في أعقاب الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت في أغسطس الماضي، برزت حاجة المجتمعات لريادة الأعمال الاجتماعية المؤثرة، وظهرت نماذج لصناع التغيير الملهمة، حيث ردت الشركات الناشئة المحلية الجميل لمجتمعاتها من خلال الاستجابة الفورية للاحتياجات الأساسية للمتضررين من الانفجار.
وساعدت شركة «فابريك إيد»، المجتمعات المتضررة في الحصول على الملابس ذات النوعية الجيدة مع مراعاة تقليل نفايات النسيج، في حين استخدمت شركة «أو بي تي»، التكنولوجيا ومعلومات السوق لتمكين الشابات والشباب العاطلين عن العمل من الوصول إلى فرص العمل الافتراضية على المستويين المحلي والعالمي، فيما نجحت شركة «بيلد إنك» المتخصصة في الطباعة الأسمنتية الثلاثية الأبعاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في الاستجابة لتحديات توفير المساكن الآمنة للمتضررين الذين فقدوا منازلهم.
منح
وتقديراً لجهودها في الارتقاء بجودة الحياة الاجتماعية في بيروت على المديين الحالي والبعيد، جاءت هذه الشركات الثلاث ضمن أفضل 10 شركات لبنانية ناشئة اختارها مركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» لتحصل كلٌّ منها على منحة قدرها 10000 دولار بهدف دعم عملية إعادة إعمار ما تضرر من انفجار مرفأ بيروت، ضمن مبادرة «#معاً_من_أجل_بيروت» التي انطلقت تح ت مظلة «صندوق شراع التضامني» الذي أنشأه المركز بقيمة مليون دولار في وقت سابق من العام الجاري لمساعدة الشركات الناشئة المتأثرة بتداعيات جائحة كورونا، وإلهام صناع التغيير في جميع أنحاء العالم على مساعدة مجتمعاتهم على تجاوز تداعيات الوباء.
ومن خلال هذه المبادرة، يسعى مركز «شراع» لتسليط الضوء على قصص نجاح بعض شركات المنطقة التي ابتكرت طرقاً جديدة لتوجيه أعمالها نحو التغيير الاجتماعي المنشود، وتحديد الأولوية للرفاهية المجتمعية والبيئية، من دون التضحية بالمستويات الربحية.
مهرجان افتراضي
ويبرز الدور المؤثر لريادة الأعمال الاجتماعية، في فعاليات الدورة الرابعة من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال» التي ينظمها «شراع» بالشراكة مع شركة «سحاب للحلول الذكية» خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر 2020، افتراضياً بشكل كامل ومجاناً هذا العام، حيث تأتي المشاركة المجانية في إطار أهداف «شراع» الرامية لدعم رواد الأعمال والتي بدأت بإطلاق صندوق «شراع» التضامني.
وتتضمن فعاليات المهرجان جلسة بعنوان «أبطال بيروت» يشارك فيها عمر عيتاني، مدير عام شركة «فابريك إيد»، وماريان بيطار كرم، مدير عام شركة «بي أو تي»، حيث يقدمان رؤيتيهما حول سبل المحافظة على الأهداف المؤثرة في كافة أنشطة الشركات وفعالياتها.
«صناع التغيير»
وتؤكد نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» أن رؤية المركز المتمثلة بإلهام رواد الأعمال المسؤولين والواعين اجتماعياً وتحفيزهم على بناء مستقبل أفضل لمجتمعاتهم تتماشى مع أهداف مهرجان الشارقة لريادة الأعمال، الذي اختار «صناع التغيير» شعاراً لدورته في هذا العام.
وتضيف المدفع: «في الوقت الذي تتعثر فيه الأعمال التجارية وفقاً للآليات التقليدية وتتأثر مرونة الشركات في مواجهة الأزمات، يسعى العديد من رواد الأعمال في المنطقة إلى تغيير أساليب عملهم ومواءمتها مع توجهات السوق والتي تركز على الاستدامة على المدى الطويل ومعالجة التحديات الاجتماعية أو التخفيف من تأثيراتها، ولهذا يسعى (مهرجان الشارقة لريادة الأعمال) إلى تسليط الضوء على قصص نجاح بعض هؤلاء الأبطال، وإلهام الأجيال القادمة من صناع التغيير على الاقتداء بهم».
وتوضح المدفع أن أهمية دور الجيل الجديد من رواد الأعمال تبرز في تقديم ممارسات مسؤولة اجتماعياً تتمحور حول معالجة القضايا المتعلقة بالبطالة والأمن الغذائي والوصول إلى الرعاية الصحية والإسكان وخدمات الصرف الصحي، مشيرة إلى أن رؤية مركز (شراع) تتمثل في بناء جيل من الرواد الواعين اجتماعياً والقادرين على إضافة ممارسات مسؤولة اجتماعياً لشركاتهم، عبر إطلاق مشاريع تقوم في جوهرها على تحسين حياة أفراد المجتمع، مع تحقيق مردود مادي مناسب لشركاتهم في آن معاً.
