عادي

بايدن: الولايات المتحدة «جاهزة لقيادة العالم»

10:42 صباحا
قراءة 4 دقائق
بايدن

أكد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الثلاثاء، في ويلمينغتون أن الولايات المتحدة جاهزة لقيادة العالم، وذلك خلال تقديمه أعضاء الفريق الدبلوماسي والأمني في حكومته المقبلة.
وقال بايدن إن الفريق يعكس أن أمريكا عادت، وهي جاهزة لقيادة العالم وعدم الانسحاب منه، وأكد عزمه على مكافحة التبدل المناخي وذلك خلال تقديمه موفده الخاص القادم لشؤون المناخ جون كيري الذي سيتصدى لهذا «الخطر الوجودي».
وقال بايدن في ويلمينغتون بديلاوير «أود أن أكون واضحاً. لا أقلل للحظة واحدة من حجم الصعوبات أمام الوفاء بالتزاماتي الشجاعة بهدف مكافحة التبدل المناخي. ولكن في الوقت نفسه، ينبغي ألا يقلل أحد للحظة واحدة من عزمي على القيام بذلك».
من جانبه، دعا وزير الخارجية القادم أنتوني بلينكن إلى التعاون الدولي من أجل معالجة مشكلات العالم. وقال: «لا يمكننا بمفردنا أن نعالج مشكلات العالم، علينا أن نعمل مع الدول الاخرى»، مشدداً على الحاجة الى «التعاون» و«الشراكة».
فيما تحدثت السفيرة القادمة لدى الأمم المتحدة عن «عودة تعددية الأقطاب وعودة الدبلوماسية».

وبعد أسابيع من المقاومة، سمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتقال سلس للسلطة، بعدما أظهرت الشواهد خسارته، إضافة إلى دفع المقربين منه للاعتراف بالنتيجة والحفاظ على القيم الأمريكية. ورغم تنازل ترامب للمضي قدماً في عملية الانتقال، متيحاً لمنافسه الديمقراطي التمويل والإفادات، إلا أنه تعهد بعدم الاستسلام ومواصلة الجهود للطعن على نتائج الانتخابات.
إعلان ترامب جاء بعيد ساعات من انتكاسته في ولاية ميشيغن التي صادقت رسمياً على فوز منافسه الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات في هذه الولاية المتأرجحة. وبذلك يكون بايدن قد حصل على 306 أصوات مقابل 232 لترامب في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز بالانتخابات، وهو ما يزيد كثيراً على الأصوات اللازمة للفوز وعددها 270. كما تفوق بايدن في التصويت الشعبي بأكثر من ستة ملايين صوت.
على الجانب الآخر، فإن الرئيس المنتخب، الواثق من فوزه، بدأ بممارسة صلاحياته الرئاسية، وانطلق من نقطة اختيار أعضاء إدارته الذين يحملون توجهات تناقض سياسات ترامب التصادمية، دون انتظار الحصول على تمويل حكومي أو تسليم ترامب، بل وانفتح على الحلفاء الأوروبيين دافعاً باتّجاه علاقات جديدة مع الاتحاد الأوروبي، الذي عمل على توتيرها سلفه.
وأعطى إعلان ترامب، فريق بايدن هامش حركة أوسع في تعزيز سلطتهم على المؤسسات الأمريكية، فقد أجرى أول اتصال بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» قبل بدء إجراءات الفترة الانتقالية. ويأتي ذلك مباشرة بعد إبلاغ إدارة الخدمات العامة الأمريكية الرئيس المنتخب رسمياً بأنه سيتلقى الأموال اللازمة وفقاً للقانون لتسيير المرحلة الانتقالية، ما يعني أنها اعترفت أخيراً بفوزه بالانتخابات.
وفي وقت سابق، وجه ترامب، فريقه للتعاون مع بايدن خلال المرحلة الانتقالية، رغم خططه لمواصلة إقامة دعاوى قانونية. وأكد في تغريدة على «تويتر» أنه سيوصي رئيسة إدارة الخدمات العامة الأمريكية، إميلي ميرفي، «بالقيام بما يلزم فيما يتعلق بالانتقال الرسمي للسلطة».
وأضاف: «أود أن أشكر إميلي ميرفي في إدارة الخدمات العامة على تفانيها وولائها لبلدنا. لقد تعرضت للمضايقة والتهديد وسوء المعاملة. ولا أريد أن أرى ذلك يحدث لها أو لعائلتها أو لموظفي الإدارة».
وتابع ترامب: «قضيتنا تمضي بقوة وسنواصل المعركة. أنا أؤمن أننا سننتصر، لكن لمصلحة بلادنا، أوصى بأن تقوم إميلي وفريقها بما يلزم عمله فيما يتعلق بالبروتوكولات الأولية وأبلغت فريقي بأن يقوم بالشيء ذاته».

