عادي

استراتيجية جيدة حفزتها الشيخوخة

22:44 مساء
قراءة دقيقتين
الشيخوخة في الصين

من المتوقع أن يصل عدد كبار السن في الصين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر، إلى 300 مليون شخص بحلول 2025. زيادة 10 ملايين سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة. وهو رقم أعلى بكثير من متوسط الزيادة السنوية البالغة 7 ملايين.
ونظراً لعدد السكان الكبير، فإن التركيبة السكانية المُسنَّة في الصين ستمثل ربع سكان العالم من كبار السن وخُمسي سكان آسيا من نفس التركيبة بحلول عام 2035.
ويمكن أن تمثل قضية الشيخوخة تحدياً كبيراً لتراكم الثروة الاجتماعية ونظام التقاعد والنمو الاقتصادي.
ومن منظور خدمات رعاية المسنين، سيزداد الطلب الاجتماعي مع دخول آباء الأسر ذات الطفل الواحد مرحلة الشيخوخة، لكن الوضع ليس في صالحهم؛ لأن نظام رعاية المسنين في الصين يتخلف عن الحاجة، ولا توجد مؤسسات ومنتجات كافية. وعندما ترتفع نسبة إعالة كبار السن إلى نقطة حرجة، فإن تأثيرها في النمو الاقتصادي المحتمل سيتحول من إيجابي إلى سلبي.
قامت الحكومة الصينية بزيادة الدعم المالي العام، ووسعت تغطية المعاشات الأساسية للتخفيف من مشاكل الإنفاق على الضمان الاجتماعي في بعض الأماكن. ومع ذلك ـ مع تزايد تحدي الشيخوخة ـ فإن زيادة الإنفاق على المعاشات التقاعدية ستتسارع لتقويض تراكم أموال هذه المعاشات على المدى الطويل.
تسعى الصين إلى تحقيق أرباحها الديموغرافية التي يمكن أن تخفض مخاطر شيخوخة السكان. وتم رفع المستوى التعليمي للشباب بشكل كبير، حيث تجاوز عدد الملتحقين بالتعليم العالي 40 مليون طالب. ومن المتوقع أن تصل القوى العاملة الحاصلة على شهادة جامعية، أو أعلى، إلى 300 مليون بحلول 2030، وهو ما يمثل ثلث السكان في سن العمل.
سينتهي حوالي 60 % من القوى العاملة؛ أي ما يعادل 500 مليون شاب، في الصين من دراستهم الجامعية أو العليا، بحلول عام 2050، وهذا يعني أن البلاد ستحتضن في المستقبل، أكبر قوة عاملة في العالم من أصحاب الكفاءات العالية.
ويمكن للثورة التكنولوجية أن تخلق فرصاً أيضاً، وتحسن نوعية العمالة، وتعزز القدرة التنافسية للصناعات التي تحركها المعرفة والابتكار. مع شيخوخة السكان، ستواصل الحكومة المركزية توسيع الاستثمار الصحي لضمان الأمن الطبي. وتجتذب صناعة الرعاية الصحية استثمارات متزايدة، مما يعود بالفائدة على صناعة المستحضرات الصيدلانية، والخدمات الطبية، والتأمين الصحي، وحماية البيئة، وسلامة الغذاء، والترفيه واللياقة البدنية، وغيرها من المجالات المتعلقة بالحياة الصحية. يمكن للتكنولوجيات الناشئة أيضاً، أن تحفز التحول السريع والارتقاء بالصناعة الصحية.
* جلوب ميد

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"