هــل عنـد كنظام لإدارة الأفكار؟

23:48 مساء
قراءة دقيقتين

في كتابها الذي حمل عنوان «ماكينة الأفكار، كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعياً؟»، قالت ناديا شنتزلر: «اختيار الأفكار ليس مسابقة للجمال». هذه الجملة أجدها بليغة وتلامس الكثير من الجوانب في مجال إنتاج الأفكار المبتكرة الواعدة والملهمة. لذا أجد أنه من الأهمية وضع برنامج محدد وواضح لإدارة هذه الأفكار، وأقصد نظاماً يهتم بجوانب متعددة، مثل كيف يتم توليد الفكرة؟، كيف تتم ترجمتها على أرض الواقع؟، كيف يتم تقديمها للنقاش والحوار؟، ثم كيف يتم الحكم عليها؟.
الموضوع لا يتعلق بأن يقف مدير إدارة أو رئيس هيئة ما، ويتحدث لموظفيه عن أهمية الأفكار في التطور وتسهيل الأعمال، بل أن يتم تأسيس نظام إداري وظيفته ومهمته التشجيع على توليد الأفكار ثم إدارتها، ويكون هذا جزءاً من منظومة إدارة العمل. الجانب الآخر المهم في هذا المجال، النقاش والحوار حول الفكرة المقدمة؛ لأن هناك تداخلاً للعاطفة، وفي بعض الأحيان يتم الحكم على الفكرة من خلال الشخصية التي قدمتها، بمعنى عندما يقدم موظف في الصف الثالث أو الرابع الفكرة، فإن الحكم بعدم فائدة الفكرة سيكون حاضراً بسبب وجود نظرة مسبقة تعتبر أن قدرات الموظف الذي قدمها متواضعة أو محدودة، وبالتالي لا يمكن أن يقدم فكرة مبتكرة مميزة تُسهم في تطور العمل وآلياته. والحال يختلف عندما يطرح موظف يحتل منصباً قيادياً أو بالقرب من الصفوف الأولى الفكرة، والتي قد تكون عادية أو مكررة أو بغير جدوى، ثم يستنزف الوقت والجهد لنقاشها والحوار حولها، وقد تقر ويتم اعتماد العمل بها. 
مبدأ الأفكار وتوليدها بعيد تماماً عن مثل هذه الحسابات، بل منظومة التفكير الإبداعي بعيدة عن هذه الآلية التي تؤدي إلى ابتعاد الكثير من الموظفين عن تقديم أي فكرة مميزة قد تخطر ببالهم وتمر على عقولهم. إحدى الصديقات كانت تتحدث عن بعض المشاكل اليومية في مقر عملها، ثم تضع الحلول والمقترحات، وعندما قمت بحثّها على تقديم هذه الأفكار لمديرها المباشر، حتى يتم تلافي الخلل، قالت: «لا أريد إزعاجاً ومشاكل واجتماعات، ثم في نهاية المطاف حتى إن طبقت أفكاري فإنه سيتم تجييرها لآخرين». 
نحن نسمع مثل هذا التبرير بين وقت وآخر. أعود للقول بأن وجود نظام للأفكار مقنن ومحدد وواضح لجميع الموظفين وسيلة مهمة ولا غنى عنها لأية إدارة أو قطاع ينشد التطور والتقدم.

[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"