عادي

«قهوة نامه».. سرد برائحة نفاذة

22:50 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: علاء الدين محمود

يجمع الكاتب والشاعر السعودي عبدالله الناصر، في كتابه «قهوة نامه»، الصادر عن دار روايات 2019، بين حلاوة السرد وجمال الوصف ووفرة المعلومات، فهو يقتحم عالم القهوة وحضورها القوي في المشهدين العربي والعالمي، عبر كتابة متحررة من قيود التنميط الأدبي، فقد استطاع أن يحيك تفاصيل عمل يتشكل من السرد الروائي والاستقصاء البحثي، وكأنه استلهم من طقوس القهوة نفسها ميزة النكهات المختلفة الناتجة عن رائحتها هي، ورائحة الهيل والزنجبيل، وغير ذلك من توابل القهوة، فقد رش على العمل عطوراً وروائح متباينة شكلت نسيجاً سردياً ممتعاً، وربما ما كان لشرطي التشويق والمتعة أن يتوفرا، لو أن الكاتب اكتفى بالأسلوب العلمي البحثي فقط.

وخلال العمل يدعو الكاتب محبي القهوة في كل مكان، إلى القيام برحلة تستكشف عوالمها، ليسطروا روايتهم الخاصة معها، فالقهوة كنز من الأسرار تنتظر من يكتشفها، وهو الأمر الذي أقدم عليه الكاتب نفسه عندما قطع مسافات وبحوراً ليتعرف إلى القهوة وطقوسها في مختلف أنحاء العالم، ويطلع على تاريخ ذلك المشروب الغامض، فكان أن زار أرشيف المكتبات الغربية، وطالع وثائق مختصة بالقهوة، وتعرف إلى طرائق فريدة في إعدادها في أمريكا اللاتينية والعالم العربي، وتقصى حول بعض تفاصيل تاريخها المسكوت عنه، فقد أقدم الكاتب على تلك المغامرة، ليفكك كل عوالمها ويحيط بها في رحلة لن تكون القهوة فيها هدفاً في حد ذاته، بقدر ما هي محاولة اكتشاف العالم عبر ذلك المشروب العجيب.

وقد وجد الكتاب صدى كبيراً لدى القراء العرب في المواقع القرائية المتخصصة، حيث تباروا في الإشادة به، خاصة أسلوب الكاتب.

«قوة الوصف».. هكذا وضع أحد القراء يده على مواضع القوة والجمال في الكتاب، عندما قال: «لقد قدم لنا الكاتب صوراً حافلة بالجمال، ومشاهد ممتعة، وجعلنا نتسكع معه في المتاحف العالمية، وطرقات بيوت القهوة التاريخية في الحجاز، والقاهرة، ودمشق، وإسطنبول، وفيينا، ولندن وباريس، وبرلين، وغيرها من عواصم العالم التي زارها مقتفياً أثر القهوة»، في ما يرى آخر أن الكتاب اتسم بالثراء المعرفي والجمال، ويقول: «على الرغم من أنه بحث في تاريخ القهوة، فإنه جاء محتشداً بالرؤى الفكرية والفلسفية، وبالسرد الأدبي، وبالتالي فهو كتاب شامل وثري» 

«غواية»، بتلك الكلمة أوضح أحد القراء الأثر الذي يُحدثه الكتاب في قرائه، ويقول: «الكتاب نفسه عبارة عن إبريق قهوة جيدة الصنع، فما تفتح صفحاته حتى تهب عليك رائحتها القوية النفاذة وتحاصرك تماماً، وهذا يشير إلى نجاح الكاتب في إشراك المتلقي في حبه للمشروب، وفي مغامراته معه، فالقارئ يصاب بحب القهوة، ويصاب كذلك بأسلوب الكاتب وسرده المدهش».

وترى قارئة أن الكتاب جمع عدداً من الحكايات الجميلة عن القهوة، ضمنها الكاتب داخل حكايته، وتقول: «حشد من القصص الرائعة التي تكشف لنا مكانة القهوة عند الشعوب في التاريخ وحتى عصرنا الراهن، وترينا كيف أن بعض الأمم كانت تعد القهوة كمشروب سحري غامض قادم من عوالم خفية؛ لذلك تمت محاربتها في العديد من الثقافات».

ويرى قارئ آخر أن الفائدة الحقيقية في الكتاب تتمثل في الجهد البحثي المبذول فيه، ويقول: «لم يترك الكتاب شاردة ولا واردة عن القهوة إلا وقد جمعها بين طياته، وحتى البداية، كان اللافت فيها عثور الكاتب على وثيقة عن القهوة، وهي التي صنعت تفاصيل هذا العمل المميز».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"