عادي

مصائر ومآلات متشظية في (الجنقو مسامير الأرض) لبركة ساكن

18:09 مساء
قراءة 3 دقائق
ندوة الثقافة والعلوم

دبي: «الخليج»
عقدت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع صالون المنتدى، جلسة حوارية لمناقشة رواية «الجنقو مسامير الأرض» للكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن، الذي شارك في حوارات الجلسة بحضور الكاتبة عائشة سلطان رئيسة اللجنة الثقافية عضو الندوة، والكاتب والمترجم عبده وزارن، والإعلامية بروين حبيب، د. نادية بوهناد، د. مريم الهاشمي، وأسماء صديق المطوع، وزينة الشامي، فتحية النمر، وجمهور من المهتمين والمعنيين.
أدارت الندوة عائشة سلطان، مشيرة إلى أن الرواية تتحدث عن الإنسان في فقره وألمه وقهره وظروف مواجهته للحياة وهو يبحث عن الحياة لينتزع حقه فيها.. ثم كيف يقف الإنسان مشتتاً متشظياً عندما تصل حمى المال إلى عقر داره ومكان رزقه.
وأشارت إلى عديد الروايات التي تناولها صالون القراءة وتهجس بالإنسان كـ «حدائق الرئيس» لمحسن الرملي؛ حيث الإنسان في أقصى درجات فقره وخوفه يقف في مواجهة أفعال السلطة البشعة، وفي «ألف شمس ساطعة» لخالد حسيني؛ حيث يواجه الإنسان وحش وبشاعة الحروب، وفي «حجر الصبر» لعتيق رحيمي؛ حيث كان الإنسان/المرأة في مواجهة القهر.. وفي «خرفان المولى» لياسمينة خضرا مروراً برواية «أولاد حارتنا» وغيرها.
وأكدت عائشة سلطان، أن بركة ساكن، يفح عيوننا على بشر مختلفين وتفاصيل مختلفة، ومصائر متباينة ومآلات يتدخل فيها البشر والاستعمار والجشع وقد منع تداولها في السودان تحت بند خدش الحياء العام.
وأضاءت زينة الشامي، على شخصية الكاتب عبد العزيز بركة ساكن، المعروف بغزارة إنتاجه في المسرح والقصة القصيرة والرواية وترجمت أعماله إلى لغات عدة، وفاز بجائزة الطيب صالح للرواية وجائزة بي بي سي للقصة القصيرة وجائزة المعهد العربي بباريس عن روايته الجنقو مسامير الأرض.
وذكر الكاتب عبد العزيز بركة، أنه في كتابته للرواية يستخدم تكنيك السيرة الذاتية، وأحياناً تكون هناك أسماء لبعض المقربين منه وذكر لاسمه نفسه، لكنه من واقع الخيال الشخصي في الكتابة، وهذا السرد مستخدم في فرنسا كثيراً، ويعتبر شكلاً قديماً من أشكال الكتابة، ولذلك يحدث خلط لدى القارئ بين كتابة الرواية والسيرة الذاتية.
وذكر عبده وازن، أن القارئ الفرنسي لم يواجه صعوبة في مفردات اللهجة السودانية في الرواية، وأكد أنه قرأ الرواية بالعربية والفرنسية ولم يجد صعوبة في المفردات الفرنسية وكانت بها سلاسة وسهولة؛ بل هناك صعوبة في المعجم الشارح لتلك المفردات، لكن هذا لا ينفي قوة النص العربي ومحافظته على جذوره ما يعكس وفاء الكاتب لمجتمعه. 
وعلقت فتحية النمر، بتأكيدها أن الرواية من أمتع النصوص وأكثرها ثراء وغنى وقد تجلى ذلك في المفردات التي تسمي الأشياء، وإن كانت خليطاً من (السودانية والإثيوبية والإريتيرية)، وألمحت إلى انصهار الثقافات في الرواية؛ حيث يسود التمازج والتناغم بينها.
وأشارت بروين حبيب، إلى عالم الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بوصفه عالماً شائكاً بدءاً بالعلاقات المعقدة للعثور على مترجم، كوننا لا نملك وكلاء يقومون بهذه المهمة، إلى تزكية العمل لدى ناشر أجنبي يغامر بإطلاق كاتب عربي غير معروف حتى في عالمنا العربي.
كما أشارت إلى حصول عبد العزيز بركة ساكن، على جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، هذه الجائزة التي منذ تأسيسها في 2009، وعلى الرغم من سمعتها الطيبة في الأوساط الأدبية العربية كلها، لكنها لم تَمنح الفائزين بها البريق الذي يستحقونه. 
وتوقفت حبيب عند النقلة المهمة التي لامست حياة الكاتب، وهي حين قرر المعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا إدخال الترجمة الألمانية لروايته «مخيلة الخندريس» في المناهج الدراسية، أما النقلة الأهم فكانت نيله مؤخراً لجائزة الأدب العربي التي يمنحها العالم العربي في باريس، وحصوله على جائزة الترجمة الكبرى عن الطبعة الفرنسية لروايته «الجنقو مسامير الأرض». 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"