عادي
شاعرة وروائية مكسيكية أمريكية

«ساندرا سيسنيروس» روائية تقيم في شارع المانجو

19:39 مساء
قراءة 3 دقائق
«ساندرا سيسنيروس»
«ساندرا سيسنيروس»

القاهرة: «الخليج»
في مقدمة روايتها الأشهر «بيتنا في شارع المانجو» نشرت الكاتبة الأمريكية من أصول مكسيكية «ساندرا سيسنيروس» صورة فوتوغرافية لها، وقالت: «هذه الشابة التي في الصورة الفوتوغرافية، هي أنا، عندما كنت أكتب «بيتنا في شارع المانجو» وهي في مكتبها، وكان عبارة عن غرفة من الجائز أنها كانت من قبل غرفة طفل، عندما كانت عائلات تعيش في هذه الشقة».
تصف ساندرا، الغرفة والبيت بتفاصيل أكثر، إنها في شيكاغو عام 1980 في حي كان مهجوراً قبل أن يكتشفه الأثرياء، وكانت الشابة تملأ مكتبها بأشياء تأتي بها إلى المنزل من «سوق البراغيث» كانت الأشياء في مكتبها سحرية، وتدعوها إلى اللعب، إنها تملؤها بالنور؛ حيث يمكنها أن تكون هادئة، وصامتة، تصغي إلى الأصوات بداخلها، وهي تحب أن تكون بمفردها في أثناء النهار.
عندما كانت فتاة حلمت بأن يكون لها بيت صامت، لها فقط، بالطريقة التي حلمت بها النساء الأخريات بزفافهن، وعندما استجمعت شجاعتها– كما تقول– وأخبرت أباها بأنها تريد أن تعيش بمفردها، كما فعلت عندما كانت في المدرسة العليا، وزعمت أنها تعرف أن الكاتب يحتاج إلى الهدوء والخصوصية، وامتدادات طويلة من العزلة، وحسم الأب الأمر حين قال: «إن الكثير جداً من الدراسة، والكثير جداً من الأصدقاء الأجانب قد أفسدوها».
بعد فترة توصل الأب والابنة إلى هدنة، وانتقلت إلى «بدروم» يعيش فيه أكبر إخوتها الـ6، إلى أن اكتشفت شقة صالحة لأن تعيش فيها، ولم يفهم أبوها لماذا أرادت أن تعيش في مبنى عمره مئة سنة، بنوافذ كبيرة، تسمح بدخول البرد، وكل أسبوع يتصل بها ليقول: ابنتي متى ستأتين إلى البيت؟
كان الأب يريد لابنته أن تكون مذيعة نشرات طقس في التلفزيون، وأن تتزوج، ويكون لها صغار، وهي تريد أن تسافر، وترقص التانجو، وتنشر كتاباً، وتعيش في مدن أخرى، وتفوز بالمنحة القومية لجائزة الفنون، إنها تحاول أن تعيش ككاتبة، لكن من أين تأتي بهذه الأفكار عن العيش ككاتبة، إنها لا تعرف شيئاً عن هذا.
*ثقافتان ولغتان
كانت تكتب الشعر، وتشارك في ورش الكتابة، وكان لديها 50 صفحة من «بيتنا في شارع المانجو»، لكنها لم تفكر فيها كراوية، كانت القصص القصيرة جداً هي الموضة الأدبية، وكانت الشابة التي في الصورة الفوتوغرافية، تستيقظ لتذهب إلى العمل، الذي يغطي إيجار شقتها، وهي تعمل مع طلبة تسربوا من المدرسة العليا، ويعيشون حياة صعبة.
وتسأل نفسها: كيف يمكن للفن أن يصنع اختلافاً في العالم؟ هل ينبغي أن تعلم هؤلاء الطلبة كيف يكتبون الشعر، في وقت يحتاجون فيه إلى أن يعرفوا كيف يدافعون عن أنفسهم ضد شخص ما يشبعهم ضرباً؟ هل يمكن أن تنقذهم مذكرات مالكولم إكس أو رواية بقلم ماركيز؟
تقول: أنا أكتب عن طلبتي لأنني لا أعرف شيئاً آخر أفعله بقصصهم، فالكتابة عنهم تسمح لي بالنوم، وفي «أيوا» التحقت بورشة الكتابة هناك، تقول: لم نتحدث مطلقاً عن خدمة الآخرين بكتاباتنا، كان كل الحديث عن خدمة أنفسنا، غير أنه لم تكن لدينا نماذج نقتدي بها، وعلى الرغم من أنها حصلت على وظيفة في سان أنطونيو، فإن شيكاغو «لا تزال تقيم بيتها بداخلي، ولدي قصص عليّ أن أكتبها».
ولدت «ساندرا سيسنيروس» في 20 ديسمبر 1954 في شيكاغو بالولايات المتحدة، وهي شاعرة وروائية مكسيكية أمريكية، اشتهرت بروايتها الأولى «بيتنا في شارع المانجو» عام 1983 ومجموعة القصص القصيرة اللاحقة لها، وعاشت حياتها في بيئة من الاختلاط الثقافي وعدم المساواة، ما وفر لها العديد من التجارب، التي استفادت منها لاحقاً ككاتبة؛ إذ نشأت كابنة وحيدة في عائلة مكونة من ستة أشقاء ذكور، ما جعلها تشعر في كثير من الأحيان بالعزلة.
وغرست فيها هجرة عائلتها بين المكسيك وأمريكا شعوراً بأنها: «دائماً بين دولتين، لكنها لا تنتمي لأي من الثقافتين» ومع ذلك كانت ممتنة لامتلاكها: «ضعف عدد الكلمات التي تستطيع أن تختار منها، وطريقتين للنظر إلى العالم»، فقد أعطت قدرتها على التحدث بلغتين، والكتابة عن ثقافتيها، موقعاً فريداً، لا تستطيع من خلاله أن تروي قصتها فحسب؛ بل قصص من حولها أيضاً.
كان ترتيبها الثالث بين سبعة أطفال، واعتبرت نفسها «الرقم الغريب بين مجموعة من الرجال» كان الجد قد عزف على البيانو للرئيس المكسيكي، وكان جدها لأبيها من المحاربين القدامى في الثورة المكسيكية، واستخدم الأموال التي كان قد ادخرها، ليتيح لوالدها فرصة الذهاب إلى الجامعة، وبعد رسوبه أكثر من مرة فر إلى أمريكا، هرباً من الغضب، وفي شيكاغو عاش واستقر وتزوج، وعمل «منجداً» في أحد أفقر أحياء شيكاغو.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"