وكانت الإمارات أول دولة خليجية توقع على اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وأول دولة في المنطقة لديها أهداف واضحة تجاه الطاقة المتجددة».
وأضاف: «لدينا في دولة الإمارات اليوم اثنين من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، ونواصل تطوير وتعزيز هذه التقنيات والمساهمة في خفض تكاليفها. كما أصبحت دولة الإمارات أول مشغل للطاقة النووية السلمية في الوطن العربي من خلال محطة «براكة» التي ستسهم في الحد من الانبعاثات بمقدار 21 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً».
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أن دولة الإمارات تتطلع قدماً لمواصلة تعزيز وتوثيق علاقات التعاون مع أصدقائها وحلفائها في الولايات المتحدة في كافة المجالات بما يحقق تطلعات البلدين الصديقين وشعبيهما ووفقاً للمنافع المتبادلة والمصالح المشتركة.
وتعد أدنوك واحدة من 10 شركاء مؤسسين لـ«منتدى بلومبرج للاقتصاد الجديد» الذي تأسس في عام 2018 بهدف المساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي خلقها مرور الاقتصاد العالمي بمرحلة انتقالية تقودها قوى صاعدة أبرزها الصين والهند، إضافة إلى إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وينعقد المنتدى افتراضياً في الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر الجاري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"