عادي

في وداع مارادونا: ستبقى في قلب كرة القدم

21:56 مساء
قراءة 3 دقائق
maradona

«الخليج» - محمد الدسوقي
كان الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا لاعباً تثار حوله الكثير من التساؤلات حول مهاراته ورحلته وأخطائه ونزواته وتهوره، ولكن جميع من تابع كرة القدم في عصره أو ما بعد ذلك، أقروا أنه ضمن أفضل من لمسوا الساحرة المستديرة على مر العصور، ولكنهم أقروا أيضاً أن إدمانه للمخدرات لوث مسيرته وأضاعها.
ورحل عنا مارادونا، الأربعاء، بعد تعرضه لسكتة قلبية عن عمر ناهز 60 عاماً، ونعاه الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، قائلاً: «يعرب الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم من خلال رئيسه كلاوديو تابيا عن عميق الحزن والألم بعد رحيل أسطورتنا دييجو أرماندو مارادونا.. ستظل دائماً في قلوبنا».
ولد دييجو في 30 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1960 بمدينة لانوس بالأرجنتين، وعاش في حالة من الفقر بمدينة فييلا التابعة للعاصمة بوينس آيرس، ليبدأ مشواره الكروي في سن مبكرة، عندما اشترك في نادي ريد ستار الذي أسسه والده دييجو من أجل أطفال الحي الذي يسكن به.
ولفتت مهارة الأرجنتيني نادي ارجنتينيوس، وهو يبلغ من العمر 11 سنة، ليشكل ظهوره آنذاك في بلاده فرحة كبرى؛ حيث استطاعت الأرجنتين من خلاله أن ترد على منافستها في صدارة الكرة بأمريكا الجنوبية وخصوصاً مع جارتها البرازيل.
وكانت الفرحة الأولى لدييغو، عندما استدعاه المنتخب الأرجنتيني الأسبق سيزار مينوتي ليكون أحد أفراد التشكيل الوطني للمنتخب؛ لخوض نهائيات كأس العالم 1978، ولكن فرحته لم تكتمل بعدما استبعده مينوتي بعد ذلك بداعي صغر السن وقلة الخبرة، الأمر الذي ترك أثراً سلبياً في نفس مارادونا، وهو يشاهد مواطنه باساريللا وكيمبس إلى جانب بقية اللاعبين يحملون كأس العالم، وهو جالس يشاهد ذلك عبر شاشة التلفاز.
ليأتي بعد ذلك دور وسائل الإعلام؛ إذ اعتبرت مارادونا هو الرد الأرجنتيني على اللاعب البرازيلي بيليه الذي حقق نجاحات كثيرة آنذاك، على الرغم من أنه لم يستطع تحقيق الفوز بكأس العالم ثلاث مرات كما فعلها بيليه؛ لكن لا أحد يمكنه أن ينكر الدور الفاعل في المرة الوحيدة التي فاز بها بكأس العالم عام 1986 هذا إضافة إلى أنه استطاع تحقيق معجزة كروية مع فريق نابولي، والذي استطاع تحويله من فريق صغير إلى فريق آخر ينتمي إلى قائمة فرق الدرجة الأولى الإيطالية وإلى بطل وكأس إيطاليا وحمل معه كأس الاتحاد الأوروبي.
ولكن آنذاك أخذت مسيرة مارادونا منحنى آخر، عندما بدأ في تعاطي الكوكايين في منتصف الثمانينات في ذروة أيام لعبه، واستمر في إدمان المخدرات والكحول خلال العقدين التاليين؛ إذ بدأ تعاطيه للمخدرات في عام 1982، وتفيد التقارير بأنه ازداد سوءاً في عام 1984 عندما انتقل إلى نابولي.
وجاءت عقوبته الحقيقية الأولى في عام 1991، عندما منعه نابولي لمدة 15 شهراً، بعد أن ثبت تعاطيه الكوكايين، وفي وقت لاحق من العام نفسه، قبض عليه في بوينس آيرس؛ لحيازته نصف كيلوجرام من المادة ذاتها، وحكم عليه بالسجن 14 شهراً مع وقف التنفيذ.
وفي عام 1994، عاد مارادونا إلى الملعب مع المنتخب الأرجنتيني، وتصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم؛ للاحتفال بالصراخ الشهير الآن في عدسة الكاميرا بعد هدف ضد اليونان، ولكن انتهت بطولته في وقت مبكر، بعد طرده بعد أيام لاختباره إيجابية لخمسة أنواع مختلفة من مادة «الايفيدرين» المحظورة، وتم حظره لمدة 15 شهراً، منهياً مسيرته الدولية.
وانتقل إلى بوكا جونيورز في عام 1995، ولكن بعد عامين أخفق في اختبار المخدرات للمرة الثالثة في 6 أعوام، مما وضع نهاية لمسيرته الكروية رسمياً، وكل ما تم الكشف عنه بشأن هذا الاختبار هو «مادة محظورة».
وفي عام 2000، أصيب أسطورة كرة القدم بجرعة زائدة، وفي عام 2004 أصيب بنوبة قلبية، وبعد مرور عام، أجبر على إجراء جراحة المجازة المعدية، وفي عام 2007 عاد إلى المستشفى مرة أخرى، وهذه المرة مصاباً بالتهاب الكبد.
وأكد بعدها أنه توقف عن تعاطي المخدرات، وأخبر أحد الصحفيين في عام 2017، أنه لم يعد يتعاطى المخدرات منذ 13 عاماً، وأنه يشعر بأنه رائع، ولكنه كان يشرب الكحول منذ عام 2004، وعلى الرغم من ذلك، فإنه تصدر عناوين الصحف في كأس العالم 2018؛ بسبب تصرفاته الغريبة في عدد من مباريات الأرجنتين، وظهر شريط فيديو له وهو يشرب التكيلا على متن طائرة، وادعى أنه «شرب كل النبيذ» قبل فوزهم على نيجيريا.
وسجل مارادونا مع منتخب بلاده الأرجنتين 34 هدفاً في 91 مباراة، أما عن عدد أهداف مارادونا مع الأندية التي لعب لها، فقد سجل 312 هدفاً في 588 مباراة.
يشار إلى أن الأسطورة الأرجنتينية قبل وفاته، دخل المستشفى لإجراء عملية جراحية طارئة لإزالة جلطة دموية من دماغه، ليخرج بعد 8 أيام من دخوله.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"