عادي

أوروبا تخفف وأمريكا وكندا تشددان قيود احتواء «كورونا»

12:43 مساء
قراءة 4 دقائق
أوروبا تخفف وأمريكا وكندا تشددان قيود احتواء «كورونا»

باريس: «أ.ف.ب»
اتجهت عدد من الدول الأوروبية إلى تخفيف قيود احتواء فيروس «كورونا»، مع اقتراب عيد الميلاد. وأعلنت فرنسا عن تخفيف تدريجي للقيود المفروضة لاحتواء وباء «كوفيد ـ 19» مع تراجع عدد الإصابات، في استراتيجية تقوم على اتخاذ خطوات صغيرة اعتمدتها دول أوروبية أخرى مع اقتراب عيد الميلاد، فيما يواصل الوضع الصحي تحسنه في فرنسا، وسيرفع الإغلاق في 15 ديسمبر/كانون الأول، ليحل محله حظر تجول على مستوى البلاد من الساعة التاسعة مساء حتى السابعة صباحاً مع استثناء ليلتي الميلاد ورأس السنة (24 و31 ديسمبر/كانون الأول)، حيث ستكون حركة التنقل متاحة، وفق ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، في خطاب.
وستتمكن المتاجر الصغيرة من إعادة فتح أبوابها اعتباراً من السبت، مثل المكتبات ومحلات الملابس. وسيسمح بالتنقلات ضمن نطاق 20 كيلومتراً وعلى مدى ثلاث ساعات، بدلاً من كيلومتر واحد ولمدة ساعة، كما كان سارياً.
وفي المقابل يتعين أن تبقى الحانات والمطاعم مغلقة حتى 20 يناير/كانون الثاني على أقرب تقدير.
وفي الولايات المتحدة، قررت السلطات في لوس أنجلوس أكبر مدن ولاية كاليفورنيا، إغلاق المطاعم والحانات اعتباراً من مساء الأربعاء، لثلاثة أسابيع على الأقل ولن يسمح إلا بخدمة بيع الوجبات الجاهزة وتوصيلها إلى خارج المؤسسات.
وتسجل كاليفورنيا حالياً مستويات قياسية من الإصابات بفيروس «كورونا»، ومع اقتراب عيد «الشكر»، الخميس، دعا وزير الصحة في الولاية مارك غالي، المواطنين إلى تجنب التجمعات العائلية الكبرى. وقال: «من المهم أن نرفض، حتى حين يتعلق الأمر بأكثر الأشخاص قرباً من عائلتنا».
ودعت السلطات الصحية في واشنطن للمرة الأولى، الأمريكيين إلى عدم السفر وعدم الانضمام إلى الأقرباء في هذه المناسبة السنوية المهمة في الولايات المتحدة.
ووجه حاكم ولاية كنتاكي إندي بيشير، نداء عبر محطة «سي إن إن» للتنبه إلى الوباء، داعياً إلى إجراءات أكثر تشدداً.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن الخطة اللوجستية الهائلة اللازمة لتوزيع ملايين الجرعات من لقاح تحالف «فايزر وبايونتيك»، باتت جاهزة. ويتوقعون توزيع 6,4 مليون جرعة فور تلقي موافقة وكالة «الأغذية والعقاقير الأمريكية» المرتقبة في أقل من ثلاثة أسابيع. 
شمالاً، تخضع تورنتو أكبر مدن كندا لإغلاق منذ الاثنين «لمدة 28 يوماً بسبب ارتفاع عدد الإصابات. وفي أوروبا الغربية، تعتمد عدة دول أيضاً استراتيجية فرنسا. وستعود إنجلترا بعد إغلاق مستمر منذ أربعة أسابيع، مطلع ديسمبر/كانون الأول، إلى استراتيجية تكيفها بحسب الوضع المحلي، مع إعادة فتح المتاجر غير الأساسية واستئناف «القداديس» والزيجات، على أن تترافق مع برنامج واسع لإجراء فحوص كشف.
أما الوافدون إلى إنجلترا والمضطرون أساساً إلى حجر أنفسهم 14 يوماً، فسيتمكنون اعتباراً من منتصف ديسمبر/كانون الأول، من خفض فترة العزل هذه في حال خضوعهم لفحص تأتي نتيجته سالبة بعد خمسة أيام من وصولهم.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: «عيد الميلاد هذا العام لن يكون عادياً والطريق لا تزال طويلة حتى الربيع».
