عادي

متحـف جـابر أندرسـون.. نافـذة على آثار إسلامية نادرة

23:15 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
1

القاهرة: «الخليج»
يعد متحف جابر أندرسون الموجود في «بيت الكريتلية» بحي السيدة زينب، من أهم المتاحف الخاصة التي أقيمت في القرن العشرين؛ نظراً لما يضمه من آثار إسلامية نادرة تنتمي إلى العصر المملوكي والعصر العثماني، إضافة إلى فخامة المبنى وجمالياته المعمارية.
يتكون المتحف من بيتين؛ هما: بيت محمد بن الحاج سالم، وبيت آمنة بن سالم، ويربط بينهما ممر صغير، ويجاور المتحف مسجد أحمد بن طولون.
تقول ميرفت سليم مدير المتحف: يرجع تاريخ إنشاء البيتين إلى القرن السادس عشر الميلادي؛ أي في العصر المملوكي وبدايات العصر العثماني، ويتميزان بجمال العمارة وسعتها؛ حيث يتكون المنزل الأول الذي كانت تمتلكه آمنة بنت سالم من 17 قاعة، إضافة إلى المدخل، كما توجد بالمنزل أماكن للسقيا وأماكن لطهي الطعام. كما توجد قاعة للولادة، وكانت تفد إليها نساء المنطقة، مع العلم أن جابر أندرسون الذي اشترى البيت كان طبيباً في الجيش الإنجليزي، ثم أحيل على التقاعد، وكان عاشقاً للآثار، وظل يقيم في هذا المنزل لأربع سنوات بدأت عام 1938 وحتى 1945، وخلال هذه الإقامة جمع مجموعة من الآثار النادرة من الصين والهند وإيران ودول القوقاز وآسيا الصغرى وأوروبا، ومنحه الملك فاروق لقب الباشاوية عام 1943.
زخارف ونقوش
من أشهر قاعات المتحف القاعة الدمشقية، التي اكتست جدرانها وسقفها بالخشب الذي أُتي به خصيصاً من سوريا، وهذه الجدران مملوءة بالزخارف والنقوش النباتية والهندسية، وتزينها أيضاً أبيات من «قصيدة البردة» للإمام البوصيري في مدح الرسول  صلى الله عليه وسلم ، وهناك القاعة التركية التي تتميز بجمال آثارها، ويوجد بها صالون خشبي كانت تملكه أسرة محمد علي، إضافة إلى كرسي العرش الذي جلس عليه الخديوي إسماعيل عند تنصيبه للحكم في مصر. أما قاعة السلاملك الخاصة بالرجال فتتكون من إيوانين وهي مفروشة بالوسائد والطقاطيق الخشبية ذات الزخارف المتعددة والجميلة والمطعمة بالصدف والعاج، كما توجد بالقاعة مجموعة من الصناديق الخشبية المزخرفة والمطعمة بالعاج، وصممت قاعة الحرملك والخاصة بالنساء، على طراز خاص؛ فنوافذه تطل على فناء البيت من خلال مشربيات صنعت من الأرابيسك، واستخدم أندرسون هذه الغرفة حين سكن البيت.
وتؤكد مي محمد مفتشة آثار منطقة بن طولون الأثرية، أن المتحف يضم مجموعة من المقتنيات الأثرية المهمة ومنها سيف بنصل طويل وبزخارف نباتية، يرجع تاريخه إلى العصر الأموي، ويوجد به أيضاً غدارتان صنعتا من الحديد المكفت بالذهب والفضة، وتمت زخرفتهما بزخارف نباتية، كما يوجد بالمتحف عدد من الأواني الزجاجية المحلاة بالذهب والفضة والتي يرجع تاريخها إلى العصرين المملوكي والعثماني.
وتضيف: يضم المتحف كذلك مجموعة من التحف الأثرية التي جمعها أندرسون من كثير من دول العالم، فهذا الرجل لم يدخر جهداً في تنظيم البيتين ولم يبخل بإنفاق المال على شراء الأثاث والتحف من البيوت الأثرية في مصر وغيرها من القطع الفنية التي تنتمي إلى العصور الإسلامية المختلفة ومعها قطع فنية من الصين وإيران والشرق الأقصى، وأوصى أندرسون بتحويل المنزل إلى متحف بعد وفاته، وهذا ما قامت به مصلحة الآثار العربية والتي جعلت منه متحفاً يحمل اسم جابر أندرسون عام 1945. كما يضم المتحف بعض المتعلقات الشخصية لأندرسون ورسائله، ورسوماته التي رسمها في مناطق مختلفة من العالم؛ إذ كان يهوى السفر والرسوم كما توجد بعض اللوحات لفنانين عالميين اشتراها لتكون من مقتنياته.
وتدور حول المنزل بعض القصص والأساطير ومنها أن البئر الموجودة وهي بئر الوطاويط لو نظر العشاق فيها وتمنى رؤية حبيبته انعكست صورة المحبوب على المياه داخل البئر، ومن الأساطير التي نسجت حول البيت أن هناك أرواحاً طيبة تسكنه. ونال هذا البيت شهرة عالمية؛ إذ صورت فيه بعض الأفلام السينمائية العالمية، ومنها أحد أفلام «جيمس بوند» عام 1977، وفيه تم تصوير عدد من الأفلام المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ مثل «السكرية» و«قصر الشوق» إضافة إلى عدد آخر من الأفلام التي تناولت أحداثاً تاريخية مرت بمصر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"