أوباما 2؟

23:52 مساء
قراءة دقيقتين

قال المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي رجح فوزه برئاسة الولايات المتحدة، إن ولايته الرئاسية لن تكون بمثابة ولاية ثالثة للرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، الذي كان بايدن نائباً له، لأننا، على ما قال، أمام عالم مختلف تماماً، خاصة أن الرئيس ترامب، غيّر المشهد، لأنه جعل أمريكا لوحدها وليس أمريكا أولاً.
أوضح بايدن أن خطته القادمة قائمة على إعادة الدور القيادي العالمي لأمريكا، التي يرى بأنها مستعدة للنهوض به، وأن فريق العمل الذي أعلن عن أسماء بعض أعضائه يجسد حقيقة أن أمريكا عادت ومستعدة لقيادة العالم، وليس الانسحاب منه.
لكن هل حقاً أن بايدن لن يكون أوباما الثاني، وهل سيستطيع فعلاً الخروج من عباءة أوباما الأول، ويصنع سياسة مختلفة، على الأقل في بعض جوانبها وتفاصيلها المهمة، وهو الذي عمل تحت رئاسته ثماني سنوات متواصلة، وكان شريكاً، بصورة أو بأخرى، في رسم السياسات واتخاذ القرارات التي طبعت ولايتي أوباما الاثنتين؟
أول إشارة يمكن أن يفهم منها عكس ذلك، هي الأسماء الأولى التي أعلن عنها الرئيس المنتخب لأعضاء فريق إدارته القادم، فغالبية هؤلاء، إن لم يكونوا كلهم، كانوا وجوهاً رئيسية في إدارة أوباما، وبينهم من تبوأ مواقع مفصلية فيها، كما هو الحال مع جون كيري، الذي اختاره بايدن مبعوثاً لشؤون المناخ، بوصفه أحد المهندسين البارزين لاتفاقية باريس للمناخ، التي انسحب منها ترامب، حيث شغل كيري منصب وزير الخارجية في إدارة أوباما في ولايتها الثانية.
كما أن أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن وزيراً للخارجية سبق أن شغل منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس ثم نائباً لمستشار الأمن القومي للرئيس، ليصبح في 2014 نائباً لوزير الخارجية، ما يعني أنه هو الآخر كان شريكاً في صوغ سياسة إدارة أوباما.
يمكن قول أشياء مشابهة، وإن بنسب متفاوتة، عن بقية الأسماء التي اختارها بايدن لتكون أركان فريقه، ما يطرح أسئلة جدية عما إذا كان الرئيس القادم وفريقه قادرين، بالفعل، على رسم سياسة مختلفة عن سياسة أوباما.
محقٌ بايدن في قوله إنه يستلم منصبه الرئاسي في عالم مختلف عن ذاك الذي كان فيه أوباما رئيساً، ويمكن أن تكون خبرة عمله نائباً لأوباما مفيدة بالفعل، لكن شريطة أن يعيد تقييم تلك التجربة من أوجهها المختلفة، ليرى فيها المآخذ على أداء رئيسه السابق، التي لمّح أوباما نفسه إلى بعضها في مذكراته التي صدرت مؤخراً.
هذا هو التحدي الأكبر أمام بايدن كي لا يكون أوباما 2.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"