لكن الحكومة قررت الثلاثاء، تخفيف بعض القيود قبل العيد وبعده بقليل، في بريطانيا. وستتمكن ثلاث عائلات مختلفة من أن تجتمع معاً في المكان نفسه لفترة خمسة أيام فقط كحد أقصى من 23 إلى 27 ديسمبر/كانون الأول، ولن تتمكن العائلات من التنقل في كل أنحاء البلاد.
وفي ألمانيا دعت مقاطعات، الثلاثاء، إلى حصر الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة في عشرة أشخاص كحد أقصى، ينتمون إلى أسر مختلفة. ولا يدخل الأطفال دون الرابعة عشرة في التعداد، فيما توصي المناطق المختلفة بحجر المشاركين قبل هذه الأعياد وبعدها.
ويرتقب أن تصادق المفوضية الأوروبية، الأربعاء، على عقد جديد مع شركة «موديرنا» الأمريكية للحصول على 160 مليون جرعة من لقاح «كوفيد ـ 19».
وهذا العقد سيكون السادس الذي يبرمه الاتحاد الأوروبي مع مختبر صيدلة لحجز جرعات من اللقاح بشكل مسبق. فقد سبق أن أبرم عقوداً مع مختبر «أسترازينيكا» السويدي البريطاني والأمريكي «جونسون آند جونسون» والفرنسي البريطاني «سانوفي جي إس كي» والأمريكي الألماني «فايزر وبايونتيك» والألماني «كيورفاك».
وتتوالى الإعلانات على جبهة اللقاحات، وكان آخرها إعلان روسيا، الثلاثاء، أن لقاح «سبوتنيك ـ في» الذي يطوره مركز «غاماليا» للأبحاث في موسكو، فعال بنسبة 95% في مكافحة الفيروس بحسب النتائج التمهيدية.
وأعلنت إسبانيا أنها ستبدأ حملة التلقيح في يناير/كانون الثاني، مع إعطاء الأولوية للمسنين في دور العجزة الأكثر تضرراً من الوباء، وكذلك لموظفي هذه الدور. أما في فرنسا، فالأولوية ستكون «للأشخاص الأكثر ضعفاً» بدون أن تكون إلزامية اعتباراً من نهاية ديسمبر/كانون الأول، ومطلع يناير/كانون الثاني، كما أعلن ماكرون.
وتعتزم النمسا التي تخضع لإغلاق أيضاً، أن تبدأ حملة التلقيح اعتباراً من يناير/كانون الثاني للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض؛ أي المتقاعدون والطواقم الطبية.
وفي فنلندا ستغلق العاصمة هلسنكي التي تواجه موجة «مقلقة» من الإصابات، قريباً، المدارس الثانوية والمكتبات وأحواض السباحة مع منع الفعاليات العامة.
وفي الصين ألغي أكثر من 500 رحلة جوية، الثلاثاء، من أكبر مطار في شانجهاي (شرق) عاصمة البلاد الاقتصادية بعد اكتشاف إصابات عدة لدى موظفي شركة شحن جوي.
وفي هندوراس، خلّف الوباء تداعيات كبرى على الأطفال والمراهقين، حيث غادر نحو مليون تلميذ المدرسة هذه السنة، بفعل تعليق الدروس والحجر المفروض لاحتواء الوباء بحسب منظمة غير حكومية.
وتسبب فيروس «كورونا» المستجد في وفاة نحو 1,4 مليون شخص في العالم، وإصابة أكثر من 59,2 مليون منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهوره أواخر ديسمبر/كانون الأول 2019.
والولايات المتحدة هي الأكثر تضرراً مع تسجيلها 259,641 وفاة تليها البرازيل (170,115) والهند (134,218) والمكسيك (101,926 وفاة).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"