عادي

فاليري جيسكار ديستان يرحل عن 94 عاماً بسبب «كورونا»

00:53 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

توفي الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، مساء الأربعاء، عن 94 عاماً، في منزله بوسط فرنسا، جرّاء إصابته بفيروس«كورونا»، لتغيب بذلك شخصية وضعت فرنسا على سكّة الحداثة، وأرست مداميك أساسية للبنيان الأوروبي الموحّد.

وقالت أسرة الراحل في بيان إنّ «فاليري جيسكار ديستان توفي الأربعاء في منزله في لوار-إيه-شير. حالته الصحية تدهورت، وتوفي بسبب مضاعفات كوفيد 19»، مشيرة إلى أنّ جنازته ستكون حدثاً عائلياً خاصاً وفقاً لرغبته.

جيسكار ديستان الذي أدخل المستشفى مرّات عدة خلال الأشهر الأخيرة بسبب مشاكل في القلب كان حين انتخب في 1974 أصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة، إذ كان عمره 48 عاماً عندما تسلّم مفاتيح قصر الإليزيه.

 إصلاحات جذرية 

 وتولى جيسكار ديستان الرئاسة في 1974 بعدما فاز على الاشتراكي فرانسوا ميتران، الذي لم يلبث أن انتقم لهزيمته في 1981، حين فاز بالانتخابات وحرم الرئيس المنتهية ولايته من البقاء في سدّة الرئاسة لولاية ثانية. وشكّل عهد هذا الرئيس الوسطي قطيعة مع النزعة الديغولية المحافظة التي طبعت فرنسا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بدءاً بعهد شارل ديغول نفسه، ومن ثم وريثه السياسي جورج بومبيدو.

وأجرى جيسكار ديستان في فرنسا حملة إصلاحات جذرية شملت مجالات عدة. وفي أوروبا، ساعد في الدفع قدماً نحو الاتحاد النقدي بالتعاون الوثيق مع المستشار الألماني هيلموت شميدت الذي أصبح «صديقاً» له.

وعلى غرار شميدت، كان الرئيس الراحل من المؤمنين بشدّة بأهمية الروابط القوية مع الولايات المتحدة. وحتى بعد خروجه من الإليزيه ظلّ هذا الرجل مؤيّداً شرساً للوحدة الأوروبية. كما يُعتبر الأب المؤسّس لمجموعة السبع، إذ إنّ قادة هذا النادي الذي يضمّ الدول الصناعية الأغنى في العالم اجتمعوا للمرة الأولى في 1975 بدعوة منه، في قمّة سرعان ما أصبحت موعداً سنوياً.

 غيّر فرنسا 

 ونعى الرئيس إيمانويل ماكرون الرئيس الأسبق، معتبراً أنّ «عهده غيّر فرنسا». وأضاف ماكرون في رسالة تعزية أنّ «المسار الذي خطّه لفرنسا ما زال يوجّه خطانا. كان خادماً للدولة وسياسياً يؤمن بالتقدّم والحريّة. وفاته تغرق الأمة الفرنسية في حداد».

كما أشاد الرئيسان السابقان نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند بذكرى الراحل. وقال ساركوزي في رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنّ «فاليري جيسكار ديستان عمل طوال حياته على تعزيز العلاقات بين الدول الأوروبية، وسعى ونجح في تحديث الحياة السياسية، وكرّس ذكاءه العظيم لتحليل القضايا الدولية الأكثر تعقيداً». بدوره قال هولاند في بيان إنّ فرنسا «تخسر رجل دولة اختار الانفتاح على العالم».

وكتبت صحيفة «لو باريزيان» في عددها الصادر أمس الخميس إن «التاريخ لم ينصف بعد هذا الرئيس الذي أسيء فهمه»، معتبرةً أنّ الراحل كان «منسياً بعض الشيء» لدى مواطنيه على الرّغم من أنّه الرئيس الذي طوّر فرنسا «لكنّ الفضل في هذا لن يُنسب له أبداً».

وحين كان سيّداً للإليزيه اشتهر الرئيس الراحل بانتهاجه أسلوب حياة أكثر تحرّراً واسترخاء من أسلافه، فلم يكن يجد غضاضة في دعوة عدد من جامعي القمامة لتناول الإفطار، أو في أن يحلّ ضيفاً يتناول العشاء في منازل مواطنين عاديين. التحق بصفوف المقاومة الفرنسية وهو في الثامنة عشرة من عمره خلال الحرب العالمية الثانية، وشارك في تحرير باريس، وقاتل لمدة ثمانية أشهر في ألمانيا والنمسا.  (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"