عادي

لقاح «موديرنا» ينعش الآمال.. وتحذير من عدم «التراخي»

11:37 صباحا
قراءة 4 دقائق
موديرنا

واشنطن - أ.ف.ب

أنعش الإعلان عن لقاح «موديرنا» الآمال بالقضاء على فيروس «كورونا» المستجد، الذي يتفشى بشكل متسارع في العالم. 
فبعدما أعلنت مختبرات «فايزر» الأمريكية و«بايونتيك» الألمانية الأسبوع الماضي عن تطوير لقاح فعال بنسبة 90%، أكدت شركة «موديرنا» الأمريكية أن فاعلية لقاحها تصل إلى 94,5%.
وقد ارتفعت الأسواق المالية الرئيسية، الاثنين، جراء ذلك، معززة بذلك تحسناً بوشر مع إعلان «فايزر» الأسبوع الماضي.
ورحّب مدير المعهد الأمريكي للأمراض المُعدية الطبيب أنطوني فاوتشي بإعلان «موديرنا». وقال عضو الخلية الرئاسية لمكافحة فيروس «كورونا» إنّ «فكرة امتلاكنا لقاحاً فعّالاً بنسبة 94,5% رائعة بشكل مذهل»، في حين رحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس أيضا بالمستجدات على صعيد اللقاحات إلا أنه حذر من أن لقاحاً لن يقضي بمفرده على جائحة «كوفيد-19» داعياً إلى عدم «التراخي».
وتنوي «موديرنا» إنتاج 20 مليون جرعة لقاح بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر، ما يجعل فكرة التلقيح ضد فيروس «كورونا» أكثر واقعية. وأضاف فاوتشي: «هذه نتيجة مذهلة حقاً، لا أعتقد أنّ أحداً كان يتوقّع أن تكون جيّدة إلى هذا الحدّ»، مشيراً إلى صعوبات لوجستية تعترض عملية نقل جرعات اللقاح.
ويدير فاوتشي المعهد الأمريكي للأمراض المُعدية الذي انكبّ على تطوير لقاح لـ«كوفيد-19» منذ كانون الثاني/يناير حين نشرت السلطات الصينية التسلسل الجيني لفيروس «كورونا» المستجدّ.
ويرتكز لقاح «موديرنا» على تكنولوجيا حديثة تقوم على إدخال تعليمات وراثية إلى الخلايا البشرية لتحفيزها على إنتاج بروتين مطابق لبروتين فيروس «كوفيد-19» وإحداث استجابة مناعية ضدّ هذا البروتين.
ووفقاً لفاوتشي فإنّ «كثيرين من الناس كانت لديهم تحفّظات» على هذه التكنولوجيا «التي لم تكن قد اختبرت بعد وأثبتت فاعليتها»، مشيراً إلى أنّ «البعض حتى انتقدونا على ذلك».
وكان تحالف شركتي «فايزر» الأمريكية و«بايونتيك» الألمانية أعلن الأسبوع الماضي أنّ لقاحه التجريبي المضادّ لـ«كوفيد-19» والذي يستند إلى نفس التكنولوجيا أثبت فاعلية بنسبة 90% في منع الإصابة بالفيروس الفتّاك.
وتؤكّد هاتان النتيجتان، في نظر فاوتشي، سلامة هذه التكنولوجيا لأنّ «البيانات تتحدّث عن نفسها بنفسها».
وأضاف: «أعتقد أنّه عندما يكون لديك لقاحان مثل هذين اللقاحين اللذين أثبتا فاعليتهما بنسبة تزيد على 90%» لا تعود التكنولوجيا مضطرّة «لأن تقدّم مزيداً من الإثباتات».
غير أنّ الطبيب المرموق حذّر من أنّه «لا يزال هناك طريق طويل أمامنا لنقطعه»، مشيراً بالخصوص إلى الصعوبات اللوجستية التي تعترض عملية نقل جرعات اللقاح ومبدياً قلقه العميق من الثقافة المناهضة للقاحات التي تسود في أوساط شريحة واسعة من الأمريكيين.
وقال: «هناك شعور واسع مناهض للقاحات في هذا البلد. يجب أن نكون قادرين على التغلب عليه وإقناع الناس بالتطعيم؛ إذ لا نفع لأي لقاح عالي الفاعلية إذا لم يتم تطعيم أحد به».
أما المدير العام لمنظمة الصحة العالمية فرحّب بالمستجدات على صعيد اللقاحات، لكنه حذر من أن لقاحاً لن يقضي بمفرده على «كورونا» داعياً إلى عدم «التراخي». وأوضح: «ما زلنا نتلقى معلومات مشجعة عن لقاحات ونبقى متفائلين بحذر إزاء إمكان بدء وصول أدوات جديدة في الأشهر المقبلة» لكنه أكد أنه «قلق جداً لازدياد عدد الإصابات في بعض البلدان»، مشيراً إلى أن «الطواقم الصحية والأنظمة الصحية باتت مستنفدة وخصوصاً في أوروبا وأمريكا».
وتسبب الوباء في العالم بوفاة ما لا يقل عن 1,320,561 شخصاً منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر وفقاً لتعداد لوكالة «فرانس برس»، الاثنين.
في ألمانيا، حيث يُسجّل ارتفاع كبير في عدد الإصابات منذ أسابيع عدة، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الألمان إلى تقليص التواصل مع آخرين إلى الحد الأدنى. وقالت: «الطريق أمامنا لا يزال طويلاً لكن النبأ السار هو أننا نجحنا في لجم النمو المطرد» للفيروس.
وفي بريطانيا حجر رئيس الوزراء بوريس جونسون نفسه، الأحد، بعدما اختلط بشخص مصاب بفيروس «كورونا» المستجد في وقت غير مؤاتٍ مع دخول مفاوضات ما بعد «البريكست» مع الاتحاد الأوروبي المرحلة الأخيرة. وأكد الاثنين، أنه «في وضع جيد وجسمي زاخر بالأجسام المضادة» الناجمة عن إصابته بشكل حاد من «كوفيد-19» قبل أشهر.
ومع نحو 52 ألف حالة وفاة تعتبر بريطانيا أكثر دول أوروبا تضرراً من الجائحة على صعيد عدد الضحايا.
وأعلنت السويد التي تنتهج استراتيجية أقل صرامة من معظم الدول الأوروبية، أنها ستحد التجمعات العامة بثمانية أشخاص كحد أقصى أمام ارتفاع عدد الإصابات في إجراء غير مسبوق في هذا البلد.
وفي النرويج حيث عدد الحالات منخفض نسبياً، أعلنت بلدية أوسلو، الاثنين، تشديد قواعد «العزل الاجتماعي» للمراهقين بسبب التفشي الكبير للفيروس. واعتباراً من، الثلاثاء، تحظر كل الأنشطة الترفيهية والرياضية للأشخاص بين 13 و19 عاماً في الأماكن المغلقة لأسبوعين.
وتبدأ النمسا، الثلاثاء، مرحلة إغلاق ثانية مع توقف المدارس وإغلاق المتاجر غير الأساسية ودعوة السكان إلى ملازمة منازلهم حتى السادس من كانون الأول/ديسمبر على الأقل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"