عادي

أوروبا وعمالقة التقنية

23:00 مساء
قراءة دقيقتين
جوجل

كشفت وثيقة داخلية خطة شركة جوجل الأمريكية التكنولوجية الكبيرة لمواجهة مشاريع وضع ضوابط للمجال الرقمي في أوروبا وهي تعكس قلق الشركات العملاقة في هذا المجال من احتمال مراجعة نموذجها الاقتصادي.
وفي الخطة التي كشفتها مجلة «لوبوان» الفرنسية تسعى حملة جوجل إلى «تكثيف المعارضة ضد (تييري) بروتون» المفوض الأوروبي لشؤون السوق الداخلية الذي يقف وراء مشروع التشريع الأوروبي الذي يعرض في 9 ديسمبر ويهدف إلى تطويع الشركات الرقمية العملاقة.
وتناول بروتون الرئيس السابق لمجموعة «اتوس» للتكنولوجيا ووزير الاقتصاد الفرنسي السابق، هذه الخطة في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في اتصال هاتفي مع رئيس جوجل سوندار بيشاي الذي يبدو أنه اعتذر منه على ما تفيد مصادر المفوض الأوروبي.
وقال له تييري بروتون بحسب محضر الاتصال الذي وفرته اجهزته «سنسعى إلى جعل الاتحاد الأوروبي قادرا على تخفيف التصرفات غير الشريفة من قبل المنصات الكبيرة لكي لا تستفيد حفنة صغيرة من الشركات فقط من الانترنت».
ولا تخفي المفوضية الأوروبية عزمها على خلق منافسة أوروبية في وجه الشركات الأميركية الرائدة.
وكانت هذه الشركات تحظى بإشادات قبل سنوات بسبب ابتكاراتها الجديدة، إلا أنها تجد نفسها الآن أكثر فأكثر في قفص الاتهام بسبب استغلال موقعها المهيمن والتهرب الضريبي أو تشكيلها تهديدا لوسائل الاعلام والديموقراطية وغيرها من الأمور.
ويعتبر تنظيم القطاع الرقمي أولوية لرئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين، الذي من شأنه إزالة مجالات لا تخضع للقانون عبر الانترنت من خلال قمع خطاب الكراهية وحظر بيع المنتجات غير القانونية. ويهدف خصوصا إلى فرض قواعد غير مسبوقة على الشركات الكبرى فقط في هذا المجال تنظم استخدام البيانات وضبابية الخوارزميات المستخدمة أو ميلها إلى تشكيل مجموعات عملاقة.
وتكشف خطة جوجل أيضا عزمها على نيل دعم واشنطن وحلفائها في أوروبا إذ أن الشركات الأكبر في القطاع جميعها أميركية. وتنوي جوجل استغلال المفاوضات التي ستستمر سنتين بين المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي للتخفيف من صرامة النص النهائي.
وتستعد جمعية «كمبويتر أند كومينيكشنز إنداستري أسوسييشن» إحدى مجموعات الضغط في المجال الرقمي، للمعركة. وتحقق شركات المعروفة اختصارا بـ«غافام» (جوجل وابل وفيسبوك وأمازون ومايكروسفت) مردودا هائلا وهي من أعلى الشركات قيمة في العالم.
وتعتمد هذه الشركات على الابتكارات وتستحدث وظائف كثيرة. إلا أن جوجل وفيسبوك مستهدفتان بسبب نقص في الشفافية بشأن الاعلانات الموجهة. أما أمازون فمتهمة باستغلال بائعين يستخدمون منصتها. في المقابل تتهم آبل ومايكروسوفت باستغلال موقعهما المهمين في أنظمة التشغيل.
* فرانس برس

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"