وقبيل إعلان ترامب، اتجه بايدن إلى تأكيد فوزه بإجراء ترشيحات لأعضاء إدارته، فقد اختار أنتوني بلينكن لمنصب وزير الخارجية، وجيك سوليفان مستشاراً للأمن القومي، وأليساندرو مايوركاس وزيراً للأمن الداخلي، وأفريل هيانز مديرة للاستخبارات الوطنية، في حين تبدو المخضرمة ميشيل فلورنوي، التي شغلت وظائف عديدة في البنتاغون، المرشحة الأوفر حظاً لقيادة وزارة الدفاع، وجون كيري، السيناتور السابق والمرشح الرئاسي الديمقراطي لعام 2004، ليشغل منصب المبعوث الخاص بالمناخ، وليندا توماس-جرينفيلد سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
ويعتزم بايدن تسمية الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين وزيرة للخزانة، وفق ما أفاد مصدر قريب من فريق الرئيس الأمريكي المنتخب. ويلين التي كانت أول امرأة تتولى رئاسة البنك المركزي الأمريكي بين 2014 و2018 هي أيضاً خبيرة اقتصادية معروفة. وفي حال صادق مجلس الشيوخ على تسميتها ستكون أيضاً أول وزيرة للخزانة خلفاً لستيفن منوتشين. وُيعتبر وزير الخزانة أهم مسؤول في الإدارة الأمريكية بعد وزير الخارجية. ويرتدي هذا المنصب أهمية استثنائية في الظرف الراهن، لأنّ القوة الاقتصادية الأكبر في العالم تعاني للنهوض من تداعيات جائحة «كوفيد-19».
وفي خطوة نحو تغيير سياسات الهجرة المتشددة لترامب، اختار بايدن المحامي أليخاندرو مايوركاس، الذي ولد في كوبا، لرئاسة وزارة الأمن الداخلي، في حين أجرى بنفسه محادثات مع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وذلك في جولة اتصالات تندرج في إطار جهود يبذلها لإصلاح العلاقات المتوترة بين ضفتي الأطلسي.
وجاء في بيان أصدره مكتبه عقب اتصال مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنّ بايدن «أكّد التزامه ترسيخ العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإعادة تنشيطها».
وفي تباين واضح مع موقف ترامب الذي وصف الاتحاد الأوروبي بأنّه «خصم» واتّهمه باستغلال الولايات المتحدة في ملف التجارة، أعرب بايدن عن أمله بقيام «تعاون حول التحدّيات المشتركة» بين الجانبين.
وبدت فون دير لايين سعيدة ومتفائلة، في مؤشّر على ارتياح في العديد من العواصم الأوروبية لإمكان التوصّل لعلاقات متناغمة بعد أربع سنوات من النزاع والتوتّر خلال عهد ترامب.
وأبدت في تغريدة سعادتها للتحدّث مع بايدن، مضيفة «إنّها بداية جديدة للشراكة الدولية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة... العمل معاً يمكن أن يحدد الأجندة العالمية بناء على التعاون، وتعددية الأقطاب، والتضامن والقيم المشتركة».
بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: «لنُعِد بناء تحالف قوي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة»، وذلك عقب اتصال مع بايدن، دعا فيه الرئيس الأمريكي المنتخب إلى «اجتماع خاص في بروكسل العام المقبل» مع قادة الدول الـ27 الأعضاء في التكتل.
وسبق أن أجرى بايدن محادثات ثنائية مع عدد من المسؤولين الأوروبيين من بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذين قدموا له التهاني بالفوز على الرّغم من رفض ترامب على مدى ثلاثة أسابيع الإقرار بالخسارة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"