ترجمة: هشام مدخنة
يمثل رجال الأعمال والمديرون التنفيذيون في مختلف قطاعات العمل والشركات الأمريكية، والعالمية، أسوأ مخاوف صناعة السفر التجارية المربحة، فهم معتادون على السفر بشكل متكرر لضرورات وظيفية، ومهنية. ولكن، وبعد مرور قرابة عام على انتشار الوباء، يعمل هؤلاء الأشخاص وآلاف غيرهم من المنزل ويتواصلون مع فرقهم من خلال مؤتمرات الفيديو، بدلاً من ركوب الطائرات. ولا يتوقع معظم أصحاب الأعمال السفر للعمل حتى منتصف العام المقبل.
ووفقاً لمجلس السفر والسياحة العالمي، يمثل السفر للعمل 21% من 8.9 تريليون دولار تم إنفاقها على السفر والسياحة العالميين في عام 2019.
ويمكن أن يسبب هذا الاتجاه مشكلة كبيرة للفنادق، وشركات الطيران، ومراكز المؤتمرات، وغيرها من الصناعات التي تعتمد بشكل كبير على المسافرين من رجال الأعمال. هذا ما كشفته جولة عالمية لـ«أسوشيتد برس»:
- دلتا إيرلاينز: يرى إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة «دلتا إيرلاينز»، أن السفر بغرض العمل قد يستقر في الوضع الطبيعي الجديد الذي يقل بنسبة 10% إلى 20%. وقال: «أعتقد أن سفر الشركات سيعود أسرع مما يتوقعه الناس. ولكن لا أعرف ما إذا كان سيعود إلى الوضع الطبيعي الكامل». وفي الوقت الحالي، انخفضت عائدات رحلات الأعمال في دلتا 85%.
- مجموعة «إم بي سي»: خفضت «إم بي سي» MBC، رحلات أعمال موظفيها بأكثر من 85%. وأعلنت المجموعة، أنه من غير المرجح أن يسافر الموظفون كثيراً فور انتهاء الأزمة الصحية. وقال المتحدث باسم MBC مازن حايك: «لقد نجحنا في تسليم المشاريع والتفاوض على الصفقات بشكل كبير، وكل ذلك كان عن بعد».
- أمازون: طلبت «أمازون» من موظفيها التوقف عن السفر في مارس/ آذار الماضي. وبناء عليه وفر عملاق التسوق عبر الإنترنت، وهو ثاني أكبر صاحب عمل في الولايات المتحدة مع أكثر من 1.1 مليون موظف، ما يقرب من مليار دولار من نفقات السفر حتى الآن، هذا العام.
- ساوث ويست إيرلاينز: اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة «ساوث ويست إيرلاينز»، جراي كيلي، أنه بينما انخفض إجمالي إيرادات الركاب 70%، فإن رحلات العمل التي تمثل عادة أكثر من ثلث حركة المرور في الشركة، اختفت بنسبة 90%. وقال: «أعتقد أن هذا النهج سيستمر فترة طويلة». معرباً عن ثقته الكبيرة جداً بالتعافي وتجاوز مستويات 2019، ولكن لا يعرف متى.
- وفقاً لسيندي إستيس جرين، الرئيس التنفيذي لشركة بيانات الضيافة «كاليبري لابز»، اعتمدت الفنادق الأمريكية في نصف إيراداتها في عام 2019 على سفر الأعمال، وتجاوزت النسبة 60% في المدن الكبرى، مثل واشنطن.
- وقال بيتر بيلوبابا، الذي يُدرس «إدارة الطيران» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «انخفض السفر بغرض العمل جزئياً، لأن بعض الناس يخشون السفر جواً في هذه الظروف من جهة، ولأن الشركات لا تريد تحمل المسؤولية في حال أصيب الموظفون بفيروس كورونا أثناء السفر للعمل من جهة ثانية».
- إكسون موبيل: قطعت شركة «إكسون موبيل» الأمريكية للنفط رحلات العمل منذ فبراير/ شباط الماضي، حتى قبل أن يظهر التأثير الكامل للوباء في الولايات المتحدة. وسجلت الشركة أيضاً خسائر كبيرة شأنها شأن كل شركات الطاقة بسبب انخفاض الطلب العالمي على النفط..
- السيارات الكهربائية «بوليستر»: في الشهر الماضي، اضطر الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الكهربائية «بوليستر»، توماس إنجينلاث، الخضوع لحجر صحي 14 يوماً، في الصين، بعد وصوله من السويد. وحاولت «بوليستر» تقييد السفر لأسباب تتعلق بالبيئة، لكن الوضع الراهن والحجر الصحي فرضا قيوداً إضافية على سفر موظفي الشركة.
- منصة «زووم»: كان تقليص رحلات سفر الأعمال بمثابة هبة كبيرة لشركات الفيديو والمؤتمرات الرقمية. وصرحت منصة «زووم» لاتصالات الفيديو، بأن أكثر من 370 ألف شركة تضم كل منها ما لا يقل عن 10 موظفين، استخدمت منصتها مع نهاية يوليو الماضي، أكثر من ثلاثة أضعاف العدد الذي كانت عليه في نهاية إبريل.
- بالنسبة لبعض العاملين، لا يمكن لعقد المؤتمرات عن بعد أن تحل محل التواجد شخصياً. واعتادت ريبيكا ليندلاند، مستشارة السيارات ومؤسسة شركة «ريبيكا درايفز»، على السفر 38 أسبوعاً كل عام لاختبارات القيادة وعروض السيارات. وهذا العام، لم تسافر منذ مارس، وحتى سبتمبر، وهي تفتقد السفر الجوي. لكنها بالمقابل واثقة من قدرتها على العودة إلى السماء بأمان.
- فنادق ماريوت: قدمت فنادق ماريوت، في أواخر الشهر الماضي، خيارات مرنة تستهدف المسافرين من رجال الأعمال بالتحديد، بما في ذلك الإقامة ليوم واحد مع تسجيل المغادرة مساءً.
- «سينثيا كاي» للإنتاج الإعلامي: غيرت بعض الشركات بالفعل من طريقة إنجازها للأعمال. فقد اعتادت سينثيا كاي، وهي شركة أمريكية للإنتاج الإعلامي، إرسال موظفيها إلى جميع أنحاء البلاد لإنشاء مقاطع فيديو لعملاء مثل سيمنز. وقالت سينثيا، رئيسة الشركة، إنه عندما توقف السفر في مارس، استثمرنا في برامج وأرسلنا أجهزة آيباد للعملاء لنتمكن من تدريبهم. بالنتيجة، لم تنخفض المبيعات سوى 20% فقط، رغم انخفاض إنفاقها على السفر 75%.
أنواع جديدة من الرحلات
يوافق سام كلارك، الأستاذ المساعد بجامعة سان ماركوس كاليفورنيا، على أن بعض الأحداث التي تتطلب حضوراً شخصياً، مثل المعارض التجارية، ستظل مهمة في المستقبل. لكنه يعتقد أن أنواعاً جديدة من رحلات العمل يمكن أن تظهر أيضاً. وقال، لقد ساعدت عمليات الإغلاق الموظفين على التكيف مع بيئات العمل المختلفة، لذلك يجب على الفنادق وشركات الطيران والسفن السياحية تعزيز اتصالها وتلبية احتياجات المسافرين.
