خمسون عاماً، مسيرة خيّرة بنّاءة، ترفل بها سلطنة عُمان الشقيقة، تحت ظل قيادة حكيمة متوازنة متّزنة بخطواتها وقراراتها، وعلاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء، ما أكسبها احترام العالم، وتوافد الزعماء والمسؤولين، عرباً وأجانب، للتشاور وتبادل الرأي، وطلب المساعدة.
ويحق لأهلنا وأشقائنا في عُمان أن يفخروا بنصف قرن من الإنجازات، طالت كل مناحي الحياة، وشملت شرائح المجتمع كافة، على كل شبر من ثرى عُمان، ويسعدوا بنهضة حضارية، شهد بها الجميع، حيث ينعم أبناؤها بقيادة حكيمة، منذ عهد الراحل السلطان قابوس بن سعيد، الذي أحبّ هذه الأرض الطيبة، وأبناء شعبه، وتمكن من حشد كل طاقات أبناء الوطن وتوجيهها لتحقيق نقلة نوعية في كل مجالات الحياة بأيدي العُمانيين ولخيرهم ومصلحة أبنائهم في الحاضر والمستقبل، فكانت العلاقة خاصة وعميقة بينه وبين أبناء وطنه بأجيالهم المتعاقبة، عُمانية المحتوى والجوهر والمعنى وهو ما يعبر عن نفسه دوماً في مختلف المجالات.
وبعد رحيله، رحمه الله، ورث هذا التميّز السلطان هيثم بن طارق، الذي سار على النهج نفسه، فكان خير سلف لخير خلف.
واستطاعت عُمان، الانتقال مما كانت عليه عام 1970، إلى آفاق القرن الحادي والعشرين، وإلى الإسهام النشط والإيجابي لمصلحة السلام والأمن والاستقرار لها ولكل دول وشعوب المنطقة من حولها، مرتكزة على إنجازات اقتصادية واجتماعية، وازدهار وتطور كبيرين لمستوى معيشة المواطن العُماني بكل جوانبها، فإن تحقيق ذلك كله، والاستمرار إنما هو ثمرة من ثمار الفكر المستنير لقادته.
أمّا ما يربط عُمان الشقيقة، بالإمارات، فهو تاريخ عميق متجذّر أسّس مداميكه الأولى المغفور لهما، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس، طيّب الله ثراهما.. ثمّ تعمّقت الجذور الأخوية، على عهد القيادة الرشيدة، لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، فأكمل الدرب، وزادت العلاقات عمقاً، حتى أضحى الشعبان قلباً واحداً.
يحتفل أشقاؤنا العُمانيون على امتداد أرض عُمان الأبية، وكلهم اعتزاز وثقة وإرادة مقرونة بالحب والدعوات والامتنان لقيادتهم الحكيمة، باذلين الغالي والنفيس للذود عن حياض الوطن والحفاظ على مكتسبات النهضة المباركة، ليحقق الوطن والمواطن ما يصبو إليه في الحاضر والمستقبل في الوقت الذي تواصل فيه مسيرة النهضة العُمانية الحديثة مسيرتها، نحو مستقبل مشرق لعُمان ولمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة وتطوير علاقاتها على نحو يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الأخرى.
[email protected]
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
