عادي

دكّان «الفريج»..تكافل وتلبية للاحتياجات

22:58 مساء
قراءة دقيقتين
الفريج


كانت مهنة البقال لا تقتصر على بيع المواد الغذائية والاحتياجات اليومية؛ بل تعدت ذلك لتكون ذات بُعد تضامني في الأزمات المالية، وتحوّل الدكان إلى مكان يلتقي فيه الرجال والأطفال.
ولأن الحياة كانت بسيطة في الإمارات قديماً، فإن «الفريج»؛ أي الحي، كانت يتضمن دكاناً واحداً أو اثنين، وكان الدكان يوفر الاحتياجات المنزلية اليومية، كما هو المركز التجاري اليوم، فيضم أهم المواد الغذائية وعلى رأسها المجففة والمعلبة، إضافة إلى مواد أخرى مثل الأرز والقمح والشعير والتمر الهندي، والبهارات والقهوة وبعض المشروبات، كما يعرض بعض ماء الورد والحنة، وما يتعلق بالإضاءة مثل «فتيل» والفنر والجاز، وكانت تلك البضائع وغيرها تصل من التجار الذين استوردوها أو جلبوها من العراق وإيران والهند في الأغلب. 
وتشير بعض المصادر إلى أنه في خمسينات القرن الماضي بدأت بعض المنتجات المعلبة ترد إلى الإمارات مثل الزيت النباتي، وبعض المشروبات الغازية، وعلب معجون الطماطم.
وكان البقال يبيع ما يَرده من تجار الجملة بالأوقية أو الرطل بعدما يشتريه بأكياس الخيش الكبيرة، وكانت مهمته توفير المواد الغذائية وغيرها لأصحاب الدخل المحدود من أسر «الفريج» الذين لا يستطيعون أن يخزنوا كميات من تلك المواد في منازلهم، وهو بذلك كان في كثير من الأحيان يقبل بالسلف ويدوّن ما اشترته الأسر في دفتر الديون ليسددوا ثمنه لاحقاً حين تيسر الحال.
وهذه العلاقة بين صاحب الدكان وأسر «الفريج» كانت تنطوي على علاقات اجتماعية، فالبائع هو واحد من أهل «الفريج»، يجتمع عنده الرجال وبعض الأبناء أمام الدكان لتبادل الأحاديث، في حين يمارس هو عمله المعتاد، ولذلك فغالباً ما كانت هناك «دكة» أو مقاعد خشبية أمام الدكان وكأنها ملازمة لتصميمه، الذي كان دائماً يُبنى من الطين، بينما يُعمّر سقفه بجذوع النخيل أو الخشب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"