عادي

في ذكرى ميلاده..رحل «إمبراطور السينما المصرية» وإرثه الفني باقٍ

15:37 مساء
قراءة 3 دقائق
أحمد زكي

الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم
يصادف اليوم الأربعاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني، الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الفنان والقامة السينمائية الباسقة أحمد زكي، أحد أعمدة الفن في مصر والعالم العربي. 
في الثامن عشر من نوفمبر عام 1949، ولدت في مدينة الزقازيق المصرية أسطورةٌ وشخصية فريدة أبدعت طيلةَ مسيرتها الفنية، وقدّمت الكثير من العطاء، فاستحق الراحلُ جماهيرياً لقبَي «إمبراطورِ السينما المصرية»، و«النمر الأسود».

** بداياته
انطلاقة أحمد زكي في مشواره الفني بدأت خلال أول ظهور له في مسرحية «حمادة ومها» عام 1967؛ حيث كان طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية آنذاك، وعُرف في ذلك الوقت بميله لتقليد الفنان الكبير محمود المليجي، وقد قادته هذه التجربة إلى ظهوره الأول على الشاشة الذهبية في فيلم «ولدي» عام 1972 مع الفنان الكبير فريد شوقي.
تخرج بعد ذلك في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973 بتقدير امتياز، وأثبت جدارته وتميُّزه من خلال مشاركته في نفس العام في المسرحية الأشهر «مدرسة المشاغبين»، ومن ثم الدور الذي قام به في فيلم «أبناء الصمت» عام 1974.

** نجاحات متتالية
 كان أول دور بطولة مُطلقة له برفقة سعاد حسني في فيلم شفيقة ومتولي عام 1978، وتوالت نجاحاته في أعماله الفنية الغزيرة، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، طائر على الطريق، عيون لا تنام، النمر الأسود، موعد على العشاء، وغيرها العديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهير والنقاد في آنٍ معاً.
زاد من نجوميِّة أحمد زكي وجماهيريَّتِه، الدور الذي قام به في المسرحية الكوميدية الشهيرة «العيال كبرت» عام 1979، ثم انتقاله إلى التمثيل التلفزيوني مؤدياً دور عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل «الأيام».

** ابن الطبقات الفقيرة
أبدع الراحل في تجسيد شخصياتٍ من مختلف الطبقات، وتألق بشكل خاص في الشخصيات المنتمية للطبقات الفقيرة؛ البعيدة عن شخصية الأفندي أو الباشا، وفي ذات الوقت نجح في تولي أدوار كبار الشخصيات، مثل شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم «ناصر 56»، وكذلك شخصية الرئيس محمد أنور السادات في فيلم «أيام السادات».
نال أحمد زكي جائزته الأولى عن فيلم «طائر على الطريق»، وراح في كل مرة يقدم وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل، كما جسد باقتدار شخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم «حليم».
عمل الفنان الراحل مع أبرز مخرجي السينما المصرية، خصوصاً مخرجي الواقعية الجديدة، مثل عاطف الطيب في فيلم «البريء والهروب»، ومحمد خان في فيلم «موعد على العشاء»، كما اختاره المخرج يوسف شاهين لفيلم «إسكندرية.. ليه؟»، وعمل أيضاً مع إيناس الدغيدي في فيلمَي «امرأة واحدة لا تكفي»، و«إستاكوزا».

** معاناة عميقة
الإبداع والإرث الفني الكبير الذي تركه أحمد زكي، يخبئان خلفهما قصص معاناة عميقة قاساها الفنان على المستوى الشخصي، فقد خسر والده في سنٍّ مبكرة، قبل أن تتركه والدتهُ وحيداً في مواجهة معترك الحياة وهو لا يزال غضَّاً.
ورغم كل ما عاناه، عُرف الفنان الراحل بدأبه على الهروب من التعاسة إلى البهجة، ومن القسوة إلى الاحتواء، وأحبَّ الدنيا التي طالما أدارت له ظهرها.
أحبَّ أحمد زكي الممثلة الراحلة هالة فؤاد وتزوجها، وأنجبا ابنهما الوحيد «هيثم»، ولكنهما انفصلا قبل وفاتها، ويقول بعض أصدقاء الفنان الراحل إنه اعترف لهم قبل وفاته بأنه ظلم زوجته؛ لذا قرر ألا يتزوج بعدها؛ لأنه أحبها حدَّ الجنون.

** الرحيل الأخير
رحل «الإمبراطور» وهو لا يمتلك سوى 130 جنيهاً، بحسب ما يؤكد المقربون منه، إذ تصدَّق بمعظم أجره عن فيلم «العندليب» لعلاج فنان شاب أصيب بنفس المرض الذي عاناه أحمد زكي «سرطان الرئة»، وأوصى ابنه «هيثم» بأن يعتمد على نفسه.
غادر أحمد زكي عالمنا في السابع والعشرين من مارس عام 2005 وهو في قمة العطاء «55 عاماً»؛ بعد عقود طويلة في خدمة الفن، رحلَ «النمر الأسود»، ولكن إرثه الفني الغزيرٍٍ باقٍٍٍٍ إلى الأبد.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"