عادي

دعوات لتشكيل حكومة لبنانية ذات مصداقية لتنفيذ الإصلاح

00:40 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

بيروت: «الخليج»

اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، أن مشاركة نحو 40 دولة ومؤسسة مالية دولية في مؤتمر دعم الشعب اللبناني المنعقد الأربعاء، افتراضياً في باريس، يؤكد مرة أخرى اهتمام المجتمع الدولي بلبنان وحرص الدول الأعضاء على مساعدته لمواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها، فيما وقّع عون قانوناً يرمي إلى إعطاء تعويضات ومعاشات لذوي الضحايا في انفجار مرفأ بيروت، في وقت أكدت فيه السفارة الفرنسية أن مؤتمر الدعم أتاح للمجتمع الدولي أن يجدد بقوة، تضامنه مع الشعب اللبناني، في حين أكد وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني أن لبنان على شفير عدم استطاعته إطعام نفسه.

ولفتت السفارة إلى أن «مؤتمر 2 ديسمبر الحالي، أتاح للمجتمع الدولي أن يجدد بقوة، تضامنه مع الشعب اللبناني. وأكد أن الالتزامات التي تم التعهد بها في ما يتعلق بالمساعدات الطارئة منذ 4 أغسطس الماضي تم الوفاء بها، من حيث النوعية والكمية في كل المجالات ذات الأولوية التي حددتها ​الأمم المتحدة​ آنذاك، بما في ذلك الصحة والتعليم وإعادة التأهيل الحضري والغذاء، في حين تم التعهد بتقديم 257 مليون يورو، وتم دفع أكثر من 280 مليون يورو بالفعل». 

وأعرب المؤتمر عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والأزمة الإنسانية الناشئة. وجدد «تأكيد الحاجة الماسة إلى اتفاق القادة السياسيين اللبنانيين في أسرع ما يمكن على تشكيل حكومة ذات مصداقية، وفعالة وقادرة على العمل من أجل المصلحة العامة للبلاد. 

خريطة طريق

على أساس خريطة الطريق في 1 سبتمبر الماضي التي صادقت عليها جميع القوى السياسية اللبنانية، سيكون على هذه الحكومة أن تنفذ بشكل عاجل، كل الإصلاحات والتدابير اللازمة لاستعادة ثقة اللبنانيين من المجتمع الدولي»، مرحباً «بالحوار المكثف مع المجتمع المدني اللبناني الذي يشهد على روح المسؤولية والحيوية التي يتمتع بها هذا الأخير»، مؤكداً أن المؤتمر يشارك الشعب اللبناني تطلعاته ويستمد من هذا الحوار الثقة بمستقبل لبنان.

قانون للتعويضات

ووقّع عون القانون رقم 196 الرامي إلى إعطاء تعويضات ومعاشات لذوي الضحايا في تفجير مرفأ بيروت، وتمكين الذين أصيبوا منهم بإعاقة، من الاستفادة من التقديمات الصحية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومن القانون المتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية. وعرض مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جيمس كليفرلي العلاقات اللبنانية البريطانية ومساهمة لندن في مؤتمر باريس الذي خصص لمساعدة لبنان.  

تحذير من مجاعة

والتقى كليفرلي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ومعظم القيادات اللبنانية، وجرى عرض للأوضاع العامة، أعرب بعده الوزير البريطاني عن تضامن حكومته مع الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمر بها، مبدياً قلق بلاده حيال الصعوبات التي تعترض عملية تأليف الحكومة الجديدة والتي تعرقل اتخاذ القرارات المتعلقة بالإصلاح. 

وكان كليفرلي قد أشار في مقال له، إلى أن لبنان «يواجه ​الآن خطراً متنامياً يهدد مواطنيه. هذا الخطر يأتي نتيجة مباشرة لنموذج اقتصادي فيه خلل. وكما كان الحال بالنسبة للانفجار في ​المرفأ​، فهذه مشكلة من صنع البشر أيضاً وكان بالإمكان تفاديها. لقد كان هذا الخطر في العموم صامتاً، غير أنه الآن يتعاظم يوماً بعد يوم. وباتت ​حالات​ الطوارئ وشيكة في التعليم والرعاية الصحية وفي ​قطاع الكهرباء​ أيضاً. ولكن الخطر الأكثر إلحاحاً، هو ذلك المتعلق بالأمن​ الغذائي: لبنان على شفير عدم استطاعته إطعام نفسه». 

 وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، اقترح خطة جديدة مشتركة لمساعدة الشعب اللبناني على التعافي من تداعيات انفجار مرفأ بيروت المأساوي الذي وقع في أوائل أغسطس الماضي. 

خطة للتعافي 

وسلط جوتيريس، خلال رسالة بعث بها إلى المؤتمر، الضوء على إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار الذي أعده البنك الدولي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مشيراً إلى أن المتضررين من هذا الانفجار لم يتلقوا بعد أجوبة شافية حتى بعد أربعة أشهر على الانفجار. كما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مشاركته في المؤتمر، كافة القادة اللبنانيين إلى إعلاء مصلحة لبنان الوطنية، وتسوية الخلافات وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة، وصون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني للحيلولة دون الدخول في حلقة مفرغة من الأزمات المتتالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"