الإمارات.. موطن اقتصادي عالمي

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

سلطان حميد الجسمي

يشهد العالم بأسره اليوم، وقعة اقتصادية عالمية أطاحت بكثير من الدول والمؤسسات العالمية، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الإغلاق الذي شهده العالم خلال تفشي فيروس كورونا المستجد، منذ فبراير/ شباط 2020، وإلى يومنا هذا، حيث تشهد أغلب الدول إغلاقاً، وإجراءات صارمة من شأنها أن تخلّف ركوداً تاماً في السياحة والصناعة والتبادل التجاري، وبالرغم من ذلك فإن بعض الدول، أو قليلا من هذه الدول، حافظت على مكانتها الاقتصادية، كدولة الإمارات، التي كشفت النقاب عن الميزانية العامة للاتحاد ب58 مليار درهم رغم الجائحة، وذلك يرجع للاقتصاد القوي والمتكامل لدولة الإمارات.

لم يأت هذا الاقتصاد سدى، بل أتى عبر مسيرة دامت 49 عاماً، عندما وضع أول حجر للاقتصاد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي جعل من دولة الإمارات موطناً للاقتصاد العالمي باعتماده على تنوع المصادر لبناء اقتصاد دولة حديثة، وهذه النظرة الحكيمة، والوعي المبكر، جعلا من دولة الإمارات اليوم قدوة للعالم من حيث النهضة التي تشهدها في شتى المجالات، وما تشهده الدولة اليوم هو بذور الخير التي زرعها زايد الخير.

وعلى نهج زايد نجد القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تخطو خطى الدول المتقدمة، وهذا ما شهدته قمة قادة مجموعة العشرين «G 20» الافتراضية التي ترأستها المملكة العربية السعودية، على مدى يومين، فقد أكدت دولة الإمارات قوة مكانتها عالمياً، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله  أن «الجائحة التي يواجهها العالم اليوم أبرزت الدور الذي تقوم به مجموعة العشرين، منصة اقتصادية يتوحد حولها العالم لمواجهة التحديات المشتركة وتجاوزها، وتناقش عبرها سُبل اغتنام أهم الفرص المتاحة أمام الدول والحكومات والاستفادة منها لمستقبل أفضل للشعوب والعالم، فالخطر اليوم يستهدف الجميع في العالم من دون استثناء، والمصير أصبح واحداً ومشتركاً للإنسانية». 

وبالفعل، فإن العالم يواجه اليوم مخاوف وتهديدات شديدة من الجائحة التي تهدد الاقتصاد العالمي، وإن التكاتف والمصير الواحد الذي تناوله سموه قد أصبح ملحّاً ليتفادى العالم انهياراً اقتصادياً، تلحقه انهيارات أخرى، صحياً أو اجتماعياً، أو إنسانياً، وحكمة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات من توفير البيئة المحفزة والمناسبة للاقتصاد والمبادرات العالمية والقطاعات الأخرى هي من المقومات التي اعتمدت عليها لبناء اقتصاد متين يستطيع مواجهة مخاطر المستقبل.

وتحظى دولة الإمارات اليوم باقتصاد قوي، مستقر، ومستدام، وهذا يرجع إلى مقومات عدة، من تنوع مصادر الدخل، فاليوم لا تعتمد دولة الإمارات كليّاً على النفط، على الرغم من أنها من الدول النفطية القوية في مجموعة «أوبك»، حيث إن الإنتاج من النفط والغاز لا يتجاوز 25% من إجمالي الناتج المحلي، في مقابل القطاعات الأخرى التي تشكل المساهمة الأكبر، إلى غير ذلك من المقومات التي جعلت من دولة الإمارات موطناً للاقتصاد العالمي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"