بطلا «أم الدنيا»

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

عبدالله عبدالرحمن

* بحبر المحبة..ومداد المودة..ويراع الصدق..وقلم الفخار..لأجل مصرنا..مصر أزهرنا الشريف..مصر الكنانة..مصر العروبة..مصر الريادة الكروية العربية والسيادة الرياضية الإفريقية..لأجلها نسطر حروفنا..ولإنجازها نكتب سطورنا..هي كلمات يسيرات قليلات في حق «أم الدنيا» تتقاطر حباً وتفيض وفاء من إمارات الخير.

نحن موعودون أن نكون في السابع والعشرين من شهرنا الجاري على أعتاب حدث تاريخي وعلى مشارف نهائي استثنائي لبطلي مصر «الأهلي والزمالك» والوصول بأم الدنيا إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا..استثنائية الحدث القادم وتفرده هو في اللقاء المرتقب بين هذين القطبين على ثرى «مصرنا» لأول مرة في تاريخ المسابقة العريق.

* بطولات دوري أبطال إفريقيا لم تكن أبداً مستغربة أو يوماً عَصية على البطلين..فقد فاز بها الأهلي واكتنز منها ذهبياتها وكؤوسها 8 مرات، مع الوصول إلى نهائياتها 13 مرة مبهرة..وللزمالك فيها قصة عشق أخرى جميلة..فقد خطف منها عن استحقاق وبكل جدارة خمس بطولات غاليات، والوصول للنهائي 8 مرات مسعدات..هذا غير البطولات الإفريقية الأخرى التي تملأ خزائن الفريقين العظيمين منها.

* بدأ الأهلي العريق مسيرته المارثونية الناجحة المؤهلة إلى النهائي، من جنوب السودان إلى غينيا، مروراً بدوري المجموعات كثاني الصاعدين، ثم تجاوز بعدها محطة جنوب إفريقيا، ومن ثم وصوله المحطة قبل الأخيرة- المغرب- ليتخطاها بنجاح، وكذلك كان شأن الزمالك العتيد الذي استهل رحلته المكوكية المظفرة إلى الختامية التاريخية، من الصومال ثم السنغال إلى الكونغو، وصولاً إلى أنجولا ثم زامبيا، ثم إلى تونس فتجاوزها، ثم تخطى بعدها المغرب؛ ليضربا لأنفسهما موعداً أسطورياً في القاهرة.

فها هي مسيرتان- للفريقين- حافلتان بالإنجازات المبهجات والانتصارات المفرحات..ابتهج بها كل مصري..وسعِد وانتشى لها كل عربي «مصري الهوى».

*  أتمنى- من قلبي- أن يسعد مشجعو الفريقين بأن البطولة أضحت مصرية صرفة ذهبية خالصة لها مئة في المئة..والفرحة قد سرت وعمّت كل بيت وزقاق وشارع وحارة، حتى قبل بدايتها..والمأمول والمرجو من لاعبي الأهلي والزمالك إظهار الوجه المشرق للكرة المصرية والواجهة التنافسية العربية الإفريقية المشرفة، الموصلة إلى دروب المجد والعزة..أروا يا أبطال مصر جميع العرب والعالم أجمع من أنفسكم خيراً، من فن مهاراتكم فخراً..ومن علو كعبكم الكروي ذِكراً..ومن بديع أدائكم جمالاً..و «القلب يعشق كل جميل».

* ونحن يا أبطال مصر لو هززنا جمجمة الزمان الرياضي وقلبنا صفحات التاريخ الشرقي والغربي الكروي..لوجدنا أن الغايات الأصيلة والأهداف النبيلة في الرياضة عموماً وكرة القدم بالأخص، تتمثل في تكوين الجسم الصحيح السليم من العلل، وشغل النفس بما هو مفيد، والتنافس الشريف، مصحوباً بسمو الروح الرياضية وعلو الأخلاق الكروية، وممزوجاً بتميز «أندية القرن» ومقروناً بمهارات «مدارس الفن والهندسة».

وأنا أختم حروفي هذه، يتراءى ماثلاً أمامي استاد القاهرة، ويُخيل إليّ الأديب مصطفى صادق الرافعي يجلس بجواره الملحن صفر علي- رحمهما الله- وهما يرددان كلمات الرافعي الخالدات: «للعُلا أبناءَ مصر للعُلا... وبمصر شَرِّفوا المستقبلا».. كل التوفيق لفرقة الكاتبن محمد الشناوي الأهلاوي..ولزمرة الكابتن حازم إمام الزملكاوي..ومبروك مقدماً للفائز..وهنيئاً لأم الدنيا مصرنا أولاً وآخراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"