عادي

غابة من الضوء تصنع أشعة الليزر

20:04 مساء
قراءة دقيقتين
1

القاهرة: «الخليج»
بات من المألوف استخدام كلمة «الليزر» كاسم للجهاز الذي ينتج هذا النوع من الأشعة، ومن الناحية التاريخية يعتبر جهاز الليزر ثمرة «الميزر» وهو جهاز مماثل يستخدم أمواج الراديو بدلاً من أمواج الضوء المرئي، وفي عام 1916 أرسى العالم ألبرت اينشتاين المبادئ الضرورية للتطورات اللاحقة في فيزياء الليزر، وذلك في بحثه المنشور بعنوان: «الانبعاث المستحث» وقد بنيت أفكار أينشتاين على نتائج نظرية الكم، التي وضع أسسها العالم الألماني ماكس بلانك في عام 1900 والعالم الدانماركي نيلز بوهر في عام 1913.
أما أول «ميزر» بني بنجاح فكان على يد «تشارلز تاونز» ومساعديه في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1951 و1953 وقد نال «تاونز» بالاشتراك مع عالمين من الاتحاد السوفييتي جائزة نوبل عام 1964 عن أبحاثهم في هذا المجال، وفي صيف 1960 قام أحد العلماء ببناء أول ليزر بنجاح في مختبر إحدى شركات الطيران، ومنذ ذلك الحين أجريت أبحاث كثيرة لتطوير الليزر، وتعددت تطبيقاته في شتى نواحي الحياة، وأصبحت هذه الأجهزة واسعة الانتشار، من حيث استخدامها في مجالات كثيرة، ومن حيث أحجامها وأشكالها.
يوضح كتاب «أشعة الليزر واستخداماتها في الطب»، أن تلك الأشعة تنبعث من الذرات، ونشاهد هذه الظاهرة يومياً في مصابيح النيون والعلامات الضوئية، عندما ينبعث الضوء من ذرات النيون المثارة، وعادة ينبعث الضوء بطريقة عشوائية في كل الاتجاهات والأزمنة، وتكون النتيجة ضوءاً غير مترابط، وهذا تعبير علمي تقني يعني أن غابة من كمات الضوء (فوتونات) تتحرك في جميع الاتجاهات، وتكمن الحيلة في إنتاج الضوء المترابط، أي الذي له نفس الاتجاه والتردد تقريباً، وأشعة الليزر تعني حزمة متوازية من ضوء شديد مركز بالغ الترابط.
يشير الكتاب إلى أن أهم ما يميز شعاع الليزر هو شدة البريق والتركيز والنقاء اللوني؛ حيث إنه أحادي الطول الموجي، وقد يقع طوله الموجي في الطيف المرئي أو غير المرئي، وفي منطقتي الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية، ويكتسب الليزر خواصه من تضخيم عدد فوتونات الضوء المكونة لشعاعه وترابطها زمنياً وموضعياً، وبات أمراً مؤكداً أن أشعة الليزر لا تخلو من مخاطر، فشعاع الليزر ينتج عنه طاقة هائلة مع كثافة ضوئية عالية، وقد بدأ الاهتمام بمخاطر الليزر وعوامل الأمان عند استخدامه منذ عام 1965 عندما أصبح حقيقة، خصوصاً في مجال الطب.
وفي عام 1972 تكونت لجنتان في الولايات المتحدة بهدف وضع معايير أمان عند استخدام أشعة الليزر، وقد مثلت اللجنتين مجموعتين من علماء الصناعة وأساتذة الجامعة والخبراء الحكوميين العاملين في مجال الليزر، وتحدث المخاطر عند التعرض لأشعة الليزر ذات الشدة العالية ولزمن تعرض كاف لإتلاف الجلد وعين الإنسان، ولا يرجع إلى حالته الأولى بإزالة المصدر والسبب الأساسي للإتلاف الذي تعانيه الأنسجة هو نتيجة التأثير الحراري.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"