عادي

الشعر تـوأم الفلسفـة

23:46 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

حين يساق الكلام عن الفلسفة والشعر، لا يستطيع أحد أن يتغاضى عن المعركة، التي أشار إليها أفلاطون في الجمهورية؛ حيث حمل على الشعراء، وأجرى الكلام على لسان أستاذه «سقراط» فكان مما قاله إن المعركة قديمة، وكأنه بذلك يلتمس لنفسه العذر، فمعناه أنه لم يكن هو الذي بدأ المعركة، حتى لا يؤول كلامه تأويلاً سيئاً، حين يعلن أنه يجل الشعر الإجلال الذي يستحقه، فالشعر كان– قبل كل شيء– هو هوميروس، وسقراط– كغيره من أبناء أثينا– تعلم منه في طفولته، وفي شبابه، ولم يكن لديه سبيل إلى أن يقول شيئاً آخر.

ويرى د. لطفي عبد البديع في كتابه «ميتافيزيقا اللغة»: «إن لفظ الشعر كفيل بأن يضم بين أعطافه الفكر الذي يشبه الفكر الفلسفي من الكلام عن الإنسان ومصيره، والوجود والحياة والموت، ودورات الكون والصيرورة، وما يمدح به الإنسان وما يذم، وذكريات الماضي وآفاق المستقبل، وما يقع تحت بصر الشاعر من نبات وحيوان وحجر وشجر، ثم الصور اللغوية من استعارات وكنايات وتشبيهات، مع ما يقترن بذلك من تدقيق في المعاني، وقدرة على التقاط ما يناسب الكلام منها، وكان لهم في ذلك تاريخ طويل، يؤول إلى تراث عريق».

وتدور محاور هذا الكتاب حول اللغة التي يؤول إليها الشعر، كما تؤول إليها الفلسفة، فكلاهما نشاط لغوي، لكل منهما خصائصه في طريقه اللغوي، ومن ثم كان الوجود اللغوي هو المقدم على ما عداه، وهذا ما يعنيه المؤلف بميتافيزيقا اللغة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"