إلى وزارة الثقافة والشباب

01:17 صباحا
قراءة دقيقتين

 

قبل مدة ليست بالقصيرة كتب أحد أدباء الدولة في أحد البرامج الإلكترونية سؤالاً موجهاً لوزارة الثقافة والشباب حول فحوى الخطة الاستراتيجية للوزارة والتي تم مناقشتها وإقرارها في مجلس الوزراء سنة 2019، وكان الرد أنها ستُنشر قريباً لكن ذلك القريب بقي بعيداً حتى تم التغيير الوزاري وتحول اسم الوزارة من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة إلى وزارة الثقافة والشباب، مع ضم بعض الجهات والهيئات تحت مظلتها، وقد طالب مجلس الوزراء الوزارة خلال اجتماعه في شهر أغسطس الماضي بخطة استراتيجية وطنية لقطاع الصناعات الثقافية الإبداعية.
حتى الآن لا يستطيع أي مثقف أو مبدع أو أديب أو فنان في أي مجال من مجالات الفنون أن يدعي بمعرفته بمحتوى خطط الوزارة الاستراتيجية في أي مجال كان سواء الثقافي أو الفني أو الإبداعي ما يختص منه بالكتاب أو الفنانين أو غيرها من مجالات الإبداع الإنساني، فالوزارة لم تعلن على الملأ أي خطة يمكننا متابعة عمل ومنهجية الوزارة من خلالها، وكأنها من الخطط الاستراتيجية السرية.
ولو زرنا موقع الوزارة الإلكتروني لوجدنا أن من الأهداف الاستراتيجية للوزارة تمكين القطاع الثقافي في الدولة وتعزيز مكانة الدولة على الخريطة الثقافية العالمية، ونمو وازدهار المساهمات الثقافية والابداعية في استدامة الاقتصاد المعرفي والحفاظ على الهوية الوطنية الثقافية وتحت المشروعات الثقافية الرئيسية التالي: «البردة - شهر القراءة - السجل الوطني للقطع الأثرية - المخيم الصيفي- يوم العلم» وكل ذلك إرث من النشاطات والمشروعات السابقة في الوزارة، ونجد من ضمن برامج الوزارة برنامج تنمية المهارات الإبداعية والبرنامج الوطني لدعم المبدعين.
وللإنصاف فهذا البرنامج أعلن عن مرحلته الثانية، وهو برنامج مهم يتوجه لدعم المبدعين في المرحلة الحالية والمتأثرين بالجائحة، لكن لو دققنا بشكل عام فإننا لن نجد الكثير والمهم في إنجازات الوزارة فخلوة الشعراء التي كانت في 2018 وإطلاق نادي شعراء الإمارات ليس له من صوت أو نشاط حتى الآن، والأنكى والأمرّ أن الوزارة قد غيرت من دور المراكز الثقافية التابعة لها في كل إمارة إلى مراكز للشباب، وهناك فرق كبير بين المسميين وما يرافقهما من خدمات، ولا نعرف سبباً مقنعاً في تعطيل دور تلك المراكز الثقافية التي كان من الأجدر دعمها والعمل على تطوير خدماتها ودورها في المجتمع، دون إنكار لدور مراكز الشباب والتي يمكن تبنيها أيضاً كخدمة جديدة تتوازى في خدمة المجتمع لقطاع معين من المجتمع.
ما نتأمله من الوزارة نتوقعه ونتطلع له كثير، لكننا لم نرَ شيئاً ملموساً نستطيع أن نعول عليه، فالوزارة حالياً تتذكر المبدعين بعد موتهم، وحتى في ذلك هي انتقائية فيمن تنعاه ومن تتغافل عنه.
ما يتمناه أهل الثقافة من الوزارة التي تحمل اسمهم، كثير. فهل تلامس الوزارة ولو قليلاً مما يتمنون من ثقافة تلهم العالم؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"