جرائم الحرب الحوثية

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

إلى أين يمكن أن تأخذ الميليشيات الحوثية الإنقلابية اليمن واليمنيين بعد أن أمعنت فيهم قتلاً وتشريداً وتدميراً وارتكبت المجازر تلو المجازر بحقهم على مدى سنوات الحرب التي أشعلتها في البلاد خدمة لأجندات خارجية؟ وهل يمكن أن نصدق مزاعم الحوثيين عن رغبتهم في السلام وهم لم يتركوا اتفاقاً إلا خرقوه ولا عهداً إلا نقضوه، تحت سمع وبصر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي؟! 

من نافل القول أن الميليشيات الحوثية التي عاثت خراباً ودماراً في اليمن وأعادته قروناً إلى الوراء، اقتصادياً واجتماعياً وبنية تحتية، ووضعت ملايين اليمنيين على حافة الجوع والفقر، وارتكبت من المجازر بحقهم ما يرتقي إلى «جرائم الحرب»، وآخرها المجزرة المروعة التي ارتكبتها في منطقة القازة بمحافظة الحديدة وذهب ضحيتها 4 أطفال و4 نساء وأصيب 7 آخرين، حتى ظن الجميع أنها شبعت وارتوت من دماء الأطفال والنساء والشيوخ، لكنها كما يبدو ماضية قدماً في تنفيذ المهام الموكلة إليها حتى آخر قطرة دم في عروق اليمنيين.   في هذه الحرب يتحدث آخر تقرير للأمم المتحدة صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، عن أنها تسببت في مقتل 233 ألف شخص في السنوات الخمس الاولى للصراع، بما في ذلك 131 ألفاً لأسباب غير مباشرة، مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية. ويشير إلى أن الأعمال العدائية تسببت بشكل مباشر في سقوط عشرات آلاف الضحايا من المدنيين، وأنه تم التحقق من 3153 حالة وفاة للأطفال، وإصابة 5660 طفلاً. وعلى الجانب الآخر، تتحدث منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة عن تزايد كبير في حركة النزوح، حيث يتحمل المدنيون العبء الأكبر لهذه الحرب جراء تدمير منازلهم والبنية التحتية المجتمعية لمناطقهم واضطرارهم إلى البحث عن مناطق أكثر أماناً. 

وتشير المنظمة إلى أن من بين ما يزيد على 158 ألف حالة نزوح في عموم المحافظات اليمنية منذ بداية العام الحالي وحده، هناك أكثر من 71 ألف نازح استقبلتهم مدينة مأرب وحدها، بينما تؤكد المنظمة أنها تتلقى تقارير عن اعتقالات عشوائية وعمليات احتجاز ونقل قسري للنازحين في مناطق سيطرة الحوثيين شمالي البلاد إلى المحافظات الجنوبية.هذا غيض من فيض، ما تسببت فيه الميليشيات الإنقلابية الموغلة في البحث عن المزيد من سفك الدماء، بفتح المزيد من الجبهات، خلافاً لمزاعمها بالجنوح نحو السلام، إذ ارتفعت هذه الجبهات، بحسب التقرير الأممي من 33 جبهة مطلع العام إلى 47 جبهة مع نهاية أكتوبر الماضي، وبالتالي فإن من حق الحكومة الشرعية مدعومة بقوات التحالف العربي استخدام كل الوسائل المشروعة لحماية أبناء شعبها ووقف كل هذا العبث الحوثي واستهتاره بأرواح اليمنيين وممتلكاتهم وبكل القوانين والشرائع الدينية والدولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"