«كورونا» والمكتبات

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

تماماً كما نجحنا في محاصرة فيروس كورونا الوبائي بجهود مضنية بعد الإعلان عن اكتشافه، بمجموعة متكاملة من الإجراءات الوقائية والاحترازية، كان أبرزها الالتزام بالبيت وعدم الخروج منه إلا للضرورة القصوى، واتباع شروط توفير بيئة معيشية آمنة مبنية على النظافة العامة، وترك مسافة كافية وآمنة، وغيرها، فإننا مطالبون بالنجاح ذاته في مجال الحفاظ على مكتباتنا المدرسية والعامة، بما يكفل عدم تحويلها إلى مجرد ديكور.
في معركتنا ضد كورونا، نحن بحاجة إلى سلاح المكتبات، لكي يعوضنا عن أي قصور ينتج عن تحويل كل أسلحتنا الفتاكة لمواجهة الفيروس حفاظاً على الحياة، فالإنسان القارئ هو المحصن بسلاح العلم والفهم العلمي وبُعد النظر والقدرة على التحليل واستكشاف مقومات الحاضر والمستقبل، وهي بالضبط أسلحة الإنسان الذكي والمبدع والقادر على صنع الكثير، مما يؤهله لتقدم الصفوف الأولى دائماً.
ونحن نطبق نظام التعليم الهجين الذي يجمع الدوام المدرسي والتعلم عن بعد، نكون بحاجة أكبر إلى تفعيل دور المكتبات المدرسية والعامة، لتنال نصيباً أكبر من اهتمام ذوي الشأن، وتصبح أحد عوامل الاهتمام بالقراءة الحرة والثقافة التي يسعى المجتمع لتكون هي البديل المناسب للقراءة المفروضة والتي تتبعها تقويمات ودرجات ونجاح ورسوب وغيرها.
داخل المكتبات، وضمن الشروط الوقائية المطلوبة، يمكن أن يتعلم الطفل ويعوض ما فاته من أساسيات التعليم أثناء مواجهة كورونا، فالمكتبات ليست قراءة فقط، إنها مدارس متكاملة تقدم كل أنواع العلوم في أطباق مناسبة ومحببة إلى نفس الطفل، فيقبل عليها طالباً وراغباً، لأنها باتت بالنسبة له اختياره وعلى هواه.
الطفل يمكنه أن يمارس في المكتبات كل الأنشطة اللاصفية التي كان يخصص لها وقتاً أطول وفق الجدول المدرسي، ولذلك فإن وزارة التربية والتعليم مطالبة بتوفير الطاقم الإداري المناسب للمكتبات، تماماً كما هو ضروري للمكتبات العامة، من خلال توظيف الأخصائيين المؤهلين ذوي الخبرات المناسبة، القادرين على القيام بالأنشطة المتنوعة المطلوبة منهم على أكمل وجه.
رغم ظروف محنة كورونا، فإننا نتطلع إلى بذل كل الجهود الممكنة ليكون الطفل قادراً على الاستفادة من كل الإمكانيات التعليمية المتوفرة، وبناء شخصيته واستكشاف مواهبه وصقلها وتنميتها والتفوق فيها وبها.
العلاقة الجيدة مع الكتاب ممكنة، فالتعود على القراءة يخلق نوعاً من العلاقات الودية الحميمة بين الطفل والكتاب، تتطور وتكبر مع الطفل، لتصبح بعد ذلك جزءاً مهماً من شخصيته وكيانه وحاضره ومستقبله، لا يمكنه الاستغناء عنه بسهولة، ولا يستطيع إلا أن يعمل دائماً على الانتصار للشخص الجديد الذي بات يعيش فيه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"