عادي

المخطــوط العربــي.. الأقــدم فــي التاريخ

23:12 مساء
قراءة دقيقة واحدة
3

يذهب د. كرم حلمي فرحات في كتابه «المخطوط العربي أدوات التحقيق والدراسة والنشر» إلى أن المخطوط العربي أقدم مخطوطات العالم عمراً؛ حيث إن جذوره تضرب في أعماق التاريخ، وفروعه تمتد بها الحياة إلى مشارف العصر الحديث.

إنه العمق الزماني للمخطوطات العربية، ويصاحبه البعد المكاني الذي سببه ارتباط اللغة العربية بالقرآن، ففي كل بقعة من بقاع الأرض بلغتها الدعوة، كانت اللغة العربية في ركاب تلك الدعوة؛ ولذا انتشرت بين كل الشعوب التي اعتنقت الإسلام، ويضاف إلى البعد الزماني والمكاني بعد آخر هو البعد الحضاري، وهذه الأبعاد الثلاثة جعلت التراث العربي المخطوط أطول عمراً وأضخم عدداً وأشد تنوعاً وأقوى انتشاراً وأكثر أصالة من التراث المخطوط لأي أمة أخرى، وأضفت عليه قيمة لا نظير لها.

يوضح المؤلف أن التراث العربي هو الذاكرة الحية لأمة امتد تاريخها لما يزيد على 15 قرناً من الزمان، ووضعت أقدامها في مشارق الأرض ومغاربها، وأمدت الحضارة الإنسانية بزاد ثري في مختلف فروع المعرفة، وتفرد تراثها بعلوم لم يسبقوا إليها ولم يلحقوا فيها وهي علوم اللغة والأدب والدين؛ لأنهم أهل هذه اللغة ومبدعو هذا الأدب.

مع ذلك لا تزال مكتبات المسلمين تحوي الكثير من كتب التراث والمخطوطات التي تركها الأجداد، ونظراً لأهمية التراث المخطوط فقد تنبه المسؤولون في البلاد العربية فأنشأوا مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية باسم معهد إحياء المخطوطات، مهمة هذه المؤسسة حفظ هذا التراث من الضياع، ونقل صورة من المخطوطات التي خرجت من أيدينا إلى البلاد الأجنبية، وحفظها في خزائن المعهد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"