الإمارات في عيدها

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

ليس بلا مغزى أن تتوجه الأنظار، حين يجري الحديث عن نجاح دولة في أن تؤسس نفسها مما قبل الدولة إلى دولة حديثة، عصرية، متطورة، إلى الإمارات، التي أعطت القدوة في هذا المجال، فخلال أقل من خمسة عقود استطاعت أن تكون عنواناً للنجاح والنهضة والتنمية وتحقيق الحياة الكريمة لأبنائها والمقيمين فيها.
بطبيعة الحال لم تنطلق الإمارات من الصفر، فتاريخ هذه البقعة من الجغرافيا العربية عرف إرهاصات للنهضة وطموحات جادة نحو المستقبل، جسّدها خير تجسيد، أفراد النخبة المتعلمة في مختلف إمارات الدولة، التي سعت بدأب، وفي ظروف صعبة، لكسر العزلة الطويلة التي فرضت على المنطقة قسراً من القوى الأجنبية التي هيمنت عليها حتى عن محيطها العربي، وأن تبقيها إمارات صغيرة متباعدة.
وقيّض الله للإمارات زعيماً حكيماً بعيد النظر توفرت في شخصه خصال القيادة هو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وأول رئيس لها، ومثله تحلّى بهذه الصفات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي، أول نائب لرئيس الدولة، فتضافرت جهودهما ومبادراتهما مع إخوانهما من حكام بقية الإمارات، وقامت الدولة الاتحادية قبل تسعة وأربعين عاماً.
وفي حين أخفقت كل تجارب الوحدة العربية الأخرى التي عرفناها في القرن الماضي، نجحت التجربة الإماراتية، بالتوافق وبالخيار الحر للشركاء في صنعها، وبامتلاك الرؤية السديدة والبصيرة البعيدة لمستقبل هذه الدولة وخطوات بنائها بعزيمة وإصرار، وتوظيف ما منّ الله به عليها من ثروة في خدمة أهداف التنمية، وتشييد بنية تحتية يضرب بها المثل في التطور ومواكبة الحداثة في أساليب الأداء وتقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة، خاصة في مجالات التعليم والصحة والثقافة والبيئة، فأعطت تجربة الوحدة في الإمارات الشواهد على حسن التدبير وسعة الأفق.
وأرسى مؤسس الدولة رحمه الله نهجاً واصلت الدولة السير عليه في إيلاء العناية القصوى والأولى لسعادة المواطن، وتوفير سبل العيش الكريم له، وبفضل هذه السياسة نشأت، بعد قيام الدولة، أجيال من أبناء وبنات الإمارات المؤهلين بالعلم والمعرفة، وباتوا كوادر يسهرون على بناء وطنهم وتطوره.
وكانت الأيادي البيضاء لدولة الإمارات، وما زالت، تمتد للأشقاء العرب في مختلف البلدان على شكل مساهمات سخية في تشييد مرافق حيوية في البنية التحتية أو الخدمات الضرورية للسكان من مستشفيات ومدارس ومدن إسكانية الكثير منها يحمل اسم الشيخ زايد، كعلامات على البعدين العروبي والإنساني في رؤية هذا القائد، فله في اليوم الوطني للدولة التي أسسها الذكر الطيب والرحمة الواسعة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"