عادي

المفاوض الأوروبي يعود إلى لندن لجولة حاسمة من مفاوضات بريكست

19:46 مساء
قراءة 3 دقائق
ث

يتوجه المفاوض الرئيسي للاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه إلى لندن لاستئناف مفاوضات مباشرة صعبة مع المملكة المتحدة، حول مستقبل العلاقات التجارية بين الطرفين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي باتت الآن عند منعطف حاسم.
وأكد المفاوض الفرنسي خلال اجتماع صباحي مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي «لسنا بعيدين عن لحظة القبول بالاتفاق أو رفضه»، كما نقل عنه مشاركون قوله.
وقالت مصادر أوروبية عدة إن بارنييه شدد خلال الاجتماع على الموقف الذي أعلنت عنه الخميس رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أنه من المستحيل حالياً القول ما إذا كان الطرفان سينجحان في التوصل إلى اتفاق أو لا.
وفي مؤشر على تعب الدول الأعضاء وقلقها من الوضع، طالب سفراؤهم بـ«الإجماع» خلال الاجتماع بأن تنشر المفوضية الأوروبية «من دون تأخير التدابير الطارئة والمقترحات التشريعية» التي سيجري العمل بها في حال عدم التوصل لاتفاق، كما أوضح دبلوماسي أوروبي.
وترفض المفوضية حتى الآن الكشف عن تلك الوثائق في خطوة تهدف إلى عدم إرسال إشارات سلبية إلى البريطانيين.
لا يزال المفاوض البريطاني ديفيد فروست في الأثناء مقتنعاً بأن التوصل لاتفاق «يبقى ممكناً». وكتب في تغريدة «لكن حتى يكون الاتفاق ممكناً، ينبغي أن يحترم سيادة المملكة المتحدة بشكل كامل».
ولم يعد أمام لندن وبروكسل إلا وقت قليل، بل «بضعة أيام» وفق عدة مصادر، للتوافق على اتفاق يفترض أن يدخل حيز التنفيذ في 1 كانون الثاني/يناير المقبل، التاريخ الذي تتوقف فيه المملكة المتحدة عن تطبيق المعايير الأوروبية تماماً بعد خروجها الرسمي من الاتحاد في 31 كانون الثاني/يناير الماضي.
ويواجه الطرفان خطر صدمة اقتصادية جديدة في حال عدم التوصل لاتفاق، تضاف إلى الصدمة التي تسببت بها تداعيات وباء كوفيد-19.

«مقتنعون بقوتنا» 

ما يزيد الأمر تعقيداً، هو ضرورة مصادقة البرلمانين الأوروبي والبريطاني على أي اتفاق يجري التوصل إليه.
ويعتزم البرلمان الأوروبي تخصيص الأيام الأخيرة من شهر كانون الأول/ديسمبر للمصادقة، لكن مصادر عدة ترى أنه بدون نص نهائي بحلول الأسبوع المقبل، لن يكون ممكناً الالتزام بهذا الموعد.
تبقى المفاوضات التي انطلقت في آذار/مارس عالقة عند ثلاث نقاط: وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية، الضمانات التي يجب على البريطانيين تقديمها في مجال المنافسة، وطريقة معالجة الخلافات في أي اتفاق مقبل.
وقال بارنييه في تغريدة أعلن فيها توجهه إلى العاصمة البريطانية «نقاط الخلاف المهمة نفسها لا تزال قائمة».
ووضع المفاوض الأوروبي في الحجر منذ أسبوع بعد اكتشاف إصابة بكوفيد-19 في فريقه، ما أجبر المفاوضين على الاجتماع عبر الفيديو.
وقبل وصوله إلى المملكة المتحدة، على بارنييه إجراء محادثات مع وزراء الصيد البحري في الدول الثماني المعنية أكثر من غيرها في هذه المسألة الحساسة، بينها فرنسا وهولندا والدنمارك.
وذكر مصدر أوروبي «يعود بارنييه إلى لندن لأن مسألة الانسحاب من المفاوضات قبل أيام من الموعد النهائي غير مطروحة بالنسبة للأوروبيين، لكن ذلك لا يغير شيئاً طالما أن (رئيس الوزراء البريطاني بوريس) جونسون متشبث بموقفه».
وأضاف «لدى الأوروبيين شكوك برغبة جونسون بالتوصل لاتفاق». وردّ جونسون بالقول إن «إمكانية التوصل لاتفاق يحددها بشكل أساسي أصدقاؤنا وشركاؤنا الأوروبيون»، معتبراً أن بلده قادر على «الازدهار» حتى بدون اتفاق.
دعا الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون الأوروبيين الخميس إلى أن «يكونوا مقتنعين بقوتهم في هذه المفاوضات»، رغم ضيق الوقت.
وقال «نتجه دائماً للاعتقاد... بأننا ضعفاء، بأن علينا أن نقوم بمبادرات ونقدم تنازلات»، إلا «أننا سوق أكبر بثماني مرات من السوق البريطانية».
